الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 08:01

فوائد وجود تنظيم داعش لأمريكا والغرب/بقلم: سمير طلعت بلال

كل العرب
نُشر: 22/02/15 14:20,  حُتلن: 08:02

سمير طلعت بلال في مقاله:

يمكننا القول أن داعش هي نفس القصة ليست بالاحرى أن أمريكا والغرب هم من صنعوها بشكل مباشر إلا انهم على الاقل غضوا البصر عن تحركاتهم ونشاطاتهم في البداية لان قسم من هؤلاء المقاتلين جاءوا من دول اوروبية

لدى أمريكا والغرب مشروع كبير في المنطقة وهؤلاء المتطرفين ما هم الا احد ادوات هذا المشروع الواسع ولكن ليس شرطا ان كل ما يخططه هؤلاء يطبق كما هو المطلوب ومن المحتمل ان ينقلب السحر على الساحر وان يخرج الامرعن نطاق السيطرة ويطول و لا يعلم مداها الا الله

عندما نقرأ التاريخ الاسلامي نجد أن هناك جماعات متشددة ظهرت بين الفينة والأخرى ثم إختفت ثم ظهرت من جديد، واشهر مثال على ذلك (الخوارج) وقسم من هؤلاء ارادوا بناء دويلات وفي كثير من الأحيان فشلوا وبعضهم استغلوا وتم اختراقهم من قبل القوى الكبرى في ذلك الزمن ومن ثم استعمالهم وإستغلالهم ضد خصومهم وبعد ذلك القضاء عليهم فور انتهاء المهمة والهدف.

يمكننا القول أن داعش هي نفس القصة ليست بالاحرى أن أمريكا والغرب هم من صنعوها بشكل مباشر، إلا انهم على الاقل غضوا البصر عن تحركاتهم ونشاطاتهم في البداية لان قسم من هؤلاء المقاتلين جاءوا من دول اوروبية والإستخبارات الغربية والأمريكية كانوا على علم بهذا ورغم ذلك لم يتخذوا التدابيرالأمنية اللازمة لمنع تحركاتهم وكانوا يذهبون الى سوريا ويعودون الى بلدانهم الأوروبية دون عوائق. لنقل انها تشكلت في منطقتنا بشكل عفوي لأسباب مختلفة (وجود المراجع والكتب التي تدعو الى تبني هذه الافكار المتشنجة وإزدواجية الغرب وأمريكا في التعامل معنا ووجود حكومات دكتاتورية في المنطقة ووجود اسرائيل وقضية فلسطين وسقوط بغداد ........) وعلينا أن لاننسى كان لهم جذور في افغانستان ايضا.
حيث تم إستغلالهم وإختراق صفوفهم من قبل الدول الكبرى لتحقيق اهدافهم وغايتهم. ما يلي ملخص خواطري حول هذا الموضوع والتي تؤكد ماذكرته انفا من أن الغرب وامريكا على وجه الخصوص من المستفيدين من كل ما جرى من خلال:

1- لصق اسم الارهاب بالاسلام (تشويه سمعة) هي من أهم الأهداف حيث يغفل عنه الكثيرون. الاسلام اليوم اصبح اكثر الأديان نموا في العالم وبسبب وجود حكومات دكتاتورية في الشرق الأوسط هاجر كثير من المسلمين الى اوروبا وكندا و... و حصل التغيير الديموغرافي لهذه الدول وتعرف قسم من غير المسلمين للديانة الاسلامية. فهناك تخوف حقيقي لديهم من تحول هذه الدول الى الاسلام في المستقبل القريب بدون حرب خصوصا أن عدد سكانهم قد تقلص بسبب نمط حياتهم واصبح هناك فراغا سهل للمسلمين المهاجرين إملاءها مما شكل خطرا على حضارتهم ومستقبلهم. الأمر الذي أدى الى لصق الارهاب بالاسلام وإخافة غير المسلمين من هذا الدين وهذا ما يقوم به داعش.

2- عدم تكرارالغرب وامريكا تجاربهم السابقة من خلال القتال المباشر مع المتطرفين لتجنب فقدان جنودهم وأموالهم وسمعتهم (على سبيل المثال، قسم من المسلمين كانوا يتعاطفون مع المتطرفين بحجة انهم يقاتلون امريكا او كونهم جاءوا من أقاصي الارض ليحتلوا ارضنا) ما يحدث اليوم هو السعي لجعل القتال المباشر بين المسلمين سواء كان بين المتطرفين من جهة والبيشمركة والجيش العراقي والسوري والمصري والليبي واليمني والحوثيون وقوات الحماية الكردية من جهة أخرى حيث (القاتل والمقتول) من المسلمين هي بالمحصلة النهائية لمصلحة امريكا والغرب.

3- جمع المتطرفين من انحاء العالم من الشرق والغرب في منطقة واحدة للتخلص منهم ولكن بعد اكمال المهمة (مثلا اعادة رسم خارطة الشرق الاوسط الجديد والقضاء على الحكام غير المرغوبين) ومن ثم القضاء عليهم بأموال ودماء الدول العربية والمسلمة في الشرق الاوسط.

4- الانتعاش الإقتصادي حيث الدول العربية والاسلامية هرعوا الى امريكا والغرب لشراء الأسلحة بأسعار خيالية خوفا من داعش ولمقاومة مده، حتى القصف الجوي للتحالف الدولي هي بأموال عربية إسلامية مما يعود الفائدة للغرب وأمريكا.

في الختام يمكننا القول أن لدى أمريكا والغرب مشروع كبير في المنطقة وهؤلاء المتطرفين ما هم الا احد ادوات هذا المشروع الواسع. ولكن ليس شرطا ان كل ما يخططه هؤلاء يطبق كما هو المطلوب ومن المحتمل ان ينقلب السحر على الساحر وان يخرج الامرعن نطاق السيطرة ويطول و لا يعلم مداها الا الله.

سمير طلعت بلال - كاتب وأستاذ جامعي

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة