الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 08:01

رقص الأفاعي/ بقلم: معين أبو عبيد

كل العرب
نُشر: 29/01/15 12:18,  حُتلن: 12:20

 
لفت انتباهي طريق الصدفة، عنوان المسلسل السّوري رقص الأفاعي الذي عرضه التلفزيون السوري، والذي يلاقي ترقبًا وإقبالا شديدين، وسحر ملايين القلوب من مدمني المسلسلات، رغم أنّي لست من هواة مشاهدة المسلسلات، ولم أتطرق إلى المسلسل وأحداثه المؤثرة التي تتطرّق إلى معاناة المرأة والنساء وحرمانهن، لكنْ شدّني إليه عنوانه المُعبِّر، الذي لم أختره صدفة؛ إذ ينطبق جملة وتفصيلا على ما يجري ويدور في مجتمعنا.

يشهد مجتمعنا تردِّيًا مستمرا في مجالات ومرافق وميادين الحياة على اختلافها. وهذا المشهد ليس بجديد، بل هو مزمن، وقد أخذ بالتفشي وازدياد المحترفين بإتقان رقص الأفاعي! ومن المعروف أن لدغة الأفعى سامّه وقاتلة أحيانًا، وخاصّة الأفعى المجلجلة متعددة الألوان، التي تخرج في الليل عندما يخيم الظلام.

بسبب قناعتي التّامة بوجود فئة كبيره من المجتمع شبيهة بهذا النوع من الأفاعي، لم أطلب المعذرة مؤكدا أن هذه الفئة تتلذذ وتترنم عند استغلال أول فرصه للذع الآخرين، وخاصة أقرب المقربين لهم ممّا يزيد الطين بلّة، خاصّة عندما يكون هذا التصرف من قبل قادة المجتمع وأصحاب الوظائف وممثلي المؤسسات الهامة الذين يتحتّم عليهم التحلّي بجميع الصّفات الإنسانية، وخدمة المجتمع بكل أمانه ومصداقية، واحترام المهام والأمانة المًلقاة على عاتقهم، بعيدًا عن سياسة تصفية الحسابات والانتقام والتظاهر بالهدوء والتسامح والتقدير، بينما يلبسون قناعًا زائفا، متعمدين إنكار الجميل، ناسين ومتناسين كل ما قدم لهم من دعم وإخلاص في المواقف الصعبة والحرجة، وكان كل هدفهم من وراء علاقاتهم التواصل من أجل الوصول.

رماح تحذر التعامل مع راقصي الأفاعي، وتؤكد أن ساعة هذه الفئة آتية آجلا أم عاجلا، وتدعو محاربة هذه الفئة ومحاسبتها لتبقى لنا بلدتنا الأجمل والأنقى ويبقى الربيع مخيّما على بلدنا في كل فصوله؛ الاجتماعية السياسية والثقافية.

إنّ مسؤوليتنا كأسرة واحدة تكمن في حمايتها والحفاظ على وحدتها وحريتها.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة