الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 23 / أبريل 11:01

إسرائيل تتحدث العربية/ بقلم: عمّار محمود إغباريّة

كل العرب
نُشر: 24/04/15 10:47

عمّار محمود إغباريّة في مقاله:

الخطاب الإعلامي الفلسطيني يعاني من قصور في الرؤية بشكل عام ومن تصلبٍ في التكتيك فيما يخص القضيّة الفلسطينيّة بشكل خاص

إسرائيل تسعى بشكل ممنهج لاختراق الشباب العربي الفلسطيني بصفة خاصة وإبهار المشاركين في هذه الصفحات بأن إسرائيل دولة ديمقراطية ومتقدمة وتتميز بالتعددية

"مع أعداء كهؤلاء نحتاج إلى رفاق" بهذا الشعار أطلق "الموساد" الإسرائيلي حملة واسعة، لتجنيد عملاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت، حيث أصبحت منابر وسائل التواصل الاجتماعي أرضًا لمعركة مختلفة الشكل بين الفلسطينين والإسرائيليين، فالجيش الإسرائيلي يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة بطريقة فعالة، فمثلا يبلغ عدد متابعي صفحة "افيخاي أدرعي" على موقع الفيسبوك أكثر من نصف مليون متابع.

ففي ظلّ هذه الحرب الاعلاميّة وما يتخللها من ردّ ورد مضاد، تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دورًا مهمًا في ترجيح كفّة لاعب على حساب آخر، وما يظهر الى الآن أنّ إسرائيل تحاول أن تجذب إليها الشباب الفلسطيني الذي يظهر بكثرة على وسائل التواصل الإجتماعي.

قلة وعي
اللافت، أنّنا لا نجد صفحات اجتماعية مناهضة ذات وزن تعمل على كشف زيف ادعاءات الإسرائيلي عبر وسائل التواصل، لذا أصبح من المهم العمل على خلق وعي كبير حول هذه الصفحات. يقول سعيد أبو معلا أستاذ الإعلام في الجامعة العربية الأمريكية: "إنّه أصبح من المهم خلق وعي كبير حول هذه الصفحات، وأن من يتصفحها يجب أن يكون لديه وعي بأسباب إنشاء هذه الصفحات".

ويضيف أبو معلا أنّ "على الشباب فهم طرق وأساليب هذه الدعاية، التي أصبحت تؤثر على عقل الشاب الفلسطيني لتقدم خلاله هذه الصفحات نفسها كدولة سلام، بينما تقدم الفلسطيني على أنه طرفين، طرف إرهابي وآخر يريد العيش بسلام".

إن الخطاب الإعلامي الفلسطيني يعاني من قصور في الرؤية بشكل عام، ومن تصلبٍ في التكتيك فيما يخص القضيّة الفلسطينيّة بشكل خاص، فهذا الكاتب "غي دورندان" يجيب في كتابه الشهير "الدعاية والدعاية السياسية" عن سؤال هل يجب إبراز الحسنات والسيئات للرد على أكاذيب الدعاية المضادة؟ فيقول: "إن التجرية أثبتت أنّ مصلحة الإعلام تقتدي الإكتفاء بأبراز الحجج التي تدعم موقفك".

وهنا يشدد أبو معلا على أنّه "يجب أن تكون لدينا دعاية مضادة تواجه الدعاية الإسرائيلية، من خلال صفحات باللغة العبرية، وأن يكون المسؤول عن هذه الصفحات شخص مختص يفهم عقلية اليهودي العبري لمعرفة كيفية مخاطبتهم".

ويتابع أنّ "هذه ليست صفحات إعلامية إخبارية بل هي صفحات دعائية إسرائيلية تستهدف الشباب الفلسطيني، وتأتي هذه الصفحات بعد الإنفجار في وسائل الإعلام، حيث أصبحت إسرائيل تعاني من مشكلة عدم سهولة وصولها إلى الشباب الفلسطيني كما كان في السابق كالراديو والتلفزيون الإسرائيلين لتؤثر بهم".

ويلفت أبو معلا أن الفكرة المركزية تقول: إنّ "وسائل الإعلام التقليدية حجم منافستها قليل جدا للوسائل التواصل الإجتماعي، وبالتالي أصبح من الضروري لدى الاحتلال التواجد في أماكن يتواجد بها الشاب الفلسطيني وهي صفحات التواصل الإجتماعي".

قلة الرد رد
أّيًا يكن نوع التفاعل مع هذه الصفحات، فإنها تساهم بشكل مباشر بزيادة عدد المتابعين من خلال رفع تقييمها من قبل الشركات المشغلة لهذه المواقع، إضافة إلى زيادة عدد مرّات الظهور، يتركز تجاوب مستخدمي هذه المواقع على شتائم للعدو الإسرائيلي وتشكل النسبة العظمى من التفاعل.

وبهذا أشار رائد أبو بكر، موظف في العلاقات العامة في الجامعة العربية الأمريكية إلى أنّ "هذه الشتائم والألفاظ البذيئة على صفحات العدو، تعكس صورة سيئة عن المجتمع الفلسطيني، لكن في المقابل تكشف أن المجتمع الفلسطيني لن تؤثر فيه مثل هذه الصفحات".

ويؤكد أنّ "لمواجهة تصريحات أدرعي علينا بتصريحات مضادة سواء أكان بالتعليق على صفحته أو إهمالها ومن المفضل إهمالها بشكل نهائي أو متابعتها فقط للعلم، "لأن قلة الرد رد".

من جهته أشار أبو بكر أنّ "تأثير مثل هذه الصفحات يكون فقط للمستفدين من الإحتلال "مسيحة الجوخ" لكن لن يكون ذا تأثير على المجتمع الفلسطيني، وأضاف أن من خلال هذه الصفحات يبث الإحتلال سمومه ليحاول تغيير رأي أو فكر الفلسطينين".

تأثيرات غير معلنة
وفي ضوء التأثير الكبير لوسائل التواصل الاجتماعي على الأفراد والمجتمعات ينكر محمد دراغمة الخبير في الصفحات الإسرائيلية وجود تأثير على المجتمع الفلسسطيني، بينما تؤثر عالميا أمام الرأي العام.
يقول: "لا أظن أنها تؤثر على الفلسطينيين كونهم يعيشون المعاناة اليومية بسبب ممارسات الاحتلال الإسرائيلي ولكن الخوف من أن تؤثر على الرأي العام في العالم غير فلسطين كونهم لا يعيشون الممارسات الإسرائيلية".
ولعل الهدف المعلن من إنشاء هذه الصفحات هو نشر السلام بين الشعوب والحوار العربي الإسرائيلي، ونشر تاريخ الصداقة بين الديانتين اليهودية والإسلامية.

وعن الهدف من هذه الصفحات يقول دراغمة: "هو ثبيت الرواية الإسرائيلية حول فلسطين وكل وما يجري بها، ومحاولة إظهار الاحتلال بوجه جميل، ومن المؤكد أن لهذه الصفحات أهدافا خفية غير معلنة تسعى من خلالها لتحقيقها".

وتسعى إسرائيل بشكل ممنهج، من خلال هذه الصفحات المكثفة التي تبثها باللغة العربية لاختراق الشباب العربي الفلسطيني بصفة خاصة، وإبهار المشاركين في هذه الصفحات بأن إسرائيل دولة ديمقراطية ومتقدمة وتتميز بالتعددية، وصاحبة التاريخ والحق في أرض فلسطين، وتتحدث تلك الصفحات "المشبوهة" الناطقة بالعربية، عن مساعدات إنسانية إسرائيلية في مجالات عدة لدول العالم النامي خاصة الدول الإفريقية، كما تبث صور وكتابات عن آثار إسرائيلية "مزعومة" لغرس فكرة أن الأراضي الفلسطينية التي قامت باحتلالها عام 1948 هي أراضٍ إسرائيلية وبالتالي تدمير عقول الآلاف من العرب ممن يشتركون في هذه الصفحات يختتم دراغمه حديثه.

ويذكر أن هذه الصفحات ليست الوحيدة التي تعمل على نشر الدعاية الإسرائيلية لدى العالم العربي، فظهور الصفحات يعد تطورا جديدا في استخدام الشبكات الاجتماعية من الجانب الإسرائيلي بعد صفحة "إسرائيل تتكلم بالعربية"، وصفحة رئيس الوزراء الإسرائيلي باللغة العربية على الفيس بوك، ودعوته أكثر من مرة عبر حسابه على تويتر للجانب الفلسطيني لإقامة السلام عبر الشبكات الاجتماعية.

مصمص

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة