الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 09:01

الغوغائية والغوغائيون/ بقلم: نبيل بصول

كل العرب
نُشر: 27/11/14 12:02,  حُتلن: 08:15

نبيل بصول في مقاله:

هؤلاء المتسلطون المتجبرون الذين يعتقدون بأن الذكاء والفطنة والمعرفة والذوق وسرعة البديهة والذكاء هم حكر مقدس لهم فقط ومحرم على غيرهم  يقومون باستعمال التعجرف

للأسف الشديد فالغوغائية تستمد شرعيتها من مجتمعنا الذي يصمت ويتستر على هذه الفئة بل ويشجعها ويكسبها مساحة ومكانة واسعة للتواجد بها لتنشر منها جهلها وتخلفها ولتبث وتنفث مختلف سمومه

الغوغائيون يتصرفون وكأن الدنيا هي ملكيتهم الخاصة لا يحترمون ولا ينصاعون لأي قوانين ولا لأصول التعامل بين بني البشر ولا يبالون بالأشارات والتحذيرات ويخطفون المشهد عن طريق الشوشرة من اجل لفت الانتباه

الغوغائية تنقض على الحيز العام وتقوم باغتصابه. وبغياب سلطة رادعة ومعارضة لها تتحول الى ظاهرة قائمة وتتمتع بشرعية كاملة بل والى نمط حياة مقبول ومتعارف عليه.
الغوغاء هي مزيج من الجعجعة، الشوشرة والعباطة التي يستعملها الناس من ذو النفوس الضعيفة والمريضة، فقيرو العقل، مسلوبو الكرامة لفرض كيانهم وترجيح وجهة نظرهم. والغوغائيون يتصرفون وكأن الدنيا هي ملكيتهم الخاصة، لا يحترمون ولا ينصاعون لأي قوانين ولا لأصول التعامل بين بني البشر ولا يبالون بالأشارات والتحذيرات ويخطفون المشهد عن طريق الشوشرة من اجل لفت الانتباه لهم ولتصرفاتهم. اذا حاولت وضع حدا لهم يقومون بمهاجمتك او يقومون بالمغالاة لكي يبرهنوا لك ولغيرك انهم غير مهتمين بما تطلبه منهم فلا مجال للتفاهم معهم او حتى الوصول معهم الى حل وسط او نقطة التقاء.

هؤلاء المتسلطون المتجبرون الذين يعتقدون بأن الذكاء، الفطنة، المعرفة، الذوق، سرعة البديهة والذكاء هم حكر مقدس لهم فقط ومحرم على غيرهم وكأنه كتاب الهي مقدس منزل عليهم، او ايه في احدى الكتب المقدسة المنزلة يحرم الافتاء او النقاش فيه. يقومون باستعمال التعجرف، الانانية، التكبر، اللئامة والتشاوف. ما ان يطرأ حدثا ما او يطفى على السطح الا ويتسابقون الى اصدار مختلف الفتاوي والاحكام فيه و التي غير قابلة للنقض وحتى الطعن بالاضافة الى تحليل وتحريم ما يشاؤون، يقومون بتهويل الامور، المبالغة فيها وتصويرها على غير حقيقتها، قلب الابيض اسود والاسود ابيض، الحق باطل والعكس صحيح، كما يقومون بالتدخل في امور الآخرين الشخصية ممن يستضعفونهم فيقومون بالانقضاض عليهم وانتقادهم مهما عملوا سواء ان كان صحيحا ام خطاء اتتقادا هداما، التهكم والسخرية منهم، فيتسببون باحباطهم، اذلالهم والعيب عليهم والتقليل من قيمتهم وشانهم. يقومون بتسليط الضوء على الجوانب السلبية وتجاهل الايجابية منها، يأخذون الأمور بشكل شخصي وكأنهم هم انفسهم اصحاب الشأن، من اجل ابراز انفسهم على انهم اصحاب معرفة وذكاء خارقين لا حدود ولا مثيل لهم ومن اجل فرض سيطرتهم لان المهم لديهم فقط هو الانتصار لنفسهم.

لكن للأسف الشديد فالغوغائية تستمد شرعيتها من مجتمعنا الذي يصمت ويتستر على هذه الفئة بل ويشجعها ويكسبها مساحة ومكانة واسعة للتواجد بها لتنشر منها جهلها وتخلفها ولتبث وتنفث مختلف سمومها الفكرية، الاخلاقية، التربوية، الاجتماعية وما شابه. الغوغائية هي تعسف، ديكتاتورية واستبداد لانها تلغي حقوق الاخرين. لذلك علينا بالوعي التام والضمير الحي لكي لا ننزلق الى هذه الغوغائية او حتى لكي لا نقع ضحية كلقمة سائغة بين انيابها، من أجل مكافحتها، كبح جماحها ولجمها، وللحد من تأثيرها الفاسد والمفسد على المجتمع.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة