الدعوة الى هذا الاجتماع جاءت إثر الأحداث الأخيرة التي واجهت الطائفة والتي دارت بين شباب من ابناء الطوائف العربية في الجليلين والكرمل

الشيخ موفق طريف- الرئيس الروحي للطائفة الدرزية:

نحن جزأ لا يتجزأ من الأمة العربية والمحيط الذي نعيش فيه

دولتنا اسرائيل ونحن فيها مواطنين أمنين ولكننا لا ننسى اصولنا وعليه فانه يجب علينا التعامل مع جميع ابناء الطوائف في هذه البلاد بالحسنى

الشيخ نهاد مشلب- رئيس مجلس ابو سنان المحلي:

المشاكل كانت بين الطلاب وليست بين الكبار وسنعمل كل ما بوسعنا لاحتوائها

سعيد نفاع- عضو كنيست سابق:

علينا أن نتعامل مع المجتمع الذي نعيش في بشكل حضاري وعلينا توسيع رقعة الوعظ والإرشاد وأن نتحدث بلغة مقبولة على الجميع وبصوت واحد

عُقِدَ، في مقام النبي الخضر عليه السلام، في كفرياسيف، وبدعوة مِن فضيلة الشيخ موفق طريف، الرئيس الروحي للطائفة الدرزية، إجتماع شاركت فيه القيادات الفاعلة على الساحة الدرزية، من رجال دين، ورجالات في مجال التربية والتعليم، وقادة سياسيين ونشطاء مِن القوى الشبابية الناشطة في الوسط الدرزي، حيث نوقشت فيه ثلاث نقاط هامة، كان لا بد من تباحثها ومناقشتها بشكلٍ جدي، على حد قول فضيلتة الشيخ طريف، وهي: العلاقات العامة بين ابناء الطائفة الدرزية والطوائف الأخرى في البلاد، التعصب الديني والطائفي والعنف الناجم عنه، وبناء خطة شاملة وعملية لمناهضة ظواهر العنف على كافة اشكاله. والجدير ذكره أن الدعوة لهذا الاجتماع جاءت إثر الأحداث الأخيرة التي واجهت الطائفة، والتي دارت بين شباب من ابناء الطوائف العربية في الجليلين والكرمل.

الشيخ موفق طريف الرئيس الروحي للطائفة الدرزية

في بداية اللقاء رحب فضيلة الشيخ بالحضور واستعرض أمامهم نقاط البحث، مُذكراً، بعد طرحها، بالأحداث التي أدت اى عقد هذا الاجتماع، والتي كان مِن أبرزها حادثتي ابو سنان ودالية الكرمل، وأضاف: بدورنا، المجلس الديني، عمل بالتعاون مع قسم المعارف الدرزية في وزارة المعارف، على اعداد برنامج توحيدي هادف، يرتكز على تعليم طلاب المدارس أسس ومبادئ دين التوحيد، والعادات والتقاليد الأصيلة التي أمرنا أنبياءنا اتباعها والتمسك بها، وأسهب في الشرح عن الموضوع الذي يُنجز من خلال مشروع التربية التوحيدية والذي يشمل جميع القرى الدرزية. كما وتطرق الى نقاط البحث، فقال: "نحن جزأ لا يتجزأ من الأمة العربية والمحيط الذي نعيش فيه، دولتنا اسرائيل ونحن فيها مواطنين أمنين، وهذا لا لبس فيه، ولكننا لا ننسى اصولنا، وعليه فانه يجب علينا التعامل مع جميع ابنا الطوائف في هذه البلاد بالحسنى، وعدم التعدي أو التحرش بأحدٍ مهما كانت الظروف. نحن طائفة مسالمة. هكذا كنا وهذا ما سنبقى عليه . لم نعتدي يوما على أحدٍ ولا نقبل أن يعتدي علينا احد"، وأضاف: "نحن هنا اليوم بصدد سماع ما لديكم طرحهُ في هذا المجال". في نهاية حديثهِ أقترح الشيخ اقامة لجنة لمتابعة الموضوع وتقدمة التوصيات للعمل بها على جناح السرعة.

اما الشيخ رياض حمزة، فقال: "هدف الشيخ هو ايجاد الطرق والوسائل لمكافحة ظواهر العنف الكلامي مِن على صفحات المواقع الانترنيتية والمواقع الاجتماعية كالفيس بوك والواتس أب وغيرها، والحيالةُ دون وقوع صِدامات ومشاجرات بين ابناء البلد الواحد في اعقاب تلك الكتابات والمهاترات. الوضع لم يعُد ليحتمل فهذه التفوُّهات والكتابات من قبل جميع الأطراف قد تؤدي الى كوارث للمحليين هنا ولإخواننا في الخارج".

نهاد مشلب، رئيس مجلس ابو سنان المحلي

الشيخ نهاد مشلب، رئيس مجلس ابو سنان المحلي، تحدث قائلاً: "نأسف لما حدث في أبو سنان. الوضع الآن هادئ ومُطمئن ولا توجد مشاكل تذكر . في ابو سنان الجميع ابناء بلد واحد. هكذا كنا وهكذا سنبقى"، وأضاف ، "المشاكل كانت بين الطلاب وليست بين الكبار وسنعمل كل ما بوسعنا لاحتوائها. نحن نسعى لإصلاح ذات البين في البلدة، والشكر لفضيلة الشيخ موفق ولعضو الكنيست عمد عمار وغيرهم من الوجهاء الذين سهروا الليالي في ابو سنان لتهدئة الوضع وإخماد نار الفتنة التي حاول البعض اشعالها في ابو سنان".

صياح حمود، القائم مقام في وزارة الداخلية، قال: "يجب علينا التصدي بكل ما أوتينا من قوة لهذه الظواهر السلبية التي تعكر صفو التعايش السلمي الكريم بين المواطنين في الدولة، لأن في ذلك مصلحة لطائفتنا ولجميع الطوائف".

القاضيان عنتير معدي وعماد ابو ريش، قاضيا المحكمة الدينية الدرزية: "لقد اصبح الوضع حرج ولا يجوز أن يستمر بهذا الشكل. علينا ان نعمل يد واحدة، الرئاسة الروحية ورجال السياسة والتربية والتعليم والشباب على محاربة ظواهر العنف واجتثاثها من الجذور، وأيدا تشكيل لجنة لمتابعة الموضوع".

أوضاع صعبة
صالح طريف، وزير سابق: "الوضع في غاية الصعوبة والحرج ونحن هنا لنحاول منع المشاكل والخلافات التي ستنجم اذا استمر الوضع على هذا الشكل . كلنا في هذه البلاد نعيش بسلام، وإذا استمر الوضع ستحدث امور لا تُحمد عقباه. في نظري اقامة لجنة مهنية مكونه من رجال دين ومثقفين ورجال تربية وشباب وسياسيين سيساعد. علينا اشراك الشباب في اتخاذ القرار".
الشيخ مهنا فارس، مدير المعارف الدرزية: "علينا التعامل مع المشكلة في مسارين، الوعظ والإرشاد والإعلام والمسار الآخر يتطلب تدخل الأهل ومشاركتهم في تربية أولادهم على الأخلاق الحميدة والعمل بعادتنا وتقاليدنا التي تحترم الجميع دون النظر الى الدين أو العرق، وطالب الجميع بالالتزام بما أوصانا به الله وأنبيائه الصالحين".

وسعيد نفاع، عضو كنيست سابق: "علينا أن نتعامل مع المجتمع الذي نعيش في بشكل حضاري. اليوم، يسري في هذه الدولة خطاب طائفي واضح، وهو في غير الصالح العام، وعليه يجب أن نتعامل مع هذا الخطاب بحذر وانتباه. كما وعلينا توسيع رقعة الوعظ والإرشاد وأن نتحدث بلغة مقبولة على الجميع وبصوت واحد.

الشيخ يعقوب سلامة، مدير دائرة الطوائف بوزارة الداخلية: "ما سمعناه من فضيلة الشيخ وما نسمعه ونقرأه عبر وسائل الاعلام مؤسف ومُقلق ويجب وضع حد له . هذا دورنا ودور رجال التربية والتعليم والأهل والشباب الواعي . انا اقامة لجنة لمتابعة الموضوع".

ماهر نصر الدين، مدير مدرسة العلوم والقيادة في دالية الكرمل: "إن الاحداث الأخيرة خطيرة للطائفة الدرزية، وأنا أقترح على المجلس الديني تأهيل كادر من المشايخ الشباب يكون افراده بمثابة همزة الوصل بين رجال الدين والشباب لتوعيتهم وإفهامهم ما هو جائز وما هو ليس بجائز . كما وأننا مطالبين، معلمين ومدراء، بإقامة لقاءات بين طلابنا وطلاب من باقي الطوائف بغية تقريب وجهات النظر والقلوب بينهم".

الدكتور عنان وهبة، محاضر في جامعة حيفا: "الطائفة الدرزية في هذه البلاد وفي سوريا ولبنان في محنة، وبما أن هذه الطائفة هي طائفة دينية وليست كيان سياسي فيجب معالجة مشاكلها التي هي من هذا النوع على يد الهيئة الروحية، وعلى الجميع، بما في ذلك الشباب، الانصياع لقرارات هذه الهيئة والعمل بموجبها".

هذا، ومن الجدير بالذكر أنه حضر الاجتماع كذلك العديد من مشايخ الدين أعضاء المجلس الديني، وعدد من الشباب وفي مقدمتهم كل من عضو الكنيست الحالي حمد عمار، والنائب النائبين السابقين ايوب القرا وشكيب شنان، ونائب مدير لواء الشمال في وزارة الداخلية عفيف عمار بعد سماعه أقوال المتحدثين، اختتم فضيلة الشيخ طريف الاجتماع معلناً عن النية بتشكيل لجنة متابعة عملها ايجاد مشروع هيكلية عمل لمجابهة مظاهر التطرف والتعصب والعنف الملموس والمحسوسة في مجتمعنا، يتبناه المجلس الديني ويُخرجهُ الى حيز التنفيذ.