الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 21:01

أبو سنان الغالية إبقِ شامخة/ بقلم: د.نجيب سلمان صعب

كل العرب
نُشر: 26/11/14 20:45,  حُتلن: 22:50

د. نجيب سلمان صعب في مقاله:

أبو سنان تحتضن في داخلها نحو 13000 الف نسمة بتركيبة إنسانية خلاّقة، بتركيبة ضربت المثل الأعلى في الحياة الأخوية، حياة التعايش والاحترام المتبادل منذ عشرات لا بل مئات السنين

كل الطوائف تشكل معاً وبدون ريب الأسرة الأبوسنانية الواحدة والموحدة رغم التدخلات الخارجية والداخلية التي لا يروق لأصحابها العيش المشترك والمحترم والسلام المحلي

ايها البواسنة يترتب بل يجب على ابو سنان بجميع سكانها أن تبقى شامخة بإيمان سكانها الصادق بالله عز وجل بمشايخها ورجال الدين فيها جميعاً

ما حدث مؤخراً يأسف له الجميع وننبذه بشكل قاطع خاصة وأنه لا يرضى به اي صاحب ضمير حي وتعز عليه ابو سنان بصدق

بعض السياسيين والممثلين من مختلف الطوائف جميعاً مشكورين ومن صميم القلوب باستثناء القلة التي تأتي الى هنا للاصطياد بالمياه العكرة والتي طالما هي هكذا في نظري بعيدة كل البعد عن مصلحتنا نحن الأبوسنانيين

أقدر عالياً جهود الشيخ ابي محمد نهاد مشلب رئيس المجلس المحلي على مواقفه المشرّفة وعمله الدؤوب مع جميع الفرقاء لاحتواء ما حدث آملاً من العلي القدير أن تثمر جميع المساعي الخيّرة لما فيه خير هذا البلد

القلب يتقطع أسفاً وجرحاً في الصميم لما تعرضت له نجمة الصبح - أبو سنان - التي كانت ولا تزال وستبقى بإذن ألله شامخة، شامخة بجميع سكانها وأطيافها وطوائفها. أبو سنان تحتضن في داخلها نحو 13000 الف نسمة بتركيبة إنسانية خلاّقة، بتركيبة ضربت المثل الأعلى في الحياة الأخوية، حياة التعايش والاحترام المتبادل منذ عشرات لا بل مئات السنين.

تركيبة السكان في القرية تشمل أبناء الطوائف الثلاث المسلمين، المسيحيين والدروز، وكل هذه الطوائف تشكل معاً، وبدون ريب الأسرة الأبوسنانية الواحدة والموحدة رغم التدخلات الخارجية والداخلية التي لا يروق لأصحابها العيش المشترك والمحترم والسلام المحلي، الذي تعوّد عليه ابناء الأسرة ألأبوسنانية ألواحدة، والذي يعتمد في صلابته وبنائه على كل الخيّرين والناس الطيبين والذين تعز عليهم ابو سنان ووحدتها واحترام كل واحد كما هو، وقبول الآخر لأنّ الدين لله والبلد للجميع.


كل هذا يضع في رأس سلم الأولويات ونُصب الأعين مستقبل الجيل الناشئ، مستقبل ألأطفال، مستقبل العيش الكريم للجميع في غاليتنا ابو سنان مع التغاضي عن المفرقين وآرائهم، وبعض الذين لا يريدون ذلك لأنهم مشبعين بعكس هذا، وهذا هو الخطأ بعينه، وهذه هي اللامبالاة، وهذه العنصرية والتي يترتب علينا جميعاً بدون استثناء نبذها وطردها من بين ظهرانينا. نحن الذين نعيش منذ عشرات السنين بالألفة والمحبة والاحترام، ونحن الذين سنبقى جميعاً هنا في هذا البلد الذي تميزه تركيبته السكانية بنسيج اجتماعي اعطى مثلاً في التعايش والمحبة والتآخي، وعُرف على مر الزمن مرتعاً للأخوة والإنسانية، فلا فرق بين المسلم والدرزي والمسيحي، حتى كاد الضيوف من خارج هذه البلدة أن يعجزوا في التمييز بين واحد وآخر من جمهور ابو سنان الأبية.

أبو سنان..إبق شامخة
نعم ايها البواسنة يترتب بل يجب على ابو سنان بجميع سكانها أن تبقى شامخة بإيمان سكانها الصادق بالله عز وجل بمشايخها ورجال الدين فيها جميعاً. نعم ابقِ شامخة يا ابو سنان بذكرى الآباء والأجداد والذين نموا وترعرعوا في هذه البقعة التي تعودت ان تكون سباّقة في العطاء الأنساني الذي فاق كل تصوّر، والذي تشهد عليه الجوار من النواحي والجوانب. نعم ابق شامخة بأصالة اهلك يا ابو سنان كل حسب انتمائه ، نعم ابق شامخة بالألفة والمحبة والاحترام المتبادل بين الجميع ، وبهذه الصفات التي عوّدنا عليها السلف ألصالح من كل ألأطياف والذين عاشوا عيشة القناعة وقبول الآخر كما هو بإيمانه وعبادته وإنتمائه ألأبوسناني. نعم إبق شامخة يا ابو سنان بكوادر المثقفين والأكادميين من أقصاك إلى أقصاك. نعم ابق شامخة بنسيجك الإجتماعي الخلاّق. نعم ابق شامخة بجمهور ألآباء والأمهات، ابق شامخة بالشباب والشابات وبالجيل الناشيء.

نعم ابق شامخة بروح ألأخوة وكرم الخُلق الذي تأصل في نفوس الجميع، نعم ابق شامخة بطلابك وطالباتك الذين هم عماد المستقبل. ابق شامخة بالوعي الشامل لدى الجميع الذي يتغلب حتماً على كل الشوائب ويقودك الى شاطئ الآمان بكل صدق وبكل أمانة وأمان. أبق شامخة بضرب عرض الحائط كل الأنانيات والموضوعات في المجتمع الراقي والذي يسهر ليل نهار لحفظ ابنائك ويصونوها لما فيه تأمين الحياة الكريمة والعيش المحترم للجميع دون تفرقة. أبق شامخة بالتمسك في ألحق، الإستقامة في معالجة كل أمر من خلال نواهي جميع الديانات التي تأمرنا وتوجهنا جميعاً الى الطريق القويم. أبق شامخة بالوحدة وبالنسيج الإجتماعي ألأصيل وانبذي كُلياً وبشكل قاطع ما يفرّق وتمسكي بما يوحّد، لأنّ مصير الجميع واحد والبلد واحد والمستقبل واحد.

ومن هنا اود أن القي الضوء على بعض الأمور في هذه السطور لمن يهمه الأمر فينا، ما حدث مؤخراً يأسف له الجميع وننبذه بشكل قاطع خاصة وأنه لا يرضى به اي صاحب ضمير حي وتعز عليه ابو سنان بصدق. لقد كان لبعض وسائل الاعلام من المواقع والاعلاميين على اختلاف صحفهم واختلاف اماكن عملهم في اللغتين العربية والعبرية أثراً سلبياً في تصعيد الأحوال التي نحن بغنى عنها، وهذا يملي علينا جميعاً أن نكون حذرين ولا يكون حديثنا الا من منطلق مسؤوليتنا جميعاً تجاه ابو سنان الغالية فقد شردت
عن الواقع مؤسسات اعلامية واختارت في كثير من الأحيان غير الواقع. وكذلك الأمر الرسائل القصيرة غير المسؤولة التي يطلقها نفر اياً كان ومن اية جهة كانت على الفيسبوك وغيره ، فهذه تنم فقط عن نوايا اصحابها، ويترتب علينا جميعاً وبكل امانة وصدق نبذها
ومقاومتها بكل طريقة اخلاقية لأنها لا تصب في مصب الحياة الآمنة والمشتركة والمحترمة لجميع ابناء وأطياف هذا البلد بل العكس هو الصحيح ولا مكان لها بيننا مطلقاَ.

بعض السياسيين والممثلين من مختلف الطوائف جميعاً مشكورين ومن صميم القلوب باستثناء القلة التي تأتي الى هنا للاصطياد بالمياه العكرة ، والتي طالما هي هكذا في نظري بعيدة كل البعد عن مصلحتنا نحن الأبوسنانيين، همها الوحيد وللأسف الرقص على الخلافات المنبوذة هنا في هذا البلد الكريم ، وما علينا جميعاً ايها الأخوة والأخوات في قريتنا الغالية إلاّ وضع النقاط على الحروف، فمن يرغب او ينوي تفريقنا ، ولا يهمنا من اية جهة سياسية او جهة طائفية او اي مصدر كان ، ما علينا الا التصدي له ووضعه عند حدّه أيضاً لانّ مثل هذه الاعمال يجب منعها كلياً، ولا مكان لها بين الابوسنانيين ، لأن اولادنا وأطفالنا ومؤسساتنا وبلدنا أهم بكثير، وكذلك عيشنا وتعاملنا صباح مساء بمحبة وأخوة اغلى بكثير من كل الذين لا يريدون ذلك .

في كل ساعة وفي كل يوم تقريباً تصدر إشاعة أو خبر ويشاع بين الناس ، ولا يرتكز على أية حقيقة وبعيداً عن الصحيح ، إلا انّ المعنيين يروجون مثل هذه الإشاعات وكلها لا تصب في مصلحة القرية . وهنا يترتب وينبغي علينا جميعاً عدم التسرع ، وعدم الإجابة بعفوية وبدون تروي ، بل علينا بحث ذلك ، وتقصي الحقائق على اصولها لأنّ في مثل هذه الأمور لا تكمن مصلحة الأسرة الأبوسنانية ويترتب علينا ألاّ نسيء الظن مطلقاً ونضع نصب اعيننا التسامح المحبة التآخي .

وفي هذه الظروف المؤسفة ، تفرض نفسها على كل منّا جميعاً ، كل اب وكل ام ، وكل شاب وكل شابة وكل انسان في موقعه، مربون وأمهات عاملات ، وأرباب مصالح وجميع الأبوسنانيين ، علينا ان نلبي نداء الواجب ، وهذا الواجب الذي يتمثل في التثقيف ، التوجيه والإرشاد والحديث العائلي في البيت الواحد، في ألأسرة الواحدة ، في المصلحة الواحدة ، على المحبة، الأخوة نبذ الطائفية ونبذ التطرف ونبذ العنف ، لأنّ كل عقل سليم في جسم سليم في مجتمع سليم ، حيث أنّ المجتمع السليم هو الذي يخلو من الشوائب ، ومن التحريض كي يصبح اطفالنا ، ابناؤنا كل صباح ويمسون كل مساء على ابو سنان واحدة لا تفرّق سكانها نزعة طائفية او دينبة ، ولكل دينه ولكل احترامه ولكل مكانته ولا واحد على حساب الآخر حيث تتسع قريتنا الحبيبة للجميع .

ابو سنان ايها البواسنة لأهلها، وليست لأحد من خارجها بل تكون عوناً لكل المحبين والمخلصين والسلميين لا لغيرهم ، وأهلها فقط أهلها من جميع الأطياف ومن جميع الشرائح الأبوسنانية هم يُمكنهم ازالة هذه الغيمة وهذا الضباب الذي لا بدّ له أن ينقشع الى غير رجعة انشاء الله. نعم ايها البواسنة من شيب وشباب والذين يعرفون تاريخ ابو سنان ، تاريخ ابو سنان الأخوي ، تاريخ ابو سنان التسامح ، تاريخ ابو سنان العيش الكريم ، تاريخ ابو سنان الوحدة ، التفاهم والاحترام المتبادل، من اجل ابو سنان ومن اجل جميع سكانها كلها تقول بلسان واحد : لا للعنف لا للصراع . لا للخلاف، نعم للمحبة نعم لبناء ابو سنان صرحاً متيناً محصّناً قوياً بكل طوائفه وبكل اطيافه من اجل مستقبل كريم ومشترك للجميع ، صامداً أمام ألإهتززات التي لا مكان لها بيننا والله من وراء القصد . وأخيراً أقدر عالياً جهود الشيخ ابي محمد نهاد مشلب رئيس المجلس المحلي على مواقفه المشرّفة وعمله الدؤوب مع جميع الفرقاء لاحتواء ما حدث، آملاً من العلي القدير أن تثمر جميع المساعي الخيّرة لما فيه خير هذا البلد.

أبو سنان

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة