الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 11:02

ليدي- المرأة: أنا أتسوّق إذًا أنا موجودة

خاص بمجلة ليدي
نُشر: 16/12/14 16:39,  حُتلن: 13:57

التسوّق عند المرأة لم يحوّل الحاجة والمتعة إلى الهوس والإدمان إلا بعد ظهور أدواتٍ من الجذب والإثارة ابتداءً من ظهور الإعلانات ومواسم التخفيضات مروراً بالمهرجانات والمسابقات فضلاً عن التسهيلات المصرفية وغيرها من المغريات

يقال أن المرأة بطبيعتها تميل الى الشراء بداعٍ أو بدون داع الى حدّ أن بعض النساء يفضلن التجوّل في الأسواق دون نيّة شراء أي شيء، ودراسات إضافية وصلت الى أن أكثر العمليات تعذيباً للرجل وإستفزازاً له، هي مرافقته لزوجته الى مراكز التسوّق أو تلبية قائمة طويلة عريضة من الحاجيات تعطيها إياه لجلبها من السوق، ولكن من غير المؤكّد في حال كانت هذه العملية أكثر قسوة من عملية منع الرجل للمرأة من انفاق الأموال الباهظة على شراء أشياء وسلع غير ضرورية تقوم بشرائها بمفردها.

إلا أن الحق لا يكون عادة على المرأة فقط، بل على التفكير في إغواء المرأة بالأزياء والأكسسوارات وحاجيات البيت الملفتة من قِبل المصمّمين والشركات، والتي أصبحت المرأة شغلهم الشاغل، إضافة الى وجود مجموعات كبيرة وعالمية من المتاجر والمولات في بلادنا العربية، تغريها وتنده لها على حسب ذوقها وميولها الجمالية... ولكن، أين إدراكك ووعيكِ أيتها المرأة ضدّ هذا الانجذاب؟ وهل توافق أيها الرجل على "هواية" المرأة هذه أو تقمعها؟

المرأة العربية: إدمان تسوّق وحجّة وجود
يبدو أن حب التسوّق لدى المرأة زاد عن حدّه، مما جعل الباحثين يضعونها تحت المجهر، فبينما تقضي المرأة البريطانية 8 سنوات من عمرها في التسوّق في حال عاشت حتى السبعين، والبرازيلية 4 سنوات، تحتل المرأة العربية أكبر مساحة زمنية في التسوّق والشراء، فقد وصل الأمر لديها إلى حدّ الإدمان... ومن هنا اعتنقت المرأة مقولة "ديكارت": "أنا أفكر إذن أنا موجود" وحوّرتها لعملية الشراء "أنا أتسوّق اذاً أنا موجودة"، فهي فعلاً لا تشعر بالراحة والرضا عن الذات إلا وهي ترتاد الأسواق والمحلات وتقتني الإحتياجات والكماليات وحتى المرفّهات.

هل يصلح الزوج للتسوّق؟
إختلاف النظرة إلى السوق بين الرجل والمرأة تندرج من طبيعة الرجل، فلطالما كان الرجل صياداً، يركز على طريدته للإيقاع بها، واقتبس الرجال طريقة الصياد في عملهم وحاجاتهم، فهم عادة ما يتوجّهون إلى محل معيّن كي يشتروا حاجتهم فقط ويغادروا بعدها، كما أنهم يرفضون شراء أشياء غير ضرورية أو نافعة، في حين أن النساء كن يفضّلن في الماضي إستكشاف أشياء جديدة وغريبة لإطعام أسرهن وتزيين منازلهن وإرتداء ملابس جديدة، وبالفعل، ما زالت التقاليد نفسها تتناقل بين الأجيال.
لا يستطيع الزوج أن يتبضّع إحتياجات المنزل من دون الإستعانة بقائمة مشتريات واضحة ومحدّدة تضعها الزوجة بنفسها، لكن في السوق تراه يحيد عن القائمة فيشتري ما هو ليس مطلوباً ويحذف ما هو أساسي ومطلوب أحياناً.

- محمد يعترف بعدم التزامه قائمة المشتريات حيث يقول "أختصرها إلى الربع، لعلمي أن زوجتي تبالغ أصلا في طلباتها ومع ذلك أجد نفسي وقد اشتريت السوق بأكمله".
- يحيى يقول: "لم ولن ألتزم قائمة الشراء مهما كلف الأمر فزوجتي تبالغ دائماً في طلباتها وتعد في أغلب الأوقات قائمة طويلة وعريضة، بل وتضمنها أغراضا موجودة بالبيت، لذلك أحذف معظم الأشياء المكتوبة وأشتري ما أريد، وأحياناً كثيراً لا أوافق على أن ترافقني زوجتي.
- ويشير سامي أنه بمجرد خروجه من البيت يعيد كتابة القائمة، وعندما أعود تطابق زوجتي القائمة مع المشتريات فيجن جنونها وتصفني بالبخل .
- أما فادي فحريص على أن يلتزم دائما بالقائمة المكتوبة، لأنه يثق بأن زوجته أدرى باحتياجات المنزل، وهي تسعى دائما إلى التدبير والتوفير، ولا تشتري أي غرض لا تحتاج إليه مثلما تفعل معظم الزوجات.

يتعبه التشويش فيما هي تستمتع به
إن التسوّق عند المرأة لم يحوّل الحاجة والمتعة إلى الهوس والإدمان إلا بعد ظهور أدواتٍ من الجذب والإثارة، ابتداءً من ظهور الإعلانات ومواسم التخفيضات، مروراً بالمهرجانات والمسابقات، فضلاً عن التسهيلات المصرفية وغيرها من المغريات.
تستغرب المرأة عصبية زوجها واستعجاله لها حين تذهب معه الى السوق، فيما تريد هي الاختيار على مهل، وكثيرا ما ينتهي التسوّق بمشكلة. ما لا تعرفه المرأة هو أن الإنفاق الزائد على التسوّق ليس المشكلة الوحيدة عند الرجل في الموضوع، بل المشكلة في أن الرجل يميل دائماً إلى التركيز في نظراته، تفكيره، كلماته، لذا يتعبه التشويش الموجود في السوق وكثرة البضائع والمحلات والبائعين، فيما تستمتع المرأة بذلك، اذ أن من عادتها أن تتحدث على الهاتف وهي تحمل طفلها وتراقب طبق العشاء على النار بكل يسر، بينما يعتبر الرجل مثل هذا العمل تعذيباً.

التسوّق... دواء ضدّ الاكتئاب
من وجهة نظر علم النفس، تعتبر النساء "مهمة" التسوّق متعة ذاتية ونافذة للتخلص عن الضغوطات النفسية والإكتئاب ومتطلبات الحياة اليومية، على عكس الرجال، الذين يصابون بالتعب والتوتر والضغط عندما يضطرون للذهاب إلى المراكز التجارية برفقة زوجاتهم، وقد شبّه الأخصائيون الرجل بالشرطي الذي يحاول قمع مشاغب أو متمرّد، أي المرأة التي تصاب بنوع من الجنون، المسمى بهوس التسوّق، ليجمع هذا المفهوم بين الشيء ونقيضه...

ماذا لديهم ضدّ التسوّق؟
مشاعر كره تجتاحهم في اللحظة الأولى التي تطأ بها أقدامهم المجمّع التجاري... لماذا؟

1- - هدر الوقت وتفضيل ممارسة الرياضة مثلاً على التسوّق.
2- غضب من الوقوف في الصف الطويل أثناء الأعياد والمناسبات والتنزيلات.
3- الملل من الجلوس على الكرسي بالقرب من غرف القياس بغية إعطاء رأيهم في الملابس التي تجربها زوجاتهم، أو الحاجيت التي تمّ شرائها.
4- الأسئلة الكثيرة التي تسألها المرأة حول الشكل، النوعية، السعر والمواد، ما يوقعهم في هوة من الحيرة والاستفزاز.

مقالات متعلقة