الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 10:01

الفلسطينيون على خط المواجهة مع واشنطن/ د.هاني العقاد

كل العرب
نُشر: 20/12/14 11:33,  حُتلن: 07:56

د.هاني العقاد في مقاله: 

الأمل في العدل والإنصاف الأمريكي قد داسه كيري بأقدامه بعد اللقاء الأخير مع السيد صائب عريقات والذي كان من أسخن اللقاءات بين الطرفين

ما تمخض عن لقاء كيري عريقات الأخير من تصعيد في المواقف وصل الى حد التهديد بعقوبات إقتصادية كبيرة لوقف مضي الفلسطينيين باتجاه النضال الدبلوماسي وإنهاء الاحتلال عبر الشرعية الدولية وبسبب رفض الفلسطينيين الاعتراف بيهودية اسرائيل كشرط لإقامة دولة فلسطينية

وصل المشروع الفلسطيني طاولة مجلس الأمن بحد أدنى من التعديل الذي ترغب به أوروبا مع انه كان خطأً التعديل لتلبية الرغبة الأوروبية، الا أن واشنطن رفضت المشروع حسب الناطقة بلسان وزارة خارجيتها واصبح الفلسطينيين على خط المواجهة مع واشنطن واسرائيل 

أجل الفلسطينيين مشروع إنهاء الاحتلال الذي تم تقديمه الى مجلس الأمن الاسبوع الماضي اكثر من مرة ليس لان النصاب لم يكتمل فيما يتعلق الحصول على تسع اصوات ليرفع المشروع الى الورقة الزرقاء أي البحث والتأهل للتصويت بل لان القيادة الفلسطينية تريد استكمال المشاورات الدولية والعربية بهذا الخصوص وتحصل على اكبر حشد دولي لصالح القرار وضمان عدم استخدام واشنطن الفيتو، ولم تكن القيادة السياسية تتوقع أن تفشل كل مساعيها التي استمعت للنصائح الأمريكية والأوروبية لبعض الوقت لكن ما حدث في النهاية كان متوقعا، أن الأمل في العدل والإنصاف الأمريكي قد داسه كيري بأقدامه بعد اللقاء الأخير مع السيد صائب عريقات والذي كان من أسخن اللقاءات بين الطرفين، لان الإدارة الأمريكية ارادت فقط أن يبقي الفلسطينيين منفذين للتعليمات الامريكية لا اكثر بل أن الأمريكيين يريدوا من الفلسطينيين التنازل عن معظم ثوابتهم وأولها الدولة المستقلة والقدس العاصمة وحق العودة، ما تمخض عن لقاء كيري عريقات الأخير من تصعيد في المواقف وصل الى حد التهديد بعقوبات إقتصادية كبيرة لوقف مضي الفلسطينيين باتجاه النضال الدبلوماسي وإنهاء الاحتلال عبر الشرعية الدولية وبسبب رفض الفلسطينيين الاعتراف بيهودية اسرائيل كشرط لإقامة دولة فلسطينية.

اليوم هددت واشنطن بفرض عقوبات إقتصادية كبيرة إذا ما توقف الفلسطينيين وسحبوا مشروع القرار لكن كانت الإجابة أن الفلسطينيين ليس لديهم ما يخسروه وبالتالي كان رد الدبلوماسية الفلسطينية بأن يتم تقديم مشروع القرار الى مجلس الأمن عبر الاردن صباح اليوم التالي لفشل لقاء كيري عريقات خلال الدورة السنوية للمجلس، وبالفعل تم تقديم مشروع الطلب، أنها قضية العام 2014 القضية الساخنة التي عاشتها الدبلوماسية الفلسطينية بين وعوادات أمريكا التافهة ورغبة واشنطن إعادة المفاوضات من جديد دون أسس تفاوض اودون خطة سلام تبني على أساس مرجعيات السلام وبين تهديد أمريكي حقير بفرض مزيد من الحصار ومنع الدعم المالي حتى يستجيب الفلسطينيين لما تريده واشنطن واسرائيل، لعل هذا الاستسلام خيانة بوجهة نظري والخنوع لواشنطن وتهديداتها جريمة لان الفلسطينيين يعيشوا حياة فقر وضيق وحصار وحرب وألم وفقدان للأرض بفعل الاستيطان ويعيشوا فقدان للبشر بفعل الاعدام المباشر الذي تمارسه اسرائيل وكان اخره الشهيد زياد أبو عين والشهيد عبدالله عدوان لذا يتوجب المضي قدما والإسراع في الإنضمام لميثاق روما ومحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين، وما يتم فهمه حتى الان من الأمريكان أن الفلسطينيين يجب أن لا يناقشوا مسالة تقرير المصير وعليهم تنفيذ ما يطلب منهم فقط والا سوف يموتوا من الجوع، نعم إذا كانت تلك المعادلة الأمريكية علينا أن نفضل الموت جوعا على الانصياع لمخططات واشنطن وحلفائها.

لم تكن تهديدات كيري لصائب عريقات تهديدات بهدف الضغط فقط بل انها حقيقية وعلينا الإستعداد للمواجهة القادمة لان الأخبار تناقلت حكاية الرسالة السرية التي نقلها الملك عبدالله الثاني ملك الاردن للرئيس أبو مازن وهي نفس محتوي الرسالة التي نقلها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ايضا ومضمون الرسالة هي ذاتها، إن واشنطن تحزر الفلسطينيين من المضي قدما في مشروع إنهاء الاحتلال والتقدم لمجلس الامن بهذا المشروع والا فإن إدارة اوباما التي سحبت من تحت رأسها كل الوسائد فأنها ستلقن أبو مازن درسا قاسيا قد يصل الى حد الإقصاء بالطريق التي تعرفها واشنطن، وتخطط لها اسرائيل وبعض القوي الاقليمية في المنطقة، مع انني اعتقد أن تغير القيادة بالطرق التقليدية التي نعهدها من تحشيد الجماهير ضد ذات الرئيس ابو مازن قد تحدث جلبة في الشارع الفلسطيني الا انها باتت مسالة حقيرة مكشوفة يعرفها الفلسطينيين ومن يتساوق معها يعتبر في النهاية في نظر كل الوطنيين ليس اقل من عميل خائن.

وصل المشروع الفلسطيني طاولة مجلس الأمن بحد أدنى من التعديل الذي ترغب به أوروبا مع انه كان خطأً التعديل لتلبية الرغبة الأوروبية، الا أن واشنطن رفضت المشروع حسب الناطقة بلسان وزارة خارجيتها، واصبح الفلسطينيين على خط المواجهة مع واشنطن واسرائيل التي تحتج بطريقتها وتعتبر أن أبو مازن أتخذ خطوات أحادية الجانب بتقديم مشروع إنهاء الاحتلال وتحذره ايضا من الإنضمام لمحكمة الجنايات الدولية بعد ذلك، وبعد تصويت الأمم المتحدة بأغلبية لصالح حق تقرير المصير أصبح وضع واشنطن أمام مشروع القرار الفلسطيني محرجا وإستخدام الفيتو خطرا على مصالح امريكا في المنطقة لذا فأن واشنطن اليوم قد تلجأ الى مقابلة المشروع الفلسطيني لإنهاء الاحتلال بمشروع امريكي اسرائيلي أخر أقل تكلفة لإسرائيل واكثر صدقا لرغبات اسرائيل الأمنية والقومية وبدعم من حلفائهم على أن يقضي المشروع بإعادة الطرفين الى طاولة المفاوضات للتباحث في إقامة الدولة الفلسطينية وسبل تحقيق ذلك دون تحديد مرجعيات كالتي حددها المشروع الفلسطيني او حتى التي وردت في نص قرار الأمم المتحدة الأخير والذي حدد مرجعيات عملية التفاوض بين الفلسطينيين والإسرائيليين لإيجاد حل دائم للصراع على اساس حل الدولتين استنادا إلى قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومرجعيات مدريد، بما في ذلك مبدأ الأرض مقابل السلام، ومبادرة السلام العربية وخارطة الطريق.
 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان alarab@alarab.net

مقالات متعلقة