الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 10:01

فلسطين الصراعات السياسية وأزمة الجيل الجديد/ بقلم: فادي أبو بكر

كل العرب
نُشر: 23/02/15 10:28,  حُتلن: 07:58

فادي أبو بكر في مقاله:

أصبحت الحركات الفلسطينية في طريقة عملها وتنظيم عناصرها تشابه الشركات التجارية المتنافسة وكأنهم يتسابقون لتحقيق النسبة الأكبر من المبيعات والأرباح لهم

منذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا بدأت الصراعات السياسية تتسع وتمزق وتقسم في أرجاء الوطن وفي ظل هذه الصراعات السياسية ضاعت الخدمة الحقيقية لمن يستحق الخدمة

فلسطين مثلها مثل أي بلد في العالم، لا تخلو من الصراعات السياسية والأيديولوجيات المختلفة، إلا أن الأسهم الفلسطينية بألوانها المختلفة كانت موجهة نحو هدف واحد بغض النظر عن الطريقة، كما أن البوصلة لم تحد عن فلسطين والقدس كعاصمة أبدية لها.

تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964م أكد على وحدة الهدف والإجماع على الفكرة، فقد كان القرار واحداً على الرغم من تعدد الأيدلوجيات في فصائل المنظمة.

جاءت انطلاقة حركة حماس الإخوانية عام 1987م، لتكون بداية لنهاية الإجماع الفلسطيني، وبدأ الخلاف الفلسطيني يتضح بعد دخول حماس المعركة الانتخابية وفوزها عام 2006م، وانقلابها وسيطرتها على الحكم بغزة عام 2007م أثبت نوايا حركة حماس، ولم أتطرق إلى حركة الجهاد الإسلامي على الرغم من عدم عضويتها بمنظمة التحرير الفلسطينية، لأنها حركة ثابتة على مبدأها ، لم تدخل المعترك السلطوي ولا متاهات من شأنها أن تؤثر في لحمة الشعب الفلسطيني.

منذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا، بدأت الصراعات السياسية تتسع وتمزق وتقسم في أرجاء الوطن، وفي ظل هذه الصراعات السياسية ضاعت الخدمة الحقيقية لمن يستحق الخدمة.

من جانب آخر فإن مسألة التوعية والتعبئة الوطنية أصبحت مغيبة عن الخطاب الفلسطيني، فكل فصيل بات همه أن يظهر بصورة المتفوق على الآخر. وأصبح أبناء الجيل الجديد من المنتمين والمناصرين للحركات الفلسطينية، يرى أن العمل للحركة سواء كانت (فتح، حماس أو شعبية) و استجلاب الفوز لها في انتخابات الجامعة أو النقابة أو غيرها عملاً وطنياً!

أصبحت الحركات الفلسطينية في طريقة عملها وتنظيم عناصرها تشابه الشركات التجارية المتنافسة، وكأنهم يتسابقون لتحقيق النسبة الأكبر من المبيعات والأرباح لهم، وبهذا أصبحت فلسطين الإرث والقضية غائبة في وعي الجيل الجديد الذي لوثت أفكاره واستبدلت بأفكار هدامة.

الصراعات السياسية باتت معضلة حقيقية، فقد خلقت أزمة جيل لن يكون التخلص منها بالعمل السهل . فهذه الأزمة تفرعت منها أزمات متعددة منها الاجتماعية والثقافية والفكرية وغيرها.

الوطن لا يعني فتح أو حماس .. الوطن لا يعني شعبية أو جهاد!
الوطن يعني شرف.. يعني إخلاص.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة