الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 09:01

القائمة المشتركة ونظام إعلامي متطور للعرب في البلاد لمواجهة أساطين العنصرية

خالد خليفة

كل العرب
نُشر: 28/03/15 14:19

يسود إجماعا في كافة الدوائر السياسية العربية على انه آن الأوان لان تقوم كوادر القائمة المشتركة وقياداتها بالبدء بتقييم وتقسيم العمل السياسي المرتقب في ما بينهم لمواجهة التحديات القادمة والتي ستكون صعبة للغاية

 يحتم عليها أن تقيم نظام إعلامي متطور للعرب في البلاد يمكن أن يرد وبشكل منظم للعالم بأسره على مثل هذه التفوهات، ليس فحسب بل مواجهة فعالة لأساطين العنصرية كليبرمان، نتانياهو دانون وبينت الذين ينادون ليل نهار بإقصاء العرب وتهميشهم

لقد بات من المؤكد بان الثلاثي نتانياهو، ليبرمان وبينيت أقطاب اليمين المتطرف لم يكن ما يقدموه للناخب الإسرائيلي سوى استغلال ورقة العرب في هذه البلاد، واستعمال أسس التحريض ضدهم بأبشع صورة.


ولا نعرف إذا كان غضب المجتمع الدولي حقيقيا أم مصطنعا كما عبر عنه العديد من رؤساء وزعماء الدول اللذين أدانوا تفوهات نتانياهو عندما نادى اليهود للتصويت نظرا "لاندفاع العرب بكميات" هائلة لا تقدر كي يحث اليمين للذهاب أيضا للتصويت ويقلبوا بذلك الموازين لصالح الليكود.


ويمكن مقارنة نداء نتانياهو هذا، كنداء مشابه كان يمكن أن يقوم به مثلا مت رومني المرشح الجمهوري الأسبق للأمريكيين البيض للإسراع في التصويت له في انتخابات 2012 كون المقترعين السود "يتدافعون بكميات هائلة للتصويت لاوباما، وتلك المقارنة لم يذكرها اوباما بالذات عندما انتقد هو والإعلام الأمريكي فعلة نتانياهو.


وفي اجتماع مع حفنة من نشطاء لحزب الليكود العرب بعد الانتخابات، عبر نتانياهو عن أسفه عما سولت له نفسه يوم الانتخابات، ولم يقبل اوباما والناطق بلسان البيت الأبيض هذا الأسف الخجول قائلين بأنه كان من الواجب عليه إن يقرن أسفه بالأفعال، وهكذا فعل أيضا أقطاب القائمة المشتركة الذين رفضوا هذا الأسف جملة وتفصيلا.


أما خطاب نتانياهو قبل الانتخابات فلم يكن تصريحا عفويا بل كان عملا مدبرا منسقا مع طاقمه الانتخابي ومجلس أمناء قيادة المستوطنين، فبعد إن وصلوا إلى قناعة بأن نتانياهو سيواجه فشلا ذريعا في الانتخابات، فما لبثوا إلى إن فكروا بان أسهل الأمور لتحقيق النصر هو التحريض الأرعن والدموي على العرب الأمر الذي سيجلب الأصوات اليهودية في اللحظة الأخيرة وخاصة أصوات المستوطنين لصالح حزب الليكود وهذا ما حصل بالفعل.


وحسب ما ذكرته وسائل الإعلام فان نتانياهو وبتنسيق كامل مع هؤلاء المستوطنين قاموا بنشر الآلاف من المراقبين المستوطنين في صناديق الاقتراع في يوم الانتخابات في القرى والمدن العربية بحجة إن العرب يقوموا بعمليات تزييف واسعة النطاق.
وفي سياق تقييمه نتائج الانتخابات في اجتماع جمع رئيس الدولة مع رئيس لجنة الانتخابات المركزية القاضي سليم جبران استخلص رئيس الدولة رويي ريفلين الاجتماع قائلا "إنني أقولها لنتانياهو والجميع بان من يخاف من تصويت العرب ألان في صناديق الاقتراع سوف يلقى أحجارا في الشوارع في نهاية المطاف" إلى هنا أقوال ريفلين.


اما القاضي جبران المسئول عن سير ونزاهة الانتخابات فلم ينبث ببنت شفا عما حدث، ولم يقم بأي تحقيق يذكر لأقوال نتانياهو وليبرمان قبل الانتخابات أو حتى بعدها، كما انه لم يلمح لخطورة أقوال هؤلاء إمام رئيس الدولة بل انه قام بإلغاء كافة صناديق الاقتراع في كفر قاسم ولم يجرئ على إلغاء إي صندوق من الوسط اليهودي في كافة إرجاء البلاد.
وشهدت الانتخابات الأخيرة اعتى حملات التحريض العنصرية ضد العرب بحيث رافقت تلك المعركة حملة سلبية مسمومة هدفت إلى إقصاء الجماهير العربية والتشكيك بمواطنتهم.


ويجمع المراقبين المحليين والدوليين إلى إن التحريض الأرعن ضد المواطنين العرب الذي أتى يومين قبل الانتخابات وتزامن مع مغازلة نتانياهو لقيادات الاستيطان في الضفة الغربية شكل العامل الحاسم الذي جلب النصر الكبير لنتانياهو في هذه الانتخابات على الرغم من تعثر معركته الانتخابية على مدى الأشهر الأخيرة قبل يوم الحسم.
أما اليوم وبعد صعود اليمين المتطرف وسيطرة الليكود وإتباعه يتوجب على القائمة المشتركة صياغة وابتكار أسس عمل سياسي عصري لقيادة جماعية ناجعة تواجه التحديات الصعاب في المرحلة المقبلة.


كما يحتم عليهم أن يبرهنوا لناخبيهم بان الوحدة التي تمت وصنعت النصر الكبير هي وحدة جاءت من منطلقات جوهرية تتعلق بمصير العرب في هذه البلاد ومواجهة السياسة العنصرية الموجهة ضدهم وليس لاعتبارات انتخابية ضدهم مثل رفع نسبة الحسم.

ويسود إجماعا في كافة الدوائر السياسية العربية على انه آن الأوان لان تقوم كوادر القائمة المشتركة وقياداتها بالبدء بتقييم وتقسيم العمل السياسي المرتقب في ما بينهم لمواجهة التحديات القادمة والتي ستكون صعبة للغاية بحيث انه بات من المؤكد بان نتانياهو سوف لن يعتذر للجماهير العربية على فعلته هذه والأدهى من ذلك فان أعضاء الليكود في الحكومة الجديدة بدءوا بالحديث والتخطيط لسن قوانين القومية والجمعيات، ويهودية الدولة التي ستمس وبشكل مباشر بمكانة العرب في هذه البلاد، ومن هنا علينا وعلى القائمة المشتركة المباشرة في العمل والتصدي لتلك الممارسات.


كما يحتم عليها أن تقيم نظام إعلامي متطور للعرب في البلاد يمكن أن يرد وبشكل منظم للعالم بأسره على مثل هذه التفوهات، ليس فحسب بل مواجهة فعالة لأساطين العنصرية كليبرمان، نتانياهو دانون وبينت الذين ينادون ليل نهار بإقصاء العرب وتهميشهم.
وتعلم حكومة نتانياهو علم اليقين أن سياستها هوجاء متطرفة وهي مقبلة على عقوبات وعزلة دولية بحيث انه بات من المؤكد أن تلفت القائمة المشتركة العالم بأسره إلى رزمة القوانين هذه المتوقع سنها ضد العرب في البلاد.

مقالات متعلقة