الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 11:01

التحدي الأساسي: بناء رؤيا مستقبلية بلا حروب/بقلم: شمعون بطاط

كل العرب
نُشر: 30/03/15 20:24,  حُتلن: 07:55

شمعون بطاط:

إن ما يحصل في العديد من الدول المتقدمة التحول إلى أمة "ديمقراطية" تولدُ فقط بعد التحرر من قيود "الا خيار" وفي عملية تمر عبر ممرات مليئة بالأحداث السياسية العنيفة يتخللها مقتل قيادات سياسية أو حتى حروب أهلية

حتى نصل إلى شاطئ الأمان على الأمة الإسرائيلية أن تحدد هويتها (وبنفس القدر حدود دولتها) يمكننا أن نعمل ذلك من خلال رؤيا مستقبلية مشتركة 

إن محاولة تعريف مصطلح "القاسم الإيجابي المشترك" لجميع مركبات المجتمع علينا أن نتذكر بأن مبدأ "الحق المطلق" يبعدنا عن الحل على القاسم الإيجابي المشترك أن يوفر لجميع مركبات المجتمع الإمكانية في تحقيق الهوية الوطنية 

لقد عَزفت الحملة الإنتخابية للكنيست الـ 20 على أكثر الأوتار حساسية في المجتمع الإسرائيلي مما يدعو الى التفكير العميق في الرؤيا المستقبلية الإسرائيلية من زاوية اخلاقية وسياسية.

إن الدولة التي تود أن تكون متنورة وتريد أن تحسب حسابها الأمم تحت هذا الإطار النير، عليها أن تعي جيدا أن التاريخ يعيد نفسه، فإن البوتقة التي صهرت الخليط من مهاجري القدَر الى "أرض الميعاد"، جعلت من أبناء هذه البلاد أقلية.

إن ما يحصل في العديد من الدول المتقدمة، التحول إلى أمة "ديمقراطية" تولدُ فقط بعد التحرر من قيود "الا خيار" وفي عملية تمر عبر ممرات مليئة بالأحداث السياسية العنيفة يتخللها مقتل قيادات سياسية أو حتى حروب أهلية.

حتى نصل إلى شاطئ الأمان على الأمة الإسرائيلية أن تحدد هويتها (وبنفس القدر حدود دولتها)، يمكننا أن نعمل ذلك من خلال رؤيا مستقبلية مشتركة، رؤيا يكون بقائها للأمد البعيد مضمونا حتى في أهلك المواقف الوطنية وأكثرها الماً.

وعلى أساس أن إسرائيل تحتاج إلى خطة وطنية وسرد حكاية جديدة حتى تتمكن من الإجابة عن السؤال المركزي والمهم: إسرائيل إلى أين؟؟ وفي تحليل منطقي فإن التهديد الحقيقي على بقاء إسرائيل هو تهديد داخلي بإمتياز، فإن السلام مع جيراننا سيعزز حتما الأمن القومي الإسرائيلي وسيفسح المجال عمليا بهيكلة جديدة في التركيبة الآمنية الإسرائيلية، إضافة إلى ذلك تعزيز الإقتصاد في الدول المعتدلة في المنطقة كتحدي مشترك بيننا وين الدولة الغربية المتقدمة.

إن محاولة تعريف مصطلح "القاسم الإيجابي المشترك" لجميع مركبات المجتمع علينا أن نتذكر بأن مبدأ "الحق المطلق" يبعدنا عن الحل. على القاسم الإيجابي المشترك أن يوفر لجميع مركبات المجتمع الإمكانية في تحقيق الهوية الوطنية والمتساوية والتي ستخلق أملا بحق الوجود المستقبلي لجميع سكان إسرائيل.

إن أحد أهم مركبات هذه الرؤيا هو جهاز التعليم على أن يكون متقدما وتقدميا. على أن يكون أساسات التربية اليهودية، الإنسانية والديمقراطية عاملا ايجابيا مساعدا، وفي نفس الوقت علينا أن نفحص إمكانية بناء معادلة صحيحة تمكننا من بناء قيادات مدنية وذات طابع وطني.

في ظل التطورات الإجتماعية الأخيرة فإن حل المعادلة لا يمكن الا أن يمر عبر حوار سياسي ساخن تكون نتائجه بمثابة الخط الرفيع الذي يفصل بين اليمين المتزن واليسار المنفتح. هذا الحوار هدفه تحديد الرؤيا المستقبلية التي تنتج القيادة الوطنية. والحديث هنا يدور عن حوار عميق بين جميع مركبات المجتمع وفي عملية مؤلمة قد تؤدي الى التنازل عن اقسام مؤلمة بشكل خاص في الطريق الى استحداث دولة اسرائيل من جديد.

ما هو المعنى السياسي لعملية اجتماعية داخل حزب يتعطش للسلطة؟
لا يمكن لأي جسم سياسي (حزب) أن يطمح في السلطة دون اجراء حوار سياسي ملتهب. كل حزب يطمح الى قيادة الدولة عليه بناء أطر للتفكير والحوار مع شرائح المجتمع ومع أطر سياسية وحزبيه مركزية في المجتمع الإسرائيلي. على هذا الإطار أن يُمكنهم من جهة، التعبير الحر عن الرأي ومن جهة أخرى الإنفتاح على قيم وأخلاقيات جديدة ومختلفة.

اذا كان حزب العمل يطمح للعودة الى سدة الحكم عليه أن يُعرف نفسه من جديد، أن يخلق القاسم المشترك الإيجابي الذي يجمع جميع مركبات المجتمع الثقافية والإثنية، وعلى أن يعي الإحتياجات الخاصة لجميع المركبات في المجتمع الإسرائيلي. ومع رؤيا تنظر الى أن التنوع البشري والحضاري داخله كرصيد انساني مهم وليس عالة.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net
 

مقالات متعلقة