الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 20:02

مش علينا يا خواجا بيبي/بقلم: رافع أمارة

كل العرب
نُشر: 30/03/15 13:45,  حُتلن: 07:58

رافع أمارة في مقاله: 

الحطة والعقال أشرف وأعظم من نواياك السيئة اتجاه العرب ومن السبب الذي أدّى بكَ للاجتماع بهذه الشلة الماجورة من حولك

اهتمّ رئيس الحكومة في الدولة "السوبر ديمقراطية" - ويبدو أنه بناءاً على توجيهات من مستشاريه - بأن يجمع حوله شلة من الطابور الخامس من مجرّدي الإنتماء الى شعبهم عدا لغتهم العربية أو لغتهُم المحكيّة على أًصحّ تعبير

لقد طالعتنا وسائل الإعلام بخبرٍ عنِ "الخطوة الجريئة" التي قام بها رئيس الحكومة حيثُ طل علينا من خلالها وكأنه يعتذر عما صدر عنه يوم الإنتخابات الأخيرة بحق الأقلية العربية الفلسطينية في إسرائيل. لقد اهتمّ رئيس الحكومة في الدولة "السوبر ديمقراطية" - ويبدو أنه بناءاً على توجيهات من مستشاريه - بأن يجمع حوله شلة من الطابور الخامس من مجرّدي الإنتماء الى شعبهم عدا لغتهم العربية أو لغتهُم المحكيّة على أًصحّ تعبير.

لم يفت رئيس الحكومة بأن "يزين" هذه المجموعة من ال "عرﭬيم طوﭬيم" بأشخاص يرتدون على رؤوسهم الحطة والعقال التي ترمز بشكل قاطع الى كونهم "عرب وزعامات الأقلية العربية في إسرائيل". من هنا نقول له بأن الحطة والعقال أشرف وأعظم من نواياك السيئة اتجاه العرب ومن السبب الذي أدّى بكَ للاجتماع بهذه الشلة الماجورة من حولك.  قبل أن تعزِم أنت وأمثالك الهجرة الى هذه البلاد وتصبح لاحقاً رئيسا مراوغاً وجل همك البقاء في السلطة عليكَ بالعِلم أنّ الأقلية العربية في إسرائيل هي أقلية قومية صاحبة هوية وصاحبة تراث وحضارة.

وهنا لا بد من السؤال، ماذا سيكون موقفك وموقف أتباعك في الجهاز الحاكم في إسرائيل لو أن مرشحاً للرئاسة في فرنسا أو ألمانيا توجه للناخبين والخروج بالإدلاء بصوتهم لأن المواطنين اليهود في تلك الدولة يذهبون مسارعين إلى صناديق الإقتراع للتصويت لمرشح آخر؟ إننا على يقين أنه لو حصل هذا السيناريو فعلاً فإن ذلك المرشح سينعت بالعنصرية والفاشية واللاسامية وستقومُ قائمتكم وستطلبون لجنة تحقيق دولية للبحث بتفوّهات ذلك المرشح.
تخيل "يا سيادة رئيس الحكومة" لو أن مرشحا للرئاسة في أمريكا توجه الى المواطنين السود بهذا الخطاب؟
تخيل ... تخيل ... تخيل... لا تتخيل فأنت وأمثالك تعتقدون أنكم فوق القانون والأعراف الدولية والأخلاقية. ومن هم العرب كي تكترث أو تهتم بهم، فهم قلة من المواطنين المزعجين، المناهضين للدولة في نظركم وكل ذلك لرفضهم التنازل عن الهوية الوطنية والقومية والإنصهار داخل الإجماع الصهيوني.

أعلم "يا سيادة الرئيس" أن من أحضرتم كممثلين للمسرحية الهزلية كي تعتذر أمامهم لا يمثلون إلا أنفسهم، أضف إلى ذلك أن اعتذارك كان مزيفاً وليس صادقاً، ولو بالفعل شعرت بصدق أنك أهنت المواطنين العرب في الدولة وأردت بكل صدق أن تعتذر لمليون ونصف عربي في الدولة لفعلت ذلك بشكل جدي من خلال اما توجهك ببيان صحفي متلفز أو من خلال القائمة المشتركة التي حازت على ثقة الجماهير العربية كممثلهم الشرعي والوحيد في البرلمان الإسرائيلي.

دعنا نفترض جدلاً بأننا مخطئون بالنسبة لصدق نواياك بالاعتذار المذكور أعلاه فأمامك الفرصة متاحة لتثبت للجماهير العربية أنك ترى بهم مواطنين متساوي الحقوق وتضع حداً للتمييز العنصري المتواصل ضدهم منذ قيام الدولة وحتى الآن وتبرأ من كل التصريحات الفاشية التي صدرت عنك في الماضي وعن العديد من وزراء حكومتك وان تكفوا عن اعتبارنا لاجئين في وطننا.
ولكنك تعرف حق المعرفة أن قلبك لا علاقة له بما قاله لسانك عما يشبه الاعتذار للجماهير العربية لأن تاريخك حافل بالألاعيب على شعبك فكم بالحري اذا كان المخاطب شعبٌ آخر.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة