بحرٌ في عينيها ..
أنظرُ من زاويةٍ
فأرى لونا عسليا ..
أنظر من زاويةٍ أخرى
فأرى لونا أزرقْ.
أبحثُ عن صدفٍ مطرودٍ
فأرى أسماكا أعياها ..
ثم نفاها الزئبقْ.
ما جئتُ لكي تحملني الأمواجُ
فقد جئت لكي أغرقْ.

***

خانتني مشنقةٌ
في صحراء المشرقْ
فتعلقتُ على غرةِ شمسٍ غاربةٍ
ترفضُ أن تُشرقْ.
بيتي في اليرموكِ تشققْ
ودمي
في كل زقاقٍ أخويٍّ يُهرق
شعبي يحملُ مفتاحا
لا بفتح بابا أو شباكْ.
أنظرُ خلفي
فأرى الجمهوريات الملكيهْ..
وأرى كل زعيمٍ
شيطانا في زي ملاكْ.
يا سلطان العصرِ .. الجاثمِ
فوق بقايانا ..
ما أقساك!
يا من كنتم في سابق عهدٍ
سلةَ خبز العالمْ
يا من شيدتم أعلى الجدرانْ
يا من زوَّرتم تاريخ الأجدادِ
وأطفأتم نور الأديانْ
صار الخبزُ المستوردُ
معجونا بالنفطِ
وصارت كتبُ العلماءِ
طعاما للجرذانْ.
يا من كنتم نجما
يطرد كل طوابير العتمه ..
صار النورُ لديكم
غازا ودخانْ.

***
بحرٌ في عينيها
نهر البرق تدفقْ
في يافا بحر أزرقْ
حين رأتني
شهقت في النزهةِ ورده ..
ودعتني هدهدةٌ .. في الشاطئِ ..
أن أصبرَ في زمن الشده
وأنا العاشقُ
أبحث عن نورِ سراجْ
ألقي في الماء بنفسي
لا كي تحملني الأمواجْ
أقفز في البحر لكي أغرقْ
أقفز من قمة هذا العالم
في نهر البرقِ لكي يتدفقْ
فلعلي .. من لهبي ..
أشعل نارا
تحرق هذا الزمن الأحمقْ.

يوسف حمدان - نيويورك
2/5/2015

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net