الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 19:02

تأنيث لفظة الرأس!/ بـ. فاروق مواسي

كل العرب
نُشر: 28/01/15 08:01,  حُتلن: 08:02

حديث في اللغة (7)
ما حكاية تأنيث لفظة (الرأس)؟
.....................................

أعرف أنهم في مصر يؤنثونها بتأثير من الدارجة المصرية، ويؤنثون كذلك (الدماغ)، وقد فحصت أنهما تؤنثان في كتابات العشرات من كتابهم الكبار، وفي محاورات الكثيرين من متحدثيهم.
..
المشكلة عندنا نحن الذين نذكّر (الرأس) في معظم لهجاتنا، فكيف يقع في الخطأ عدد منا، وهم لا يشك في عربيتهم؟! ألم يقرأوا قوله تعالى: "واشتعل الرأس شيبًا"، وقوله "وأخذ برأس أخيه يجره إليه"؟
اقرأ معي ما كتبه شاعر مشهور في سيرته:
"ويبدو من لا تبلغ رأسه ما دون حزامك، وكأنه قامة فارعة...."

...

وهذا قاص معروف كذلك يكتب في مجموعة قصصية له:
"وأطلت رأس من ثنية المنحدر لا يمكن أن يخطِـئا صاحبها" –
ويعيد التأنيث في مكان آخر:
"فترك رأسه تسقط على صدره".
...
هل تريدون أن أواصل وأذكر لكم نماذج واردة في كتب التدريس؟
بالطبع لم أذكر لكم من هما أديبانا المعروفان، ولا هذا المصدر أو ذاك، وفي أية صفحة، فأنا لا أقصد التشهير- معاذ الله- فالبينة محفوظة عند الضرورة.
.........

الشيء بالشيء يُذكر:

الفعل رأَسَ (بمعنى كان رئيسًا أو شرف قدره) مضارعه يرئِـس، ومصدره رآسة.
ويمكن أن يكون الفعل في المعنى نفسه- (رؤُس) ومصدرة رِئاسة.
هذا في (المنجد).
....
أما في معجم (الوسيط) فيجعل مضارع (رأَس) يرأس (بفتح الهمزة)، ويذكر أن المصادر الثلاثة صحيحة:
رَآسة، رِياسة، رِئاسة.
و (لسان العرب) ومعاجم أخرى تذكر أن مضارع رأس يرأس، وتجعل الرآسة هي المصدر.

أخلص إلى القول أن (رأس) هو الفعل الماضي ويصح كذلك (رؤس)،
ولكن لا ترد (رئس) في الماضي بالمعنى الذي نريده من علو المرتبة.
وأن المضارع يمكن أن يكون يرأَس، يرئس- (يرئِس لم ترد في المعاجم إلا في "محيط المحيط" وفي "المنجد")،
وأن المصادر- الرَّآسة، والرئاسة والرياسة كلها صحيحة.

...
ملاحظة: رَيِّــس فصيحة مثل رئيس، فلا تخشوا لكونها دارجة مصرية، فقد وردت في المعاجم، وعليها شواهد.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة