عمّار أبو قنديل سكرتير التجمّع الطلابي:

إنّ الأمسية كانت مثيرة للجدل وأثارت مخاوف بعض الحضور والسّبب يعود إلى شخص المخرجة ابتسام مراعنة وطرحها، كونها شخصيّة مثيرة للجدل وتتحدّى الخطاب العام والسائد في مجتمعنا

نظم التجمّع الطلابي في جامعة بئر السبع، مساء أمس الأربعاء، أمسية تحت عنوان "أقعدي يا هند" بمشاركة المخرجة ابتسام مراعنة. وتأتي هذه الأمسية تتويجًا لأسبوع الثقافة والمرأة الذي نظمه التجمّع الطلابي في الجامعة، ما بين 26 و29 نيسان الحالي، وشمل معرضًا لآلاف الكتب.

وعرضت المخرجة مراعنة خلال الأمسية عدة أفلام مثيرة للجدل، تتناول معاناة المرأة العربيّة على الصعيدين القومي، كونها فلسطينيّة تناضل ضدّ الاحتلال، والاجتماعي، كونها جزء من مجتمع عربي ذكوري تكون المرأة فيه مُستضعفة. وتحدثت مراعنة عن تجربتها الشّخصيّة وصراع الهويّة الذي عاشته أثناء تنقلها بين قرية الفريديس ومدينة تل أبيب، وعن الفوارق الحياتية بين هذين المكانين.

وقال سكرتير التجمّع الطلابي في جامعة بئر السبع، عمّار أبو قنديل، "إنّ الأمسية كانت مثيرة للجدل وأثارت مخاوف بعض الحضور والسّبب يعود إلى شخص المخرجة ابتسام مراعنة وطرحها، كونها شخصيّة مثيرة للجدل وتتحدّى الخطاب العام والسائد في مجتمعنا".

وقال الطالب أحمد إغبارية، عضو كادر التجمّع، إنّه "على الرّغم من المخاوف بين الطّلاب، إلّا أنّنا أصرّينا على فتح مجال للنّقاش، واستضافة شخصية مثل مراعنة، إيمانا منّا بأهمية فتح هذه الملفّات المغلقة ومناقشة الأمور التي تؤخذ على أنها من المُسلّمات. والنقاش كان محتدمًا إلى حدّ ما، وهذا يؤكّد نجاح الأمسية، لأنّ هدفنا الأساسي هو فتح باب النّقاش وإثراءه حتّى في المواضيع التي نتحفظ أو نخاف من طرحها."

وقال مركز الطلاب العرب في نقابة الطلاب، محمود أبو صالح، إنه يبارك مبادرة الأسبوع الثقافي الذي نظمه التجمع الطلابي في الجامعة، والذي كان حافلا ومثر، فقد استطاعوا في آن واحد طرح اثنتين من أهمّ القضايا في مجتمعنا العربي". وأضاف أن "معرض الكتاب كان حدثا مميزا فعلا، ولذلك لن نتردد في نقابة الطلاب في تقديم كل الدعم اللوجستي المطلوب. إنّنا نبارك العمل والمبادرات الطلابية وهدفنا في النقابة هو العمل جنبًا إلى جنب من أجل إنجاح هذه الفعاليات".

أمّا عضو الكادر الجديد، الطالبة يارا طربيه، فقالت إن "الكتاب وحده لا يشيخ، بل ينقلنا إلى عوالم جديدة وقديمة ومنوعة. ونحن بحاجة إلى من يصوّب دربنا في خِضمّ التّطرف الذي نعيشه ونعايشه مرغمين أو راضين. والقراءة والثقافة والمطالعة هي أكثر الوسائل نجاعة لنقلنا إلى برّ الأمان". وأضافت أنّه "لأننا نؤمن بأنّ الثقافة، العدل والحرّيّة لا يمكن تحقيقها إلّا من خلال رفع الظلم عن المرأة، الذي لحق بها على مرّ التّاريخ ، اختتمنا أسبوعنا بندوة على شرف أعظم الكائنات. فقضايا المرأة ليست منفصلة عن المجتمع، ولا يمكن لنا التقدّم دون المرأة، ولا يمكن أن نسمح لأنفسنا أن نقف وقفة العاجز أمام تغييب نصف سكان الأرض. وقد لاقى هذا النشاط إعجاب وتفاعل جميع الطلاب والأهالي وسندفع نحو تنظيم أسابيع أخرى تدعم قضايانا الملحة".