الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 15:01

الأمن القومي العربي والتمييز الجغرافي والمناطقي/ بقلم: سميح خلف

كل العرب
نُشر: 17/04/15 15:34,  حُتلن: 07:50

سميح خلف في مقاله:

المخطط الامريكي وجد ارضا خصبة لتغذية مراميه ومظلة حماية لهذا النهج فالقبلية والعشائرية والمناطقية الجغرافية تخترق الكيان الواحد والدولة الواحدة

كيف للأمن القومي العربي أن يجابه التحديات وقد فشلت الانظمة في توفير ثقافة اجتماعية موحدة تثوب فيها العصبويات القبلية والمناطقية والقطرية

الأمن القومي العربي ليس عدة طائرات وجيوش وبارجات تواجه عدو مفترض بل الأمن القومي العربي هو مكون متكامل على المستوى الداخلي لكل دولة وعلى مستوى القطر والاقليم

ثمة ما يقال عن الأمن القومي العربي وما يمكن أن يتوفر له من عناصر وتوافقيات بين حدود وجغرافيات وولاءات وثقافات استبطت بعد اتفاقية سايكس بيكو بين فرنسا وبريطانيا في وعاء زمني ما بين 1915م-1916م حيث قسم المشرق العربي ومغربه الى دول ومملكات وتنقلات لبعض العشائر والقبائل، وهذا موضوع تاريخي معقد وطويل السرد والاحداث.

ولكننا سنبحث في الواقع كما هو عليه الان في الوطن العربي الكبير او الدول العربية وانظمتها السياسية والامنية المتباينة من حيث التوجهات والاهداف والمنقسمة في السابق تحت مظلة فضائين الاتحاد السوفيتي والكتلة الشرقية من ناحية وامريكا والغرب من ناحية اخرى، ويستدركنا القول بمحاولات امريكا لتغيير نتائج الحرب العالمية الاولى بما حققته نتائج الحرب العالمية الثانية من خرائط ونتائج سياسية وامنية، ففي مطلع الخمسينات من القرن الماضي دعمت امريكا بشكل او باخر حركات التحرر العربية في اكثر من جغرافيا عربية لتقليص نفوذ بريطانيا وفرنسا ، فعدوان 1956م ونتائجه السياسية والامنية شاهدة على موقف امريكا وروسيا من العدوان الثلاثي على مصر، الا أنّ الانظمة العلمانية التي كانت ولادة عملية التغيير في بعض الدول العربية ومنطلقاتها الاصلاحية لم تغير شيئا في واقع الازمة والتمييز والانقسام وامام دعوات لتحقيق الوحدة العربية والتكامل الاقتصادي والثقافي والأمني وما انتجته الجامعة العربية من اتفاقية الدفاع المشترك التي لم تجد النور امام عدوان اسرائيل على الدول المحيطة بها في فلسطين المحتلة... وبدى الانقسام السياسي هو منهجية التعامل مع القضية الفلسطينية والتي ادت لقبول مبادرات سياسية وفي جوهرها امنية لقضية الصراع وابجدياته بل اعادة ابجديات الصراع بما يتوافق مع المبادرات الدولية مثل مشروع روجرز والقرارين 242 و338 .

نسمع الآن اصواتًا تطالب بتحقيق نظرية الامن القومي العربي، بعد تداعيات مخيفة من نتائج ومخرجات ما يسمى الربيع العربي، وتمترس هذه المطالب بمعالجات لنتائج وليست معالجات لاسس هذه النتائج التي احدثت انهيارات لهيبة الدولة والنزاعات والدماء والتفكك المجتمعي وبروز نزعات مذهبية وقبلية، فالعرب الباحثون عن امنهم القومي يتناحرون ويتصارعون ويقتلون بعضهم البعض بالمنطق المذهبي والعشائري والمناطقي، لم يحاول العرب البحث عن منهجية الأمن القومي العربي باخذ خطوات فاعلة لمؤسسي هذه المدرسة"" الفوضى الخلاقة"" منذ عام 2003م، بل مازالت امريكا تريد انهاء سايكس بيكو بل انهاء نتائج الحرب العالمية الثانية التي لم تتوفر لها الفرصة بوجود الانظمة العلمانية وحركات التحرر التي اسست علاقتها فيما بعد مع الاتحاد السوفيتي، فالاتحاد السوفيتي انهار كقطب اساسي ، ولذلك اضعفت الانظمة التقدمية في كل من مصر والعراق وليبيا وسوريا واليمن، فكانت مهام ما يسمى الربيع العربي احداث انهيارات بل ازالة لتلك الانظمة وسيدتها على الارض وليعاد تقسيم المنطقة بوجه جديد على اسس مذهبية ومناطقية جغرافية قد تكون العشائر والقبائل الاداة الفاعلة في تنفيذ هذا المخطط الرهيب الذي سيشغل الوطن العربي في صراعات بينية لا سقف زمني لها ولا حدود.

المخطط الامريكي وجد أرضًا خصبة لتغذية مراميه ومظلة حماية لهذا النهج فالقبلية والعشائرية والمناطقية الجغرافية تخترق الكيان الواحد والدولة الواحدة فنجد الثقافة الاجتماعية السائدة مثلا " فلان التونسي ، فلان المصراتي ، فلان الطرابلسي ، فلان الفلسطيني فلان الغزاوي فلان الخليلي ، فلان النجدي ، فلان البحريني، فلان الاسكندراني ، فلان المنوفي، فلان الدمشقي، فلان الشيعي ن فلان السلفي، فلان الاصولي، " فالتعربف اصبح ثنائي التعريف المناطقي والاقليمي ايضا.

كيف للامن القومي العربي ان يجابه التحديات وقد فشلت الانظمة في توفير ثقافة اجتماعية موحدة تثوب فيها العصبويات القبلية والمناطقية والقطرية، نجد وبحقائقه المؤلمة التمييز بين ماهو مواطن وما هو وافد عربي من رقعة عربية اخرى، وربما هناك قوانيين معمول بها تحمي هذا المنطق البشع من التمييز، فالامن القومي العربي وبلبناته الاولى يتحقق بالسلم الاجتماعي في داخل حدود الدولة الواحدة، ويمتد الى الواقع الاقليمي للدول العربية، عندئذ نستطيع القول باننا قد نستطيع المضي في بلورة امن قومي عربي متكامل اقتصاديا وعسكريا وعلميا على طريق التكامل النقدي وخلق فضاء عربي متكامل قوي، ونهاية للصراعات المذهبية وموا جهتها، من فهمنا العميق لمطالب الغرب وامريكا واسرائيل وما يصطنعه من مخططات لتنفيذ برنامجه المشبوه بل الخبيث، لماذا لا نبحث في امن شرق اوسطي متكامل يضم كل الول في المنطقة للننحاز لجغرافيتنا امام جغرافية اوروبا وامريكا السيتسية والامنية..... لماذا تنصاع الرغبات لتنفيذ مخطط التقسيم المذهبي والقبلي في المنطقة "" منطقة الشرق الاوسط" بناء على ادعاءات وفرضيات بتصوير عدو للامة غير امريكا واسرائيل والغرب، بل كان ممكنا ان تشكل دول الشرق الاوسط خط احمر لرغبات اسرائيل وامريكا، فالعرب هم الخاسرون من ابنائهم وثرواتهم....

الامن القومي العربي ليس عدة طائرات وجيوش وبارجات تواجه عدو مفترض، بل الامن القومي العربي هو مكون متكامل على المستوى الداخلي لكل دولة وعلى مستوى القطر والاقليم.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة