توفيق نجار في مقاله: 

"المشتركة" ولّدت حالة فريدة من نوعها فمعها صار الوطن بشماله وجنوبه بمثلثه ونقبه بجليله وساحله مفتوحا كله وليس بعضه

صوّتوا يا عرب كي تحصل المشتركة على خمسة عشر مقعدًا وتشكل جسمًا مانعًا أمام اليمين وفي أسوأ الحالات ستكون رئيسة للمعارضة

القائمة المشتركة لكم وهذا نصف الطريق أمّا نصف الطريق الثاني فهو انجاحها وهذا عليكم القائمة لكم وانجاحها عليكم فصوّتوا يا عرب

من يحق له الكلام في هذه البلاد: هل هو "اليسار الصهيوني" الذي وضع أسس سياسة الاحتلال وبَطْشَ العسكر ثُم حَكَم أربعة عقود لكنه نسي أن ينهي الصراع ولم يترك ضمانًا للاقتصاد، ولا زال عاجزا عن التحليق لأنه مقيّد بخانة الصهيونية؟ أم هي الأحزاب اليمينية التي تَدفع باستقرار المواطنين نحو الهاوية وتحرّض على العرب وتُدَفِّعُ الشعب الفلسطيني ثمن حفاظها على كرسي السلطة؟ أم الحركات الفئويّة المتشددة التي تخاطب شعبًا واحدًا أو أقل، بالصوت الإلهي، وتترك شعبًا آخر؟ أم الوطني الحالم المقاطع الذي لا زال يكرر ذات الشريط... يحلم وينتظر ساعة الفرج؟

أعرف أنه لدى البعض انتقادا على أدائهم وعجزهم عن اللعب في مكان مركزي داخل السياسة الاسرائيلية خلال السنين الأخيرة، لكن "المشتركة" ولّدت حالة فريدة من نوعها، فمعها صار الوطن، بشماله وجنوبه، بمثلثه ونقبه، بجليله وساحله، مفتوحا كله وليس بعضه، أمام الجمهور العربي، ليس كصاحب حق ينتظر حكم القاضي، بل كشريك في رسم الخارطة السياسية... وهو الوحيد القادر بأن يعاقب أحزاب اليمين ذات التوجّهات الفاشية.

فصوّتوا يا عرب كي تحصل المشتركة على خمسة عشر مقعدًا وتشكل جسمًا مانعًا أمام اليمين، وفي أسوأ الحالات ستكون رئيسة للمعارضة.

صوّتوا يا عرب، فهذه القائمة هي حجر الأساس لمعسكرٍ ديمقراطي... يشكل البديل عن الاحزاب الصهيونية على أنواعها. الخطوة الأولى كانت تعالي الأحزاب الوطنية عن اختلافاتها في سبيل المشترك الأهم، بالضبط كما قال رئيس القائمة أيمن عودة "عندما نزور قرية غير معترف بها لا نسأل أهلها اذا كنتم مع الجبهة أو مع الحركة الإسلامية، وعندما يهدد وزيرٌ متطرف أهل أم الفحم بإخراجهم من المواطنة لا نسأل الناس لأي حزب ستصوّتون؟"، والخطوة الثانية هي الخطاب الوطني العاقل للقائمة فحتّى من كانوا يترددون وجدوا أنفسهم بعد الاعلان عن القائمة المشتركة مضطرين لتبنّي خطاب شمولي وبرنامج فيه توجّهات تهتم بالقضايا الحياتية والاجتماعية الى جانب القومية. فقط هكذا نخاطب اليهود أيضًا ونصد العنصرية، والرابح الأكبر هو المواطن، (فثلثا الأطفال الفقراء هم عرب، وكل القرى غير المعترف بها هي عربية، ومعدلات البجروت في الوسط العربي متدنية، وفقط 24% من النساء العربيات يعملن...).

القائمة المشتركة لكم وهذا نصف الطريق، أمّا نصف الطريق الثاني فهو انجاحها وهذا عليكم. القائمة لكم وانجاحها عليكم، فصوّتوا يا عرب...

"نريد أن نلعب في استاد الدوحة وفي بلومفيلد وأن نسجل أيضًا أهدافًا في تيدي" هذا ما قاله رئيس القائمة المشتركة، وبهذه الروح اذهبوا الى صناديق الاقتراع وصوّتوا يا عرب... سجّلوا أهدافا في تيدي.

(الكاتب أكاديمي في معهد التخنيون)

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net