الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 01:02

نحن والعفريت /بقلم:محمد نجيب الشرافي

كل العرب
نُشر: 21/04/15 08:40,  حُتلن: 08:44

محمد نجيب الشرافي في مقاله:

لن ننسى أن نطلب من العفريت احترام آدميتنا في أقسام الشرطة والأمن الداخلي بدلا من الضرب والاهانة ع الطالع والنازل

سنطلب من العفريت مساعدتنا في الفصل بين حكومة الشعب وبين بعض الفصائل .كيف نحترم الحكومة والشعب وكل فصيل يدعي انه ممثل حصري للشعب وللدين أيضا, ثم من يحدد للحكومة مهماتها رئيس الحكومة أم بعض الفصائل ؟

مشكلة غزة مستعصية، حاول خبراء حل الازمات الدولية تطبيق تجاربهم عليها دون جدوى. منذ بدء حصارنا ونحن نعاني الأمرين، من الحصار ومن جلبه إلينا. لسنا قادرين على تحديد ما نريد ولا من أين نبدأ في حل مشاكنا المستعصية. ننتظر أحدا عله يأتي لمساعدتنا ولا يأتي. إذن، تعالوا نلعب لعبة خيالية ليس فيها علي بابا أو مرجانة أو شهرزاد وشهريار..

تعالوا نطلب من العفريت (بعد حك المصباح السحري ونراه منتصبا أمامنا قائلا شبيك لبيك أنا بين ايديك) مساعدتنا في تحديد اولوياتنا. ترى ماذا سنطلب؟ .

أتوقع أن يطلب كل واحد منا توفير وظيفة بدرجة مدير أو مدير عام ونفضل درجة وزير.

لن ننسى أن نطلب من العفريت احترام آدميتنا في أقسام الشرطة والأمن الداخلي بدلا من الضرب والاهانة ع الطالع والنازل.

سنطلب استبدال المستشفيات العامة بتلك الموجودة عند جيراننا، وأن يكون العلاج مجانا ولا تتحكم الدكتورة أميره الهندي في حياة المرضى الذين يموتون قهرا وكمدا قبل أن تصل التحويلة.

لن يفوتنا أن نؤكد ضرورة استمرار وصل الكهرباء لمدة 24 ساعة يوميا، على أن يتساوى في دفع الفواتير الوزير والغفير، والغني مع الفقير، الحمساوي مع العلماني، وكذلك المؤسسات الحكومية ومنازل القياديين في بعض الفصائل ..

ماذا بشأن موظفي حماس هل نقبلهم بدرجاتهم ورتبهم الخيالية أم نرفضهم ونرتاح من همهم. مع العلم أنهم يستقبلون الوزراء ويوفرون لهم الحماية ويؤدون التحية العسكرية لهم ولرئيسهم وزير الداخلية د. رامي الجمد الله، دون أن يدفع لهم فلسا واحدا. في المقابل فإن شرطيا واحدا حبس وزراء الحكومة ومنعهم من مغادرة قاعة الاجتماعات حتى لقضاء حاجتهم واداء الصلاة فعرف الناس أن هناك سلطة أمر واقع وهناك حكومة لا حول لها ولا قوة.! من أين نبدأ هل من رواتب الموظفين الجدد أم من هيكلة الوزارات؟

وسنطلب من العفريت مساعدتنا في الفصل بين حكومة الشعب وبين بعض الفصائل .كيف نحترم الحكومة والشعب وكل فصيل يدعي انه ممثل حصري للشعب وللدين أيضا, ثم من يحدد للحكومة مهماتها رئيس الحكومة أم بعض الفصائل ؟

ثم ماذا بشأن الضرائب القديمة والجديدة التي كانت تفرضها حماس ,ومازالت، على السلع الثانوية ( كل السلع ثانوية ما عدا الخبز والدواء). ولا أحد يعرف أين تذهب أموال الجبايات ولصالح من؟

سيصرخ أحدنا – كعادته – ويحكم يا كفار قريش، أين مكان الأسرى؟ لقد وعدنا الناس بتبييض السجون . ماذا عساكم فاعلون؟!

من حق الحمساويين الغضب لعدم اكتمال تجربتهم الديمقراطية، وهم ليسوا وحدهم الذين يطالبون بذلك، ومن حقنا أن نصحح خطأ وقعنا فيه عندما انتخبناهم. هل نقبل تمسكهم بالكرسي كأخوانهم في مصر حتى نأمن شر التفجيرات في كل شارع وأمام منزل من يخالفهم ؟ هل نقبل سرقة قرار الحرب والسلام وإغلاق المعابر والتسبب في تعطيل اعمار غزة. أم أن بقاءها مدمرة ومحاصرة من مقتضيات الصمود ؟!.

وسنطلب من العفريت أن يحدد لنا ما هي عقوبة من يحرض على القتل إذا كان "شيخا"، هل يظل خارج حكم القانون محصنا بلباسه ولحيته وسبحته وعشيرته التي تأويه حتى يصبح ما يقول اجتهادا دينيا له أجر الاجتهاد وان أخطأ ؟!

بصراحة، لقد تعبنا. نحن غير قادرين على تحديد أولوياتنا. أيها يكون على رأس الصفحة نحن غير قادرين على تحقيق كل هذه الاولويات ولا حتى بعضها. نحن قادرون فقط على شتم وتكفير وتخوين بعضنا وإلقاء كل التهم في وجوه بعضنا ونحن واثقون أننا نظلم بعضنا. نحن نعرف كيف نختلف ولا نعرف كيف نتفق.

حتى نعرف أولوياتنا الوطنية، وليس الحزبية والعائلية، سيكون العفريت قد كفر بنظام حياتنا وطفش، سيقدم استقالته بعدما يكون قد أصابه انهيار عصبي لكثرة طلبات زوحتي ومرت عمي وخالتي وجارتي، فكيف اذا عرف أن من يحكمنا في غزة هي حركة حماس. سيطلب العفريت العودة بكرامة إلى المصباح ليضمن البقاء في ضوء زيت القنديل قبل أن تنقطع عنه الكهرباء.


المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة