الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 06:02

ليدي- الناشطة ديانا قاسم من الطيرة: يجب على المرأة أن تقف سدا منيعا أمام العنف

مجلة ليدي كل
نُشر: 16/04/15 12:54,  حُتلن: 17:25

الصيدلانية والناشطة الاجتماعية ديانا قاسم من الطيرة:

المرأة هي مركز الحياة هي الام والاخت والزوجة

طريقي مليء بالتحديات الصعبة لكنني احبها كثيرا فلا يمكنني العيش في فقاعة وكانني في جنة

شعبنا يعاني الكثير من الاهمال والعنصرية ونسبة البطاله والجريمة عالية كلنا نستطيع التاثير في المجتمع وكلنا نستطيع رفع مكانتنا كاقلية فلسطينية

لو اعطيت المراة المساحة الكافية لحلت الكثير من المشاكل واهمها العنف

 لكل النساء أقول مهما كان مستواك التعليمي انت قوة وحياة وأمل أنت طاقة ايجابية وبإمكانك التغيير والتأثير ولا شيء مستحيل 

ليدي- أثارت الصيدلانية والناشطة الاجتماعية ديانا قاسم ابنة مدينة الطيرة ضجة كبيرة عندما قدمت كلمة جريئة عن العنف وظواهر اجتماعية أخرى أمام مئات الاشخاص من الرجال والنساء وطلاب المدارس. مجلة ليدي التقت بالصيدلانية والناشطة الاجتماعية ديانا قاسم وكان لنا هذا الحديث معها.



ليدي: هل لك ان تعطينا بطاقة شخصية عنك؟
ديانا : انا ديانا جمال قاسم نصار وابلغ من العمر 28 عاما، درست في الاردن- عمان في جامعة الاسراء، وحاصلة على لقب اول صيدلة، متزوجة وام لطفلة واحدة اسمها بيسان وعمرها سنة واعمل اليوم صيدلانية في سوبر فام فرع كفار سابا وفي نفس الوقت ناشطة اجتماعية.

ليدي:
كانت لك كلمة مميزة في مؤتمر العنف الذي اقيم في مدينة الطيرة، وقد لاقت كلمتك اصداء كبيرة، هل لك ان تعطينا عن ماذا تحدثت؟
ديانا: نعم بكل تأكيد، فقد القيت كلمة بعنوان تكسير متاجر، حرق سيارات، قتل، جرح. قلت فيها كون المرأة لها تمثيل قوي على اسرتها ومجتمعها، فهي الاخت الصديقة، الزوجة، الابنة، فلو كل امرأة وقفت وتصدت للعنف في بيتها وبيت قريبها لحلت الكثير من المشاكل بطريقة سلمية، ولو ان كل إمراة، أخت، زوجة عارضت وجود سلاح في بيتها لما تجرأ من تجرأ على إمتلاك الاسلحة بصورة مقلقة ومخيفة ولكان وضعنا بافضل حال، ولو ان كل إمراة إبتدأت من بيتها بتربية أطفالها وابنائها تربية صالحة سليمة لانتقلت التربية السليمة بصورة تلقائية لكل بيت.

اطلاق الرصاص اصبحت مهنة يعني اعطيني الفين لتهديد شخص بدون اصابات ومع إصابة خفيفة بزيد السعر ومع إصابة قاتلة يتغير السعر ايضا، وهذا يعني ان مهنة القتل مهنة بدون ضمير. والشخص الذي يرغب في عروس ولم يوافق اهلها عليه يذهب هذا الشخص ويقوم بتهديدهم وبهذه الطريقة بوافقون، فإمكاننا العمل على ترسيخ ثقافة الحوار والتسامح على مستوى الفرد والاسرة والمدرسة والمجتمع. علينا استنكار ورفض العنف بكل اشكاله ودائما توجيد وتطوير اساليب احتجاجية لمكافحته، تأسيس غرفة طوارئ في البلدة تشمل كل الاشخاص الذين بإمكانهم ان يؤثروا على المجتمع من مدرسين، رجال دين، أخصائيين اجتماعيين ونفسيين بإمكانهم علاج مشاكل الافراد وإيجاد حل سلمي حتى لا نصل لمرحلة حرجة، توفير النوادي والملاعب، التقليل من الاماكن المظلمة في البلدة، كذلك تقوية الهوية والانتماء الوطني وتقوية الفكر .بالامكان عمل حملات مطالعة وتحفيز بطرق قيمة وشيقة.

ليدي: كيف تقيمين وضع المجتمع العربي من الناحية الاجتماعية؟
ديانا: وضعنا الاجتماعي جيد، فقد نجحنا بمواصلة الحياة والنهوض مجددا بعد النكبات التي مررنا بها وما زلنا كشعب احتل وطنه، تراثة، فنسبة الاكاديميين عاليه جدا وانا اعمل في احدى الشركات ونسبة الصيادلة العرب فيها يشكل 80% وكلي فخر بذلك.

ليدي: انت عمليا ناشطة اجتماعية لماذا اخترت هذا الطريق؟
ديانا: طريقي مليء بالتحديات الصعبة لكنني احبها كثيرا، فلا يمكنني العيش في فقاعة وكانني في جنة ،شعبنا يعاني الكثير من الاهمال والعنصرية ونسبة البطاله والجريمة عاليه. كلنا نستطيع التاثير في المجتمع وكلنا نستطيع رفع مكانتنا كاقلية فلسطينية.

ليدي: كيف هي نظرتك للمراة العربية؟
ديانا: المراة هي مركز الحياة، الام، الاخت، الزوجة. قال الشاعر حافظ ابراهيم "الام مدرسة اذا اعددتها أعددت شعبا طيب الاعراق". بتربية المرأة وتثقيفها واعدادها لتستطيع مواجهة الحياة كما يجب، لتستطيع تربية ابنائها، لتستطيع النهوض في حالة طلاق او اي ظرف يجعلها تكمل حياتها بدون شريك.

ليدي: هل المراة اخذت مكانتها داخل مجتمعنا العربي؟
ديانا: لو اعطيت المراة المساحة الكافية لحلت الكثير من المشاكل واهمها العنف، بالرغم من التطور المجتمعي حتى الان المرأة لم تاخذ مكانتها الاجتماعية اللائقة فيها، فرئاسة اغلب المجالس والبلديات رجال واغلب الاعضاء رجال. ما زلنا للاسف متأثرين بالفكر العشائري خاصة في الانتخابات.

ليدي: كيف توفقين بين عملك كصيدلانية والعمل الجماهيري؟
ديانا: تربيت في بيت شجع على العطاء والانتماء للهوية والوطن وهذا ساعدني كثيرا. حياتي لا تقتصر على العمل بالمهنة والنشاط الاجتماعي علي ان اوفق ببن الامومة، الزوجة، الصيدلانية والنشاط الاجتماعي، يوجد تضحيات في الاغلب تكون على حساب وقت عائلتي لكني واثقة انني اعمل من اجل حياة افضل لابنائي ولنا كمجتمع فلسطيني وبالطبع دعم ومساعدة زوجي واهلي لي يشجعني كثيرا على مواصلة الطريق.



ليدي: ما هو رايك بالسياسة. هل تنخرطين بها؟
ديانا: نعم احب السياسة،وكنت ارسم الكاريكاتير من عمر 14 سنة. كان حلمي دراسة العلوم السياسية والصحافة لكن حينها والدي عارض الفكرة خوفا علي من سياسة الدولة، فقررت دراسة الصيدلة . وانا واثقة انه لم يتاخر الوقت سادرسها في مرحلة ما.
اعتقد انه على الجميع الانخراط بالسياسة لمعرفة ما يدور حولنا ،لان جهل بعض الامور يؤدي للضياع. وكان احدى اسباب ضياع ارضنا هو بساطة اجدادنا وجهلهم للسياسة فكان من السهل ترحيلهم واقناعهم انه رحيل مؤقت لحين انتهاء الحرب.

ليدي: هل انت راضية بعمليك كصيدلانية ؟
ديانا: مجال صعب جدا خصوصا فيه تنقسم ورديات العمل لصباحي ومسائي والمساء تعني العودة بعد منتصف الليل للبيت. هناك من لا يتقبل فكرة استشارة صيدلانية انثى (من الطرفيين نساء ورجال -من المجتمع اليهودي لا اعرف كيف تقبل الفكرة في المجتمع العربي لاني لم اعمل في بلدة عربية) فللاسف اسمع هل استشرتي رجل؟ او هل بامكاننا استشارة شخص اكبر منك،احمد الله ان نسبتهم قليلة. هناك الكثير من المرضى او الزبائن يشجعون ويبدو اعجابهم . عدا عن العنصرية والهمجية في التعامل التي نواجهها في بعض الاحيان، او التذمر كوني عربية.

ليدي: مواقف مررت بها؟
ديانا: اذكر في احدى الورديات المسائية دخل احدى المرضى وعندما قرأ اسمي تذمر وقال "ما هذا هل انا في الطوارئ الممرضة عربية،الطبيب عربي،من اخذ لي صورة التراساوند شاب عربي وانت الان عربية نجحتم في احتلال اغلب المهن الطبية". طبعا هذا بالنسبة لي مقاومة وكلي فخر بذلك.

ليدي: ما هو افضل انجاز لك ؟
ديانا: مشروع رمضان ماركت الذي حلمت به من فترة الدراسة في الاردن. هناك ايضا كنت نشيطة وعلى اطلاع دائم في النشاطات الاجتماعية فاحببت فكرة الاسواق بمناسبات معينة، اسواق امتزجت بها الابداع، الثقافة، الادب، والتسوق معا فاحببت ان انقل الفكرة لبلدي ورأيت ان انسب فرصة هو رمضان، اغلب الناس يتوجهون للاسواق التجارية في البلدات المجاورة اليهودية لذلك احببت خلق اجواء رمضانية مميزة، حيث اقترحت في رمضان الماضي على الملتقى الثقافي وانا عضوة فيه المشروع ، وقد رحب المركز الجماهيري والملتبى فيه وعملنا على تحقيقه وكان على مدار 3 ايام قي ساحة بلدية الطيرة، المشروع نجح اكثر من التوقعات. كانت فرحتي لا توصف حينما سمعت اطفال يطلبون من الاهل البقاء لمزيد من الوقت او كم هم فرحيين، وكم اتمنى بان يقام كل يوم في هذا النشاط، واتمنى ان نستطيع اعادة رمضان ماركت السنة وفي كل سنة وان ينجح ليس فقط على مستوى الطيرة بل في البلاد كلها.

ليدي: ما هو اكثر ما يضايقك على الصعيد الشخصي او العام؟
ديانا: رغم كل ما نمر به من سياسة تمييز وعنصرية واهمال اجد اشخاص يعيشون في لامبالاة وكانهم يعيشون في قوقعة تعزلهم عن الحياة الاجتماعية والسياسية ولا حتى يهمهم مشاكل البلد من عنف وما شابه وهؤلاء برأيي يؤقرون سلبا على المجتمع.

ليدي: ما هي طموحاتك المستقبلية؟
ديانا: مواصلة تعليمي الجامعي على الصعيد الشخصي. أن انجح في التأثير والتغيير في المجتمع، وعلى صعيد الطيرة ننجح في مكافحة العنف حتى تكون الطيرة رمز للمحبة والثقافة.

ليدي: هل تواجهين انتقادات من المجتمع؟
ديانا: على مستوى الانتخابات البلدية لطالما عارضت الترشحات العائلية القبائلية وكان هذا يزعج بعض من افراد العائلة. اما بشكل عام احظى بدعم وتشجيع.

ليدي: ما هو شعارك؟
قاسم: ان لم نحترق انا وانت فمن سينير الطريق" جيفارا.

ليدي: مما تخشين؟
ديانا: اخشى التقصير في احدى نواحي لاني احب النجاح والتقدم في جميع ادواري كام ،كزوجة ،كناشطة وصيدلانية.

ليدي: ماذا تعني لك مدينة الطيرة؟
ديانا: الطيرة ام . مثلما احتوتني في طفولتي وقدمت لي افضل المدارس وعلى يد نخبة مدرسيها ،ايام مجدها وعزها .لذلك لن اتركها تغرق في العنف وسانشط في كل فعالية او نشاط من شأنه المساعدة في مكافحة العنف حتى نعيد للطيرة مجدها.

ليدي: لو خيروك بين العمل الاجتماعي وعملك فماذا ستختارين؟

قاسم: احب كلاهما فالعمل الاجتماعي اخدم به وطني وكصيدلانية اخدم الانسانية.

ليدي: ما هي كلمتك الختامية؟
قاسم: لكل النساء مهما كان مستواك التعليمي انت قوة، حياة، امل، انت طاقة ايجابية، بامكانك التغيير والتاثير لا شيئ مستحيل او فات الوقت.

مقالات متعلقة