ما زالت شاحنات تابعة للبلدية تقوم بسد مداخل هذه المصانع في اطار الاجراءات الاحتجاجية التي قرر رئيس البلدية يونا ياهف اتخاذها

الطيبي يطالب بإقامة لجنة تحقيق حول تأثير المصانع على إصابات السرطان في منطقة الشمال وخاصة حيفا والمشهد

يونا ياهف رئيس بلدية حيفا:

الحكومة الإسرائيلية أعلنت حربا على ثلث سكان الدولة

النائب د. حنين:

على السلطات المحلية المنتخبة يقع واجب تمثيل مصلحة المواطنين ورفع صوتهم ضد سياسة الحكومة التي تفضّل مصلحة المصانع الملوّثة على صحة المواطنين

أصدرت بلدية حيفا أوامر بإغلاق بعض المصانع البتروكيماوية في خليج المدينة بعد ان تبين في تقرير لوزارة الصحة انها تسبب التلوث الخطير للجو والبيئة. وبحسب مراسلنا فإن شاحنات وعربات تابعة لبلدية حيفا، قامت صبيحة اليوم بإغلاق مداخل المصانع، في خطوة احتجاجية اولى نحو اغلاقها واصدار القرار بذلك، بعد معطيات التقرير الخطيرة، والتي اظهرت ان نصف نسبة الأطفال الذين اصيبوا بمرض السرطان في منطقة حيفا، كانت بسبب تلوث الهواء هناك، وان نسبة الإصابة بالمرض في المدينة وقضائها ارتفعت بـ16% مقارنة مع باقي المعطيات من مختلف انحاء البلاد.

تصوير: ميشيل دوت كوم

وما زالت شاحنات تابعة للبلدية تقوم بسد مداخل هذه المصانع في اطار الاجراءات الاحتجاجية التي قرر رئيس البلدية يونا ياهف اتخاذها.  كما اوعز السيد ياهف الى ممثلي بلدية حيفا بمقاطعة الجلسات التي تنوي اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء عقدها قريبا لبحث الخطط الخاصة بتوسيع مصافي النفط في خليج حيفا.
جدير بالذكر، أن عددا من سكان المدينة تظاهروا في مفترق "ليف هاميفرتس" شمالي حيفا ليلة أمس، لمطالبة الحكومة بالعمل ضد المصانع الملوثة.

يونا ياهف يوقع على أوامر إغلاق المصانع- تصوير: بلدية حيفا

رئيس البلدية يوقع على اوامر اغلاق المصانع
هذا، وقد عممت سامية عرموش محاميد- الناطقة بلسان بلدية حيفا للإعلام العربي بيانًا جاء فيه:"وقع رئيس بلدية حيفا يونا ياهف على أوامر إلغاء الرخص التجارية للمصانع الملوثة في خليج حيفا، الا وهي : حيفا للمواد الكيميائية والمصافي لتكرير البترول، وكرمل اولفينيم وجاديف". وأوضح رئيس بلدية حيفا يونا ياهف: " لن تسمح أنشطة الوقود والمواد الكيميائية في خليج حيفا , قبل أن نتيقن يقيناً قطعياً من البيانات الحقيقية من قبل العناصر الحكومية الرسمية ".


رئيس بلدية حيفا يونا ياهف
وفي بيان سابق للناطقة بلسان بلدية حيفا، سامية عرموش، جاء:"قال رئيس بلدية حيفا، يونا ياهف:"أعلنت الحكومة الإسرائيلية قبل بضعة أيام حربا على ثلث سكان الدولة، سكان البلدات التالية: الخضيرة، قيساريا، زخرون ياعكوف، بنيامينا وبلدات ساحل الكرمل، حيفا، الكرايوت، طبعون وعكا". وقال: "اذ تعتبر العناوين التي تصدرها المكاتب الحكومية بمثابة ضربة لـ 2 مليون مواطن في المنطقة، فلا يعقل ان تقوم حكومة اسرائيل بإهمال صحة المواطنين الذين يعيشون بالقرب من ميناء حيفا، وان تتصرف بصورة طبيعية وكأن الامور تجري على ما يرام!" "كما جاء في البيان.
واضافت عرموش في بيانها: "وقال ياهف: "بحوزتي ملفات ووثائق رسمية من الدولة ويشار في البعض من تلك الاوراق من قبل اخصائيين ان معدل الاصابة بمرض السرطان لدى الشباب في مدينة حيفا هي من ادنى المعدلات في المدن الكبرى، وان هناك تحسن ملحوظ في جودة الهواء، لكن بالمقابل - المستندات الأخيرة تشير الى خطر حقيقي على حياة الأطفال".
وتابع قائلا: "بلدية حيفا تتصرف وتعمل على مدار سنين وفق المعطيات المهنية التابعة لحكومة اسرائيل، فاذا كانت المعلومات الاخيرة صحيحة ، نحن نطالب بإيقاف عمل كل المصانع الملوثة في المدينة وفي منطقة الكريوت وضواحي حيفا (المتروبولين) بأسرها، وإن لم تكن كذلك فليأت الى هنا كل ممثلي الحكومة ويوضحوا لماذا نشروا الذعر بين سكان المدينة". واختتم حديثه: "اوعزت بافتتاح مقرا للطوارئ في دائرتي، وهذه الخطوات الفورية التي سننفذها: امرنا بإغلاق مداخل مصانع بازان والمداخل الخاصة للمصانع الكيماوية عبر شاحنات البلدية. في المقابل سنصدر قرارات فورية لإغلاق كل المصانع في المناطق المعدة لوضع حاويات البنزين والنفط التابعة لبازان. كما سنقدم التماسا لتجميد كافة الخطط في الباحة المسماة "اراضي الشمال".
انتهت الالاعيب وكل ما كان في سلم اولويات البلدية سيوضع جانبا حالياً وسنهتم فقط بهذا الموضوع وبصورة قوية, ولا يمكن الحديث اننا لسنا مع اطفال المدينة بل نحن معهم ولا يوجد شك بذلك اصلا، ولن يكونوا رهائن بعد اليوم" "وفقا للبيان.

 

تصوير: ميشيل دوت كوم

دوف حنين 
هذا، وعمم مكتب النائب د. حنين بيانا صولت عنه نسخة لموقع العرب وصحيفة كل العرب جاء فيه: "استصدرت بلدية حيفا صباح اليوم الأحد أوامر إغلاق ضد مصانع في منطقة خليج حيفا، وقامت شاحنات البلدية بإغلاق منافذ المصانع الملوّثة". واضاف البيان: "هذا وجاءت هذه الخطوة في أعقاب نشر معطيات وزارة الصحة مفادها أن حوالي نصف الأطفال الذي مرضوا بالسرطان في منطقة حيفا نتجت عن تلوّث بالهواء".
وتابع البيان: "وكان التقرير قد بحث حالات اصابة بالسرطان بين السنوات 1998-2007، وجاء في التقرير أن 30 طفلا، حتى جيل 14 عامًا، من أصل 60 أصيبوا بالسرطان نتيجة تلوّث الجو، وأن واحد من أصل خمسة أشخاص تقريبا ممن تتراوح أعمارهم بين 65 و 74 أصيب بمرض السرطان. وأن نسبة الإصابة في مرض السرطان ارتفعت بمنطقة حيفا بنسبة 16% مقارنة مع الإصابات في جميع مناطق البلاد".
وجاء في البيان: "وعقب النائب الجبهوي د. دوف حنين (القائمة المشتركة)، رئيس اللجنة البرلمانية الفرعية التي بحثت التلوّث في منطقة خليج حيفا، على قرار البلدية أن: "على السلطات المحلية المنتخبة يقع واجب تمثيل مصلحة المواطنين ورفع صوتهم ضد سياسة الحكومة التي تفضّل مصلحة المصانع الملوّثة على صحة المواطنين"، وشدّد النائب حنين على ضرورة توحيد الصفوف بين المواطنين والسلطات المحلية في منطقة خليج حيفا ضد سياسة الحكومة. ودعا إلى توسيع النضال ضد سياسة تفضيل مصالح الصناعات الملوثة على صحة المواطنين وحقوقهم، وأشاد النائب حنين بخطوة إغلاق منافذ المصانع الملوّثة التي قامت بها بلدية حيفا صباح اليوم، وأكد على أهمية استمرار النضال ضد المصانع الملوّثة والاعتراض على المخططات التي تهدف إلى توسيع مناطق نفوذ المصانع الملوّثة" بحسب البيان.

أحمد الطيبي 
هذا، ووصل الى موقع العرب وصحيفة كل العرب بيان صادر عن مكتب النائب أحمد الطيبي، جاء فيه "في إطار مواكبته لقضية الإصابات بمرض السرطان في منطقة الجليل، وبعد ان كان توجّه إلى وزارتي الصحة والبيئة قبل عدة أشهر حول هذا الموضوع، يطالب النائب أحمد الطيبي، الحركة العربية للتغيير – القائمة المشتركة، بإقامة لجنة تحقيق لفحص مستويات التلويث والعوامل المؤدية لها في منطقة حيفا، وذلك في أعقاب المعطيات المقلقة التي نشرتها وزارة الصحة حول نسبة الإصابة بمرض السرطان في المدينة ولا سيما لدى الأطفال، وعلاقة ذلك بالمصانع الموجودة في المنطقة، بحيث يتم إجراء فحص شامل حول علاقة ذلك بانتشار الأمراض خصوصاً مرض السرطان، أمراض الرئة وغيرها لدى السكان، وطرق معالجة هذه الأضرار والمخاطر ومنعها وأن يشمل عمل لجنة التحقيق منطقة الجليل عامة بما فيها القرى والمدن العربية التي شهدت معطيات مشابهة. بالإضافة إلى ذلك يطالب الطيبي بفحص المناطق الملوثة الاخرى من قبل المصانع وخطوط الغاز، ومن بينها قرية المشهد التي تعاني من نفس المشكلة وعدد مرتفع من الإصابات بمرض السرطان في القرية" كما جاء في البيان.

وأضاف البيان "وأوضح الطيبي انه سيضع هذا الموضوع على جدول أعمال لجنة الصحة البرلمانية فور تشكيلها ومباشرة عملها عند عودة الكنيست الى دورتها في الاسبوع القادم. وكان د.الطيبي توجّه إلى مدير عام وزارة الصحة البروفيسور أرنون أفيك، والى مدير عام وزارة حماية البيئة دافيد لبلر، مطالباً الوزارتين بالتعاون على إجراء بحث دقيق وشامل في قرية المشهد حول تعدد الإصابات بمرض السرطان في القرية، وعلاقة ذلك بالمصانع المتواجدة في منطقة القرية والغازات التي تصدر عنها، بالإضافة الى مد انبوب الغاز، هوائيات الشركات الخلوية ، والنفايات.  جاء مطلب الطيبي هذا في أعقاب التوجهات التي وصلته من أبناء القرية، وتعبيرهم عن خشيتهم على صحة الجمهور خاصة وأنه كانت عدة حالات وفاة في العقد الأخير بسبب هذا المرض.  وأوضح الطيبي في رسالته إلى الوزارتين ان الأمر يتطلب عناية خاصة وتعاوناً بينهما للوقوف على الواقع البيئي والصحي في قرية المشهد، فحص نسبة انتشار المرض لدى السكان، الأسباب، واتخاذ الخطوات اللازمة للوقاية بما في ذلك إبعاد المصانع الضارة.
كما دعا الدكتور الطيبي كلاً من لبلر وأفيك الى زيارة مشتركة للقرية للاطلاع على الوضع على أرض الواقع والالتقاء بأبناء القرية والاستماع الى شكواهم من أجل حل هذه المشكلة ووضع حد لقلقهم" وفقا لما جاء في البيان.

صور من المكان - من سامية عرموش 

دوف حنين