الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 00:01

حبيبتي تُبَاع !/ بقلم: قيصر كبها

كل العرب
نُشر: 15/05/15 16:54,  حُتلن: 17:27

أنا كُنْتُ أهْوَى الصداقةَ
وأُحِبُّ الصُّحْبة
وأغرقُ في وُدِّي
الى ما فوقَ الرُّكْبَة
وكان من هواياتي
الاغْتِسَالُ في نهر محبّة
وكنت أحَافِظُ على صداقاتي
وعلى صِلَةِ القربى
وأشربُ من رأس النبع
فتروي الظمأَ شَرْبَه
وآكلُ من زرعي ومن ثمري
واعشقُ رائحةَ التربة
ومن زيتي ومن أجباني
وأخُضُّ اللّبَنَ بالقِرْبَة
كانت حياتي بسيطةً منفرِجَة
لا أعرفُ تقتيلاً ولا حَرْبَا
وكانت لي حبيبةٌ
وكان للحبِّ مِحْرَابُ رهبة
ثم جاءت أوقاتٌ جدًا حَرِجَة
ايامٌ صعبة
بِيعَت حبيبتي على بَسْطَةٍ
في مَدْخَلِ الحِسْبَة !
بيعت حبيبتي وقُبِضَت أثمانُهَا
بالعُمْلَةِ الصعبة
اما انا فبعد بيعِ حبيبتي
كان نصيبي
تشتيتًا وعَرَاءً ونكبة
وصارت حبيبتي كأنَّهَا ليست حبيبتي
لأني مسكينٌ
والمسكينُ يُصَدِّقُ الكِذْبَة
يَكْذِبُ عليه إخْوانُهُ
يتآمرُ عليه خِلاّنُهُ
يُسْلَبُ تينُهُ ورُمَّانُهُ
يَطْعَنُهُ أعوانُهُ
يَتَكَالبُ عليه زَمَانُهُ
ليَفْتُرَ على حب حبيبته ادْمَانُهُ
اتْقَانًا لقواعد اللعبة
المسكينُ يذهبُ للصلاة
ويكون نصيبَهُ سماعُ خُطْبَة
المسكينُ رغم مصيبته
يتلقى الضربة تلو الضربة
المسكين يُبْعَدُ عن حبيبته
مع أوَّل ليل الطُّلْبَة
المسكينُ مصيرُهُ أنْ يذهبَ
لِيُخَالِجَ ويَقَعَ في الغُرْبَة !

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة