الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 03:01

مخيم اليرموك آه يا جرحنا النازف / بقلم: شاكر فريد حسن

كل العرب
نُشر: 20/04/15 15:31,  حُتلن: 07:47

تتجه أنظار شعبنا الفلسطيني والإنسانية وقوى وحركات التحرر والتقدم والسلام نحو مخيم اليرموك الفلسطيني جنوب العاصمة السورية دمشق، الذي يواجه كارثة إنسانية ويتعرض لحرب إبادة جماعية واستهداف من قبل عصابات الظلام والتكفير المجرمة، وتحوّل إلى مخيم للموت والدمار والخراب وساحة اقتتال وصراع داخلي، لا يخدم أحلام اللاجئ الفلسطيني المشرد والمهجر من أرضه ووطنه، وإنما يخدم أحلام الإحتلال وحكومة اليمين الإسرائيلي العنصرية المتطرف والمشروع الصهيوني بإلغاء حق العودة.

مخيم اليرموك يختزل التراجيديا الفلسطينية والسورية في أصعب واشد مراحلها. فسكانه يذبحون من الوريد إلى الوريد، وعلى ترابه يسقط الشهداء والجرحى، ومن خيامه يخرج النازحين الهاربين من المعاناة والجوع والحصار والموت والإرهاب الداعشي الذي يهدد حياتهم بالخطر.

ومن الغريب أن مأساة هذا المخيم وأوضاعه الكارثية وحالة البؤس والدمار الذي حلت فيه، لم تثر أي ردود فعل دولية وأي مساع عالمية لنجدته وإنقاذه، ووضع حد لمعاناة أهله، ووقف جرائم الإبادة الجماعية التي تستهدف الوجود الفلسطيني في المخيمات.

إن مؤامرة داعش وأخواتها من حركات وعصابات وقوى الشر والظلام والتخلف والإجرام والإرهاب ضد مخيم اليرموك، هي مؤامرة مكشوفة وواضحة، وهدفها تدمير شعبنا ومقومات صموده، وإلغاء الدور التاريخي والوطني والرمزي له.

لقد بات واضحاً للعيان أن هذه العصابات التكفيرية المتطرفة، التي تمارس الإجرام الدموي الوحشي والقتل الجماعي والذبح والسبي والنهب والاغتصاب وقطع الرؤوس، وتدمير الحضارة، وحرق الكتب، وسرقة التراث العربي الحضاري، تحركها أياد خفية مرتبطة ارتباطاً عضوياً بالمؤسسة والوكالة الصهيونية، التي تسعى للقضاء على ظاهرة المخيمات في الشتات والمنافي القسرية، وفي طليعتها مخيم اليرموك، لكونه التجمع الأكبر للاجئين الفلسطينيين الذين شردوا وطردوا من ديارهم، ويمثل عاصمة الشتات واللجوء الفلسطيني، وكذلك لدوره الكفاحي والنضالي المقاوم الفاعل في مختلف مراحل الثورة الفلسطينية، حيث أعطى زخماً وتفاعلاً في إطار العطاء الثوري الخلاق ومعارك التحرير والإستقلال الوطني.


إن سورية هي التي احتضنت شعبنا الفلسطيني وعاملته مثل مواطنيها الأصليين، ولذلك يجب أن تشكر وتقدر وتحيى على مواقفها القومية والوطنية والإنسانية، وليس شتمها ومعاداتها ووضعها في معسكر الأعداء. إن مخيم اليرموك الصامد الصابر الذي يعبق ترابه بدم الشهداء ورائحة الوطن المغتصب السليب والجريح، الذي ينتظر عودة أبنائه المهجرين والمشردين في أنحاء المعمورة، سيظل منكوباً ما لم يتحرك المجتمع الدولي والضمير الإنساني.

المطلوب سريعاً هو إنهاء أزمة المخيم وفك الحصار عنه وتحييده عن أي نزاع أو اقتتال داخلي، وإبعاده عن كل التجاذبات السياسية، فسكانه لاجئون وضيوف ينتظرون العودة إلى فلسطين، الوطن والأرض والهوية والتراث والتاريخ. وآه يا يرموك، يا جرحنا الفلسطيني النازف.

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net  

مقالات متعلقة