الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 09:01

نعم هذه فرصتنا! / بقلم: رمزي حكيم

كل العرب
نُشر: 02/03/15 12:42,  حُتلن: 16:32

 رمزي حكيم في مقاله:

القائمة المشتركة هي نفسها حالة جديدة (وليس فقط ما تنتجه)، على مستوى العلاقة بين الخرائط الحزبية والسياسية والاجتماعية – حالة جديدة للعمل المشترك الجامع، مع الحفاظ على خصوصية كل حزب

فرصتنا للمرة الأولى أن "نُخَربط" قواعد اللعبة السياسية والبرلمانية على مستوى البلاد وأن نُربك المؤسسة الاسرائيلية ونضعها في "خانة اليك" بجديدنا المفاجىء الذي لم تتوقعه في أسوأ احلامها. وهذا ممكن في هذه الانتخابات

الانتخابات سياسية بامتياز. وهذه المرة بالذات هي فرصة العرب وفرصة القوى التقدمية والديمقراطية اليهودية لان يشكلوا "قوة ثالثة" تطرح البديل السياسي والاخلاقي لسياسة الحرب والعدوان والاحتلال والاستيطان والتمييز العنصري

 اذا كانت المهمة الآن هي محاصرة الاحزاب الصهيونية داخل مجتمعنا واشاعة حالة من الضغط الشعبي تحظر الانضمام اليها او التصويت لها، وهي مسألة سياسية واخلاقية تتجاوز انتخابات الكنيست، فإن المهمة الأكبر رفع نسبة التصويت بين العرب والتصويت للقائمة المشتركة في مسعى يجاهر بأننا – نعم! – نريد أن نكون قوة ثالثة، قوة مؤثرة لصالح قضايانا القومية والمدنية الجماعية، قوة "تُخَربط" قواعد "اللعبة" البرلمانية والسياسية على مستوى البلاد، وتأتي بالجديد والمفاجىء وبما لم يكن تتوقعه المؤسسة الاسرائيلية في أسوأ احلامها.

الانتخابات سياسية بامتياز. وهذه المرة بالذات هي فرصة العرب وفرصة القوى التقدمية والديمقراطية اليهودية لان يشكلوا "قوة ثالثة" تطرح البديل السياسي والاخلاقي لسياسة الحرب والعدوان والاحتلال والاستيطان والتمييز العنصري. وعندما نقول "قوة ثالثة" نقصد ما نقول؛ هنا لا يمكن التهميش. وهنا لا يمكن التجاهل. وهنا الصوت قوة!

في هذه المعادلة ليس للاحزاب الصهيونية، بيمينها ووسطها ومن يقف على يسار الوسط منها، ما تطرحه من بديل، يربط بين الاحتلال والتعليم، بين الاستيطان وميزانيات الرفاه، بين العسكرة والفقر، بين الاعتراف بالنكبة والحقوق القومية الجماعية لفلسطينيي الداخل، بين المواطنة والمساواة القومية والمدنية لاصحاب البلاد، بين الديمقراطية الحقيقية (وليس الفتات) وبين تفشي العنصرية.

في القضايا المفصلية، السياسية والامنية، مثل العدوان على لبنان، العدوان على غزة، تقسيم القدس، الانسحاب من الكتل الاستيطانية، حق العودة، قانون القومية، قانون لم الشمل، القرى المهجرة والحقوق القومية الجماعية للفلسطينيين في الداخل، سياسة التهويد في الجليل والمثلث والنقب، مخطط برافر والاقتلاع (وغيرها من السياسات والقوانين والممارسات العنصرية)، تقف جميع الاحزاب الصهيونية، دون استثناء، على مسافة واحدة من "ماراثون" دعم وتأييد سياسة المؤسسة الرسمية، وان اختلفت اللهجة واللغة.

ذاكرة العربي في الداخل ليست مشوشة. والعربي في الداخل لن يقبل بـ "هياكل عظمية" تظهر الى العلن، وقت الانتخابات، في محاولة لشرعنة الاختراق وتلميع الاحزاب الصهيونية. فينا ما يكفينا من قوة يجب ان نستفيد منها في هذه الانتخابات، او كما قلت في معالجات سابقة (ولا بأس من التكرار هنا في محاولة للتوكيد): علينا أن لا نخطىء في التقدير؛ ان نكون في رئاسة لجان برلمانية وأن نؤثر، هذه حالة جديدة. وأن نكون في عضوية اغلب اللجان البرلمانية، وبأكثر من عضو، هذه حالة جديدة. وان نكون كتلة كبيرة في الكنيست وأن نؤثر، هذه حالة جديدة. وان نكون، في وضعية معينة، قوة ثالثة، هذه حالة جديدة. وان نتولى، في ظرف معين، رئاسة المعارضة في البلاد، هذه حالة جديدة غير مسبوقة تربك المؤسسة الاسرائيلية وتضعها في "خانة اليك"!

هذه فرصة العرب والى جانبهم القوى اليهودية التقدمية والديمقراطية. وهذا ممكن في هذه الانتخابات. من هنا أختلف مع الدعوة الى مقاطعة الانتخابات. ومع ذلك احترم موقف المقاطعين، وإن اختلفت. كذلك اختلف مع محاولات التشكيك بالقائمة المشتركة، وهي محاولات تدخل في باب الترف الكلامي الذي يقصد المراهنة على امكانية التعبئة لعدم التصويت لها من خلال ضرب صورتها أمام الجمهور العام.

كلام التشكيك هو كلام زائد، لا نملك، لا نحن ولا غيرنا، ترف الوقوع في فخّه. واذا كانت "القوة الثالثة" تبني وتؤسس لحالة جديدة، فإن الصحيح أيضًا، أن القائمة المشتركة، بما حقق الاعلان عنها من تجاوز لراهنية لحظة الفوضى، تشكّل حالة أولية تفصح عن مرحلة جديدة، تفاهمات الانتخابات فيها تؤسس لتفاهمات مستقبلية بين الاحزاب.

بهذا المعنى، وللمرة الثانية والثالثة والرابعة، نقول: المشتركة لم تُعلن لتكون فقط لغرض الانتخابات، ثم، من بعدها، تعود الاحزاب الى حالة القطيعة والتراشق. هذا كلام يتناقض مع منطق الحدث، ويصطدم مع ما يكمن فيه من تداعيات وتطورات ستفرض ذاتها مستقبلاً، فرضًا، على الجميع ودون استثناء.

القائمة المشتركة هي نفسها حالة جديدة (وليس فقط ما تنتجه)، على مستوى العلاقة بين الخرائط الحزبية والسياسية والاجتماعية – حالة جديدة للعمل المشترك الجامع، مع الحفاظ على خصوصية كل حزب. حالة جديدة تؤكد ان ما يجمعنا هو أكثر بكثير مما يفرقنا. حالة جديدة تدفع، بالضرورة، الى الامام، ومن الصعب العودة فيها الى الوراء، إن لم يكن من المستحيل. حالة جديدة يجب منحها كامل الفرصة.

هذا موقفي من القائمة المشتركة. كتبت ما يقترب من بعضه في معالجات سابقة. وما زلت عنده!

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.79
USD
4.06
EUR
4.74
GBP
242307.70
BTC
0.52
CNY