الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 14 / مايو 22:02

أعضاء الكنيست العرب بين وَهم الوحدة وقلقهم على مناصبهم ومقاعد /بقلم:وليد عيساوي

كل العرب
نُشر: 22/01/15 07:49,  حُتلن: 07:56

وليد عيساوي في مقاله:

نهج الأحزاب العربية الروتيني في تهميش وتغييب دور المرأة بعدم تخصيص مقاعد مؤكدة ضمن العشرة الأوائل وعدم دعمها وخلق فرص عمل لها

الوَحدة ليست إلا مجرد شعارات رنانة وقارب نجاة من غرق نسبة الحسم وملاذ آمن يضمن بقاء النواب غير المرغوب بهم في نعمة البرلمان

مهزلة ترتيب المقاعد دون الأخذ بعين الاعتبار ضرورة الوحدة، وعرض عضلات في الساحة السياسية من خلال مؤتمرات حزبية لا تسمن ولا تغني من جوع

بعض أعضاء الكنيست العرب من الأحزاب المدعية للوطنية كالتجمع والإسلامية مشغولين في تسويق عملتهم خارج إطار البلاد وإلحاق الأذى بالمواطن العربي البسيط

مع اقتراب يوم الحسم الديمقراطي تسمع نداءات حثيثة من قبل الجمهور العربي للأحزاب العربية بضرورة الوحدة، وصهر أفكار التعددية الحزبية في قائمة مشتركة بغية خدمة المواطن العربي في الداخل. ففكرة الحزب الواحد كانت ولا تزال الشماعة التي لطالما علق عليها المواطن البسيط الآمال في سبيل انتزاع الحقوق المسلوبة. 

فمشروع القائمة الواحدة يعد في جوهره مشروع حضاري، وتاريخي حلمنا به، ولكن وللأسف الشديد؛ سرعان ما كشف النقاب عن المنظر المخزي والعراك بالأيدي في مؤتمر لقائمة الجبهة الديمقراطية، لنرى الهوة والتناقض الحاصلين ما بين الواقع والشعارات التي نسمعها، إذ يتضح أن الوَحدة ليست إلا مجرد شعارات رنانة، وقارب نجاة من غرق نسبة الحسم، وملاذ آمن يضمن بقاء النواب غير المرغوب بهم في نعمة البرلمان، فهل جاءت فكرة القائمة المشتركة لتحل عقبات المجتمع العربي، أم من أجل ارتفاع نسبة الحسم؟ وصرنا نقول بالعامية "يا ريت هالوحدة ما كانت". 
في خضم تجاهل القيادة العامة للأحزاب العربية لحيثيات الحراك الطبيعي لمشروع الوحدة لا بد من طرح عدة استفسارات:
من خلال استطلاعات للرأي العام العربي أوضحت النتائج في المجتمع العربي تأييد تسليم زمام قيادة أمور القائمة المشتركة للنائب الطيبي نظرا لشعبيته، ولكن نرى التجاهل السافر لقيمة الاستطلاع لدى الأحزاب.
نهج الأحزاب العربية الروتيني في تهميش وتغييب دور المرأة بعدم تخصيص مقاعد مؤكدة ضمن العشرة الأوائل، وعدم دعمها وخلق فرص عمل لها.  

مهزلة ترتيب المقاعد دون الأخذ بعين الاعتبار ضرورة الوحدة، وعرض عضلات في الساحة السياسية من خلال مؤتمرات حزبية لا تسمن ولا تغني من جوع. فعندما يتحدث حزب التجمع عن أن قوته الحزبية ثلاثة مقاعد؛ فهذا يعني أنه يستطيع المجازفة والمغامرة ويستطيع الحصول عليها، فلماذا لا يخوضوا المعركة وحدهم، وإذا لم تكن كذلك ، فهل تعد الوحدة لديهم قارب نجاة؟
بالرغم من انتهاك الحقوق المدنية والشرعية للمواطن العربي؛ لا نرى المبالاة الحقيقية عند بعض النواب، ولو بالكلمة عن ضمان تقديم الخدمات الاجتماعية، أو الحديث عن إنتزاع الحقوق المدنية الأساسية المنصوص عليها ضمن قوانين الاساس للدولة. إذ إن بعض أعضاء الكنيست العرب من الأحزاب المدعية للوطنية كالتجمع والإسلامية مشغولين في تسويق عملتهم خارج إطار البلاد وإلحاق الأذى بالمواطن العربي البسيط، وغير مبالين للحاصل داخل البلدات العربية التي باتت تتميز بمشاكل عدة؛ كالبطالة، غلاء المعيشة، إستعمال السلاح، تفاقم العنف، مشاكل التعليم، قلة الاعتناء بذوي الاحتياجات الخاصة والقدرات المحدودة، مشاكل الإسكان وهدم البيوت، غياب دور المرأة عن الساحة الجماهيرية وغيرها.
إذًا، فما الفائدة من جلوس بعض النواب العرب في المعارضة؟ وما هي الخدمة التي يقدمها المعارض للمواطن العربي؟  وهل احتكار فكرة الحزب الواحد ومناهضة الملتحقين بالأحزاب المشتركة اليسارية يعتبر خيانة للأمانة والضمير؟!

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة