الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 15:01

بأغانيها الرومانسية والوطنية حلقت كالنسر فوق الكرمل /بقلم:وديع عواودة

كل العرب
نُشر: 16/12/14 11:24,  حُتلن: 13:10

وديع عواودة في مقاله:

ما لبثت أن غنت لغزة والقدس وحيفا وعكا والناصرة وشهداء فلسطين ولم تنس أن تعتذر لست الدنيا .. بيروت في أغنية اعتراف مبللة بدموع الوجع

بثوب العروس تراقصت كالفراشة وتمايلت كغصن الليمون في نيسان وهي تجمع بين أغان رومانسية كلاسيكية وقصائد وطنية تجمع لحنا حلوا يدغدغ الروح مع مضمون رقيق وعميق

ماجدة ملكت قلوب كل المحبين الذين عادوا لأوطانهم رغم المشقة والعناء على طرفي معبر نهر الأردن وهم يسألون عنها وعن موعدهم القادم معها بعدما وعدتهم بأنها لن تغتزل الغرام

ماجدة الرومي كأغانيها لا تشيخ ، تحافظ على رشاقتها ورصانتها.. تحرص على زي أنيق محترم لا يغريها ولو للحظة العريّ والتهريج الرخيص بعكس الكثير من المغنيات بقدودهن اليوم... تحمل أغنية تؤديها كالصلاة. في 1996 شاركت باحتفاليتها في جرش وقبل أيام في عمان، برفقة ابنتي تيجان وتمارا، وقد زادتها الأيام هيبة وحرفية وحبا ولم تنل من رقتها ورشاقتها وظلت كما قبل 14 عاما تتنقل بين زهرات ألبوماتها الكثيرة كالفراشة مع تفتح الورد في الربيع. بعد طول غياب أحيت أمسية " حب وسلام " بمشاركة آلاف من جمهورها الفلسطيني بالذات الذين أتوا خصيصا من الداخل لسماع أغانيها القديمة والجديدة. داخل قاعة الإيرينا في الجامعة الأهلية استهلت الرومي أمسيتها بالغناء للأردن بقصيدة رقيقة " سياجك يا عمان" وفيها قالت " لجبينك العالي مشغول الذهب يا شمس الأصايل يا أرض النسب ".

عكا وغزة
وما لبثت أن غنت لغزة والقدس وحيفا وعكا والناصرة وشهداء فلسطين ولم تنس أن تعتذر لست الدنيا .. بيروت في أغنية اعتراف مبللة بدموع الوجع. واختتمت بالغناء لرام الله فكاد جمهورها الفلسطيني أن يطير فرحا وهو يتفاعل معها وسط عاصفة من التصفيق. أطلت الرومي بهالة العروس بثوب " أوف وايت " ورحبت بجمهورها بعد الأغنية الأولى وقالت إن هناك متسعا للفرح رغم الهموم المحيطة بالعرب اليوم وحيت الفلسطينيين على صمودهم فقالت " شعب بهذه الحيوية والطاقات لن تموت قضيته وتابعت بلهجتها اللبنانية " أبقوا وصلوا السلام والتحية لفلسطين فنحن لها راجعين بعد عمر أو أعمار". على مدار ساعتين متواصلتين حلقت ماجدة الرومي بسماء عمان كالنورس فاردا جناحيه البيض فوق جبال الكرمل منحدرا نحو بحر حيفا وهي تنشد للحرية،الأمل ولشهداء فلسطين بكلمات ليست كالكلمات غنتّها بروحها بمساعدة كورس متكامل قاده المايسترو إيلي العليا. ماجدة الرومي بدت وكأن الزمن وقف على أعتابها لا تشيخ ،فقد عادت إلى عمان بكامل أناقتها ورقتها وعطر فنها لتنثر زهر اللوز على أهلها وتزين روابيها بكلمات ليست كالكلمات وهي كالريشة تحملها النسمات فأهداها عشاقها صيفا وقطيع سنونات ويخبرها أنها تحفته ونجمته دون منازع وكنز لا يفنى.

رومانسية ووطنية
بثوب العروس تراقصت كالفراشة وتمايلت كغصن الليمون في نيسان وهي تجمع بين أغان رومانسية كلاسيكية وقصائد وطنية تجمع لحنا حلوا يدغدغ الروح مع مضمون رقيق وعميق. تنقلت بين ألبوماتها القديمة وبين ألبومها الحديث كالنحلة المتنقلة من زهرة لزهرة وسط حركات مسرحية رشيقة ومثيرة زادت تألقها وهي تشدو أغانيها الرومانسية الحريرية من " خذني حبيبي حتى "مطرحك بقلبي " وطارت مع كل محبيها على جناح الحلم نحو غيمة صيف بيضاء وهي تغني " غمض عينك تصور أنه العالم النا.. وإني بين إيديك وأن الليل المجنون مغازلنا... صورني عيد وأنت شمعة مضوية بعيدي..." إلى آخر الحلم. وفي بطاقة هويتها الأولى " عم يسألوني عليك الناس " كانت سفيرة النوايا الحسنة لمنظمة الفاو تعيش كل حرف من كلمات قصيدة العشق الملتهبة وتلقفها الجمهور كأنه يتمتع بمذاق النبيذ المعتق وهكذا في قصيدة " غني للحب " التي بسببها كادت قلوب الشباب الناطرة على نار أن تشعل القاعة.

نبع المحبة
ثم توقفت عند " نبع المحبة "، وتسامت مع أنشودة الأمهات" ونشيد الشهداء وغيرها من قصائد نزار قباني،سعيد عقل، نزار فرنسيس، إيلي شويري، الأخوين رحباني وسواهم. وتدفقت مشاعر الحماسة بأغنيتها " الحرية " من كلمات طلال حيدر وألحان سليم عساف وتوزيع إيلي العليا وهي كلمات بسيطة مشحونة بطاقات تعبوية معنوية كبيرة : على باب العتمة معلق..قنديل الدار.. ما تقولوا طول هالليل ...قولوا بكرا جاي نهار.. وما تقولوا صار اللي صار.. وما عدنا صحاب قرار.. إذا الظلم بيربح جولة .. الحرية قدر الأحرار ".

استغلال أردني
وكأنهم في حلم طار جمهورها المخلص فرحا وطربا وهم يرددون معها كلمات " ما حدا بيعبي مطرحك بقلبي " ويشدون معها فاهتزت أعمدة القاعة للحظات انفعالا ورقصا على وقع كلمات نبعت من الروح للروح وبها ملكت على قلوب محبيها. كلمات ليست كالكلمات غنت معظمها بأسلوب أوبيرالي رغم فقر البنية التحتية وقلة التقنيات السمعية اللازمة في القاعة. ومع ذلك ملكت قلوب كل المحبين الذين عادوا لأوطانهم رغم المشقة والعناء على طرفي معبر نهر الأردن وهم يسألون عنها وعن موعدهم القادم معها بعدما وعدتهم بأنها لن تغتزل الغرام. لكن الكثير من هؤلاء لن يستعجل العودة للأردن بسبب عناء الانتظار ورفع الأردن لسعر رسوم الدخول حتى 50 دينار(في معبر الشيخ حسين فقط) علاوة على استغلال سائقي التاكسيات للركاب السائحين الوافدين من غرب النهر.

بالتعاون مع " القدس العربي"

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة