الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 23 / أبريل 13:02

بعد الوِحدة اتسعت المقاطعة/بقلم:محمد السيد

كل العرب
نُشر: 30/01/15 09:49,  حُتلن: 13:59

محمد السيد في مقاله: 

كلنا يعلم أن حركة أبناء البلد كانت وستبقى على الأقل وفق الوضع القائم تحافظ على موقفها الداعي لمقاطعة الإنتخابات للكنيست الاسرائيلي هذا الموقف الذي لا بد بل واجب على كل ديمقراطي أن يحترمه

كلنا يعلم أن الجناح الشمالي للحركة الإسلامية يتمسك بموقفه الرافض ايضا للمشاركة في إنتخابات الكنيست الاسرائيلي بل تطور هذا الموقف الى الدعوة الى مقاطعة الإنتخابات للمجالس المحلية التي كانت تشارك فيها حتى الإنتخابات الأخيرة عندما عارضها بعض اعضائها 

بعيدا عن التحليل والتمحيص في الأحزاب العربية والدوافع وراء وجودها في الكنيست الاسرائيلي والفائدة التي قد تعود على جماهيرنا، وبعيدا عن الجدل الطويل حول ضرورة الخوض في غمار اللعبة السياسية من عدمها، نتسائل حول ابداء الرأي والتوقيت في ذلك.

كلنا يعلم أن حركة أبناء البلد كانت وستبقى على الأقل وفق الوضع القائم، تحافظ على موقفها الداعي لمقاطعة الإنتخابات للكنيست الاسرائيلي، هذا الموقف الذي لا بد بل واجب على كل ديمقراطي أن يحترمه كونه نابع عن قناعات راسخة لحركة متجذرة في العمل النضالي لفلسطينيي الداخل، وقد دفع الكثير من ابنائها ثمن مواقفهم بالإعتقال والملاحقة والطرد من العمل وغير ذلك.

وكلنا يعلم أن الجناح الشمالي للحركة الإسلامية يتمسك بموقفه الرافض ايضا للمشاركة في إنتخابات الكنيست الاسرائيلي، بل تطور هذا الموقف الى الدعوة الى مقاطعة الإنتخابات للمجالس المحلية التي كانت تشارك فيها حتى الإنتخابات الأخيرة عندما عارضها بعض اعضائها وقرروا خوض تلك الإنتخابات والفوز فيها كما حصل في مدينة أم الفحم. لكن إنتخابات المجالس المحلية والبلديات لا تعيرها الحركة كل الإهتمام الذي تعيره لإنتخابات الكنيست التي تبدي فيها موقفا لا لبس فيه، ويتجند كل عناصرها للدعوة للإبتعاد عنها.

كل ذلك كان يحصل في السنوات الماضية عندما كانت الأحزاب العربية تخوض الإنتخابات منفردة علما أن هناك إجماع على هدف مشترك لجميعها يتمثل بالوجود ومحاربة العنصرية ومصادرة الأراضي وحل الدولتين، ولا أحد يطالب الحركتين أن تغيران من موقفيهما المبنيين على مبادئ راسخة، لكن أن تتشكل حالة جديدة تدعو لمقاطعة الانتخابات في هذه الفترة الحرجة من حياة شعبنا، وامام ولادة وحدة بين الأحزاب العربية هي الأولى منذ تاريخ العمل البرلماني الذي إقتصر في بداية قيام اسرائيل على الحزب الشيوعي، وفي ظل تفاقم الهجمة على جماهيرنا بدءا بالتمييز العنصري الصارخ، مرورا بتوسيع دائرة مصادرة الأراضي وهدم البيوت ووصولا الى قانون يهودية الدولة، فان ذلك يجعلنا نتوقف أمام تساؤلات كثيرة، أبرزها لماذا الآن؟ هل الوحدة بين الأحزاب كانت الإشارة التي انتظرتموها طيلة هذه الفترة لتعلنوا عن موقفكم؟.

مجددا نقول إن مثل هذه المواقف لا بد أن تُحترم إنطلاقا من مبدأ حرية التعبير عن الرأي التي تستند عليها الأحزاب في خوض الانتخابات للكنيست الاسرائيلي، لكننا نستغرب التوقيت الذي يبدو وكأنه يريد تقليصا للوجود العربي في الكنيست.
واذا كانت التحركات الجديدة الداعية للمقاطعة تتحرك بناء على مبدأ فاين كانت في السابق ولماذا انخرط العديد منهم مع الاحزاب العربية القائمة؟ ربما يقول قائل انها كانت كذلك وغيرت من رايها، واذا كان الأمر كذلك فلماذا لا تجد لنفسها اطارا وطنيا يقدم البدائل ويطرح عملا سياسيا يعود بالفائدة على الجماهير العربية؟ ام أن مجرد المعارضة هو موقف بالنسبة لهؤلاء ولا اهمية للعمل السياسي؟.

إن المراقب لمتابعة العرب في الداخل للإنتخابات الاسرائيلية وضرورة زيادة الوجود العربي في البرلمان، ومراقبة الفلسطينيين لها في الضفة وغزة خاصة مع إزدياد التحليلات حول إحتمال تقدم ما يسمى بالمركز واليسار على اليمين المتطرف وان كانت هذه المسميات وجهان لعملة واحدة، وإحتمال عودة العرب ليشكلوا قوة قد تساهم في تمرير تصويت يتعلق بالصراع الفلسطيني الاسرائيلي، يريد أن يوجه كلمة للمقاطعين بانهم يتحركون في توقيت غير صحيح، وقد يضر كثيرا بقضايا محلية وخارجية، وربما كان الأجدر هو توسيع دائرة المشاركة في الانتخابات لصالح القائمة العربية الواحدة التي تجمع كافة الوان الطيف السياسي والديني والطائفي لفلسطينيي الداخل، مع الاتفاق ان هناك الكثير من النقاط الخلافية حول توزيع المقاعد، لكن ذلك سيكون بداية لبناء جديد ومستدام.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة