الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 13:01

رقائق في دقائق/ بقلم: محمود عبد السلام ياسين

كل العرب
نُشر: 19/12/14 16:30,  حُتلن: 07:47

محمود عبد السلام ياسين في مقاله:

هذه هي الحياة إذ ندفع بأنفسنا طول حياتنا لصنع المزيد من المال المزيد من التوفير وإذا غطينا احتياجاتنا الأساسية سعينا لتلبية حاجاتنا الكمالية

إذا استغنى الناس بالدنيا استغن أنت بالله وإذا فرحوا بالدنيا فافرح أنت بالله وإذا أنسوا بأحبابهم فاجعل أنسك بالله وإذا تعرفوا بملوكهم وكبرائهم وتقربوا إليهم لينالوا بهم العزة والرفعة فتعرف أنت إلى الله 

أنه من الاهمية البالغة في هذا الزمن أن نعرض الموضوعات الهامة التي تتصل بالفرد والمجتمع بكل وضوح وبدون أي رتوش. لهذا قررت أن اطلق هذه الرقائق علها تكون سببا في تغيير الفرد والمجتمع سائلاً المولى عز وجل أن يجعلها خالصة لوجهه الكريم.. هذه هي الحياة.

منذ زمن بعيد جداً كان الإمبراطور يحدث أحد الفرسان بالقصر  فقال الإمبراطور للفارس: اركب حصانك وإجري به بقدر المستطاع، وعند آخر نقطة تقف فيها ستصبح كل الأراضي التي جريت عليها ملكاً لك. فإمتطى الفارس جواده وانطلق بأقصى ما يستطيع من سرعة ولم يتوقف نهائياً للراحة، لأنه بمجرد أن يتوقف سينتهي العرض، فظل يجري ويجري، مهما شعر بالجوع أو العطش أو الارهاق فلم يبالي بذلك، حتى أعياه التعب وأصبح غير قادر على الحركة بسبب الإرهاق والجوع والعطش والألم. صحيح أنه قطع مسافة طويلة جداً أكثر مما كان يتوقع، لكنه أصبح في حالة احتضار، إنه بالفعل يموت، فقال في نفسه: لماذا بذلك كل هذا الجهد؟ لماذا ضغطت على نفسي بهذا الشكل؟ لماذا دفعت نفسي لتغطية أكبر مساحة ممكنة، في حين أنني الآن أموت ولا أحتاج إلا لمساحة صغيرة لأدفن بها. ثم مات الفارس.

هذه هي الحياة .. ندفع بأنفسنا طول حياتنا لصنع المزيد من المال، المزيد من التوفير، إذا غطينا احتياجاتنا الأساسية، سعينا لتلبية حاجاتنا الكمالية، واذا غطينا حاجاتنا الكمالية سعينا لتغطية الرفاهيات. إذا نظرنا خلفنا في يوم ما سنجد أننا لم نفعل شيء، و كأن الحياة كلها ما هي إلا ملذات و متاع . اعملوا ليوم لن ينفعكم فيه الحصان ولا أراضي الإمبراطور.
استغني عن الناس بالله تعالى ..

إذا استغنى الناس بالدنيا استغن أنت بالله، وإذا فرحوا بالدنيا فافرح أنت بالله، وإذا أنسوا بأحبابهم فاجعل أنسك بالله، وإذا تعرفوا بملوكهم وكبرائهم وتقربوا إليهم لينالوا بهم العزة والرفعة فتعرف أنت إلى الله وتودد إليه تنل بذلك غاية العزة والرفعة ..
ايها الظالم ..
اظننت أن ظلمك للمسلمين والمسلمات؛ من ضرب أو سب، أو شتم أو تزوير، أو أكل مال بالباطل أو أكل مال اليتيم سيضيع سدى ؟؟! كلا ، كلا والله ؛ بل إن الظلم ظلمات يوم القيامة.

اعلم يا ابن آدم ..أن كلامك مكتوب وقولك محسوب وأنت يا هذا مطلوب، ولك ذنوب وما تتوب، وشمس الحياة قد أخذت في الغروب فما اقسى قلبك بين القلوب..

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان alarab@alarab.net

مقالات متعلقة