الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 23 / أبريل 12:02

رسائل فحماوية (59) نداء لنصرة القدس والأقصى/ بقلم: الشيخ رائد صلاح

كل العرب
نُشر: 27/11/14 09:30,  حُتلن: 11:20

الشيخ رائد صلاح في مقاله:

يا ورثة مقولة (أجو الفحامنة) عن الأجداد والآباء نحن مطالبون بتلبية نداء القدس والمسجد الأقصى

ما أجمل أن نكون السباقين وأن تنطلق من مدينتنا مسيرة الخيول إلى القدس والمسجد الأقصى وفي ذلك فليتنافس المتنافسون

ما أجمل أن ننافس غيرنا في سباق نصرة القدس والمسجد الأقصى، ولذلك ما أجمل أن تنطلق من مدينتنا مسيرة سيرًا على الأقدام إلى القدس والمسجد الأقصى

سمعت رواية من أكثر من كادح حر من أهلنا في الداخل الفلسطيني، ومفاد هذه الرواية أن الآلاف من الشباب في الداخل الفلسطيني قد اندفعوا في الستينات إلى تل أبيب، بحثًا عن مصدر رزق لهم ولآبائهم وأمهاتهم وإخوتهم وكانوا يتعرضون للأذى الشديد في تلك الأيام، من بعض العنصريين الإسرائيليين الذين كانوا يحتشدون عليهم بالعشرات أو أكثر، وينهالون عليهم بالضرب مستخدمين الأدوات الحادة في بعض الأحيان، فكان هؤلاء الشباب يعانون الويلات من أولئك العنصريين الإسرائيليين، وكانوا لا يشعرون بالفرج –بإذن الله تعالى – إلا إذا هرع شباب أم – الفحم وتصدوا لأولئك العنصريين في كل مرة وشتتوا شملهم، لذلك بات مشهورًا في تلك الأيام مقولة: (أجوا الفحامنة) أي جاء الفرج فاطمئنوا ولا تخافوا!!

والى جانب ذلك سمعت رواية أخرى مفادها أن فريق إخاء الناصرة، كان هو الفريق الوحيد في الداخل الفلسطيني الذي كان قد نجح في سنوات السبعينات بالصعود إلى درجة ممتازة في دوري كرة القدم، فلمع اسمه ولمع اسم لاعبيه وحظي بالتفاف كبير من الآلاف من شبابنا في الداخل الفلسطيني، وكان في مقدمتهم شباب من أم - الفحم، حيث كان هؤلاء الشباب يرافقون فريق (إخاء الناصرة ) في كل مبارياته، سواء كانت بيتية أو خارجية، وكان يحدث أن يقوم بعض العنصريين الإسرائيليين من مؤيدي بعض الفرق الإسرائيلية بالاعتداء على فريق (إخاء الناصرة) وعلى مشجعيه فكان يتصدى لهم شباب أم – الفحم وكان فريق (إخاء الناصرة ) ومشجعوه يفرحون لدى قدوم شباب أم – الفحم لمشاهدة كل مباراة لفريق الإخاء، وكانوا يرددون تلك المقولة (أجو الفحامنة ) حتى تحولت هذه الجملة إلى (ماركة ) تميز دور شباب أم – الفحم إذا جد الجد وهكذا ظل صدى هذه المقولة ( أجوا الفحامنة) يتردد ما بين تل – أبيب والناصرة وما بين شبابنا الكادحين الأحرار وشبابنا الرياضيين المتألقين، وهكذا ظل صدى هذه المقولة (أجوا الفحامنة ) تتناقله الأجيال في داخل مدينتنا وخارجها وهكذا ظلت (ماركة) (أجوا الفحامنة) تميز دور شباب أم – الفحم عبر العقود الماضية، وهكذا كان دور مدينتنا أم – الفحم في (يوم الأرض) الأول عبر رئيسها المرحوم (أبو ماجد) حيث كان من ضمن الداعين للإضراب في ذاك اليوم في اللجنة القطرية، ثم هكذا كان دور مدينتنا أم – الفحم في (يوم الانتصار على كهانا) عبر رئيسها الأستاذ هاشم محاميد، حيث بادر وحشد كل أهلنا في مدينتنا حول قرار التصدي لذلك المأفون كهانا، ثم حشد كل أهلنا في الداخل الفلسطيني حول ذاك القرار ثم كان يوم التصدي لكهانا وزبانيته على أعتاب مدينتنا وإلحاق الهزيمة النكراء به وبمن سانده من المجتمع الإسرائيلي على الصعيد الرسمي والشعبي.

وطال ذاك اليوم وجرح فيه من جرح من أهلنا واعتقل فيه من اعتقل من أهلنا ثم كان ختامه مسك حيث فر المافون كهانا ولم يعقب وانتصرت مقولة (أجو الفحامنة) واذكر يومها أن احد الشخصيات الأمنية الإسرائيلية صرح وقال : ( الآن عرفت ما هي أم – الفحم ) ثم هكذا كان دور مدينتنا أم – الفحم في أيام الروحة حيث التقت إرادة بلدية أم – الفحم مع إرادة اللجنة الشعبية في أم – الفحم مع إرادة جماهيرنا في أم – الفحم مع إرادة لجنة المتابعة العليا وعامة جماهيرنا في الداخل الفلسطيني وقرر الجميع الاعتصام في ارض الروحة والمبيت فيها والبقاء على أرضها وبين لوزها وزيتونها ورفع الآذان في سمائها وأداء الصلاة على ترابها وعدم التفريط ولو بنبتة (عكوب ) أو (زعتر ) أو (علت) أو (جعده) أو (زعمطوط) او (لسينة) أو ( أبو صوي) أو ( هليون ) أو ( حويرة) أو (قرة) أو ( حنون) منها فكان ما كان وعاشت مدينتنا أياما شدادا صمدت فيها وصبرت وصابرت وتصدت لغول المصادرة الذي كاد أن يبتلع (الروحة) منا ثم انتهت تلك الأيام الشديدة التي جرح فيها المئات من أهلنا في مدينتنا وفي سائر قرى وادي – عارة واعتقل فيها المئات كذلك وطورد فيها الآلاف منا بين جبال الروحة وأوديتها وفي مداخل مدينتنا وفي ساحات المدرسة الثانوية وصفوفها وانتهت تلك الأيام وانتصرت مدينتنا وانتصر من ساندها خاصة من أهلنا من مصمص ومعاوية ومشيرفة وعارة وعرعرة وكفرقرع لأرض الروحة وحاضرنا ومستقبلنا الواعد الملتحم مع فجرها الصادق وشمس نهارها وبدر ليلها وهكذا انتصبت من جديد قامة المقولة المباركة (أجو الفحامنة) ثم هكذا كان دور مدينتنا أم – الفحم في هبة القدس والأقصى.

ثم في يوم العطش الذي حاول فيه من حاول من (قبضايات) المؤسسة الإسرائيلية أن يقطع المياه عن مدينتنا أم – الفحم ثم في مظاهرات وإعتصامات النصرة لغزة العزة يوم أن شن عليها الاحتلال الإسرائيلي حربه الإرهابية في عام 2008م ثم حربه الإرهابية في عام 2012م ثم حربه الإرهابية في عام 2014م وهكذا كانت ولا تزال تتألق تلك المقولة الشامخة (أجو الفحامنة) !!

وهكذا كان دور مدينتنا يوم أن تصدت للمأفون (مارزل) وزبانيته وقد أدت مدينتنا كل هذه الأدوار المشرفة عبر سائر رؤسائها وهم على التوالي : د. سليمان احمد ثم الشيخ هاشم عبد الرحمن ثم الشيخ خالد حمدان ثم لا يوجد عاقل في الأرض قاطبة ينكر على مدينتنا دورها الكبير الذي تميزت به نصرة للقدس والمسجد الأقصى حتى هذه اللحظات وهي مطالبة أن تواصل هذا الدور اليوم وغدا وبعد غد حتى يأذن الله تعالى بزوال الاحتلال الإسرائيلي الوشيك زوالا لا رجعة فيه ولا أسف عليه.

لذلك أوجه ندائي الآن عبر هذه المقالة إلى كل أهلنا في مدينتنا على صعيد الرجال والنساء والشباب والفتيات والأطفال من القلب إلى القلب وأقول لهم: يا ورثة مقولة (أجو الفحامنة) عن الأجداد والآباء نحن مطالبون بتلبية نداء القدس والمسجد الأقصى!! ونحن مطالبون بمواصلة نصرتهما ليلا ونهارا وصيفا وشتاءًا فكونوا في طليعة المعتكفين ليلا في المسجد الأقصى وكونوا في طليعة المرابطين نهارا فيه وكونوا طليعة الملبين لأيام النفير إليه وكونوا في طليعة قوافل البيارق نحوه في كل حين.

ما أجمل أن ننافس غيرنا في سباق نصرة القدس والمسجد الأقصى ولذلك ما أجمل أن تنطلق من مدينتنا مسيرة سيرًا على الأقدام إلى القدس والمسجد الأقصى كما انطلقت من يافا واللد والرملة وما أجمل أن تنطلق من مدينتنا مسيرة الدراجات الهوائية إلى القدس والمسجد الأقصى كما انطلقت من عكا وما أجمل أن تنطلق من مدينتنا مسيرة الدراجات النارية إلى القدس والمسجد الأقصى كما انطلقت من يافا وما أجمل أن نكون السباقين وأن تنطلق من مدينتنا مسيرة الخيول إلى القدس والمسجد الأقصى وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة