الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 13:01

زفرة شوق/بقلم:سيّاف البحري

كل العرب
نُشر: 02/03/15 22:18,  حُتلن: 07:48

طاب صباحكِ أيتها الماكثة على ضفاف الانتظار، تنشدين أغاني الشوق، تتفحصين وجوه المارة منذ الأمد، بحثاً عن أحدهم، لكنه لا أحد، مرحباً بكِ سيدة الدنيا، أهلاً بكِ عاشقة الخيال، "فنجان قهوتي القديم أمامي من جديد ، في يومٍ هادئٌ مجيد، أما زلت تذكرينه! لا؟ حسنٌ هو ذلك الكوب الأبيض الذي كنت اقلبه بكلتا يديّ يمنة ويسره، وأستلذ برشفه إشراقه كل صباح، متلهفاً بزوغ شمس وحي خيالك، ليصبح وحيك الوضاح. هنا منفى رجلٌ شرقي مثقفٌ، وبائس، وشاحب، يرتشف قهوته بشراهة، يحاولُ جاهداً أن يجدَ نفسهُ في رسائل فتاة اختطفها الغياب منه، عبق الكلمات تتسربُ من جروح صدره المتفاوتة، يكتب بصمت كي لا يفتضح للعالم أمره، يكتب كي لا يبقيه على قيد الألم ، على أمل أن يخفف من وقع ذلك الألم، يكتب للخلود، ولما بعد الرحيل، لا تتعجب! فلكل شيء نهاية، ولكن بلغة أخرى: وهج القمر يأفل لكنه يعود، فلم لا تعود؟ أم أن خسوفاً كلياً أصابك فنكثت العهود؟ يكتب عن القلوب المفقودة والأحزان المتنامية التي تنمو بلا توقف، يكتب عن الذكريات الحزينة العالقة بالفرح، يكتب عن الغياب والفقد وطُرق اللا عودة، يكتب عن الغرباء الذين مروا بصدره واخذوا بعضه، يكتب عن صدره الذي تحول لسكة عبور ومحطة تزود، يكتب عن الحزن الذي أنهكه إخفاؤه، يكتب عن الجرح الذي استهلكه نزفه، يكتب عن القصائد التي تتكاثر في صدره والروايات التي ملأت روحه.

ملاحظة ....
أحيانا نكتب كي نتنفس وليس من حق احدٍ أن يسلبنا هذا الحق، ﻧﻜﺘﺐ ﻛﻲ ﻧﺨﺒﺮ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ أننا ﻣﺎﺯﻟﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺪﻫﺎ، نكتب بتلقائية لأننا لا نريد أن نكون مزيفين، فأنا مسؤولٌ عما أكتب وليس عما يفهمه عقلك المتوازي الأضلاع..

سياف البحري- اليمن

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

 

مقالات متعلقة