الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 16:02

الأزمات في النقب ليست من الحكومة وحدها!/ بقلم: عبد المطلب الاعسم

كل العرب
نُشر: 26/02/15 15:46,  حُتلن: 07:58

الإعلامي عبد المطلب الاعسم في مقاله:

نعيش في مدن وقرى لمنطقة النقب غالبيتها العظمى تنضم تحت الوية المجالس المحلية والاقليمية لديها رؤساء مجالس ومدراء ومسؤولون وظيفتهم المركزية قراءة المستقبل وتوفير خطط مهيئة لمواكبة احتياجات السكان

 المطلوب من رؤساء المجالس ومدرائها هو التركيز على اعداد الخطط المستقبلية في كافة المجالات من بنى تحتية وتربية ورفاه اجتماعي وبيئة وشباب ورياضة مع التفكير العميق في خصوصية كل قرية وقرية

ليست كل مآسينا نابعة من الحكومة المركزية بل انني اعتقد أن الحكومة توفر لنا كل ما نطلبه لتسيير برامجنا وعملنا من خلال المجالس المحلية الا ان مآسينا المؤلمة تنبع من عدم قيام كوادر المجالس بإعداد وتنظيم خططها المستقبلية لمواجهة نيران الازمات

يشهد النقب تزايداً طبيعياً في عدد السكان، ولكنه بالمقابل لا يشهد التطور الضروري في الخدمات والبنى التحتية لسد إحتياجات الجيل الجديد من الشباب والشابات، فأين الخلل وما هو الحل؟

أيها السادة، نحن اليوم نعيش في مدن وقرى لمنطقة النقب غالبيتها العظمى تنضم تحت الوية المجالس المحلية والاقليمية، لديها رؤساء مجالس ومدراء ومسؤولون وظيفتهم المركزية قراءة المستقبل وتوفير خطط مهيئة لمواكبة احتياجات السكان وتوفير الحل لكل ازمة وفي كل مجال. ما يحدث اليوم في مجالسنا المحلية هو طريقة المطافي في اخماد النيران، اي عندما تحدث ازمة يبدأ المسؤولين بالعمل على حلها، وعندما تتراكم الازمات سوف تتسبب بتعطيل تقدم المجتمع ورغماً عنا سوف يتفشى العطب في اركان مركبه، الأمر الذي نخشاه ولا نريده لمجتمعنا بعد 10 سنوات من الان ليواجهه الجيل القادم.

إن المطلوب من رؤساء المجالس ومدرائها هو التركيز على اعداد الخطط المستقبلية في كافة المجالات من بنى تحتية وتربية ورفاه اجتماعي وبيئة وشباب ورياضة مع التفكير العميق في خصوصية كل قرية وقرية، بمعنى ان يتم اعداد خطط لتوفير الحلول بناء على دراسات علمية وفقاً لمعطيات دائرة الاحصاء المركزية التي تنشر تقريرها الشامل كل عام.

ليست كل مآسينا نابعة من الحكومة المركزية، بل انني اعتقد أن الحكومة المركزية توفر لنا كل ما نطلبه لتسيير برامجنا وعملنا من خلال المجالس المحلية، الا ان مآسينا المؤلمة تنبع من عدم قيام كوادر المجالس بإعداد وتنظيم خططها المستقبلية لمواجهة نيران الازمات. فلو نظرنا الى اي قرية عربية في الوقت الراهن سنشاهد عدد من من الازمات التي تحتاج الى حل الآن..الآن وليس في المستقبل! ففي قرية تل السبع وهي اول قرية تم الاعتراف بها عام 1968 كنموذج لكافة القرى البدوية في النقب، اليوم لا يوجد قسائم بناء للازواج الشابة، فيضطر الشباب الى البناء العشوائي على نفس قسيمة اهلهم واخوانهم مما يضطرهم الى خرق قانون التنظيم ويعرضهم الى الهدم والمساءلة القانونية، مع ان الحقيقة ان من يتحمل المسؤولية هي ادارة المجلس وليس الشباب، فالشباب بحثوا عن حل ولم يجدوه، وما كان منهم الا عمل المتاح امامهم ولو بشكل غير قانوني من اجل استمرار حياتهم الطبيعية. وما تل السبع، الا مثال بسيط على ما يحدث في كافة قرى النقب بما فيها مدينة رهط وهي اكبر مدينة عربية في النقب!

من المحتمل اننا سمحنا بالتقصير في مجال اعداد الخطط التنظيمية والخدماتية في الماضي، حين كنا مجتمع بدوي نعيش في خيام كل منا على تلة او في شعب هنا او هناك، لكن وجودنا اليوم في اطار قرى لها حدود ونظام خدماتي مقرر ضمن قوانين قطرية لا يسمح لنا اليوم بالتمادي في ذلك، لذلك على رؤساء المجالس اتباع خطط جديد تهدف الى تحسين الاداء ووضع كل مسؤول حسب مؤهلات وليس حسب قرابته، الجهل ايها الاخوة يهدم بيوت العز والكرم، واذا اردنا ان تكون قرانا بلاد عز وكرم وثقافة وصحوة ونهوض فإن الوقت قد حان للعمل والسهر من اجل الجيل القادم.  

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة