الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 12:01

كيف سيتعامل العالم مع حكومة نتنياهو الجديدة / بقلم: د.هاني العقاد

كل العرب
نُشر: 16/05/15 13:43,  حُتلن: 08:02

الدكتور هاني العقاد:

لن تقدم الحكومة الإسرائيلية شيء للمواطن في إسرائيل ولن توفر له الإستقرار والأمن ولن تقدم شيء لمسيرة السلام لأن تشكيلتها بعكس ذلك بل ستضع الشروط التعجيزية أمام الفلسطينيين للسماح لهم بإقامة دولة مؤقته وليس دولة مستقلة واول هذه الشروط الإعتراف بيهودية إسرائيل

لعل الحكومة الحالية ستكون من أكثر الحكومات شللا بسبب تربص الداخل في إسرائيل بها وبسبب انحيازها للاستيطان والتهويد الذي بات العالم يعتبره انتهاكا واضحا للقانون الدولي

الرئيس اوباما اليوم قال أنه يستبعد أن يتوصل الفلسطينيون والاسرائيليون لإتفاق خلال العام الحالي بسبب انعدام الثقة بين الجانبين وبسبب تشكيلة حكومة نتنياهو الحالية

اخيرا منحت الكنيست الإسرائيلي الثقة لحكومة نتنياهو التي جاءت على واقع وليمة كبيرة في اسرائيل حاول الكل فيها أن يجمع أكبر قدر ممكن الوزارات واللجان البرلمانية، واخيرًا أدت الحكومة اليمين القانونية، لتبدأ المعارك السياسية، معركة الحكومة والمعارضة التي تقف في وجه الحكومة لكل صغيرة وكبيرة والمعركة الأخرى مع العالم بسبب برنامج الحكومة الاستيطاني التهويدي الذي يحدد الحل مع الفلسطينيين بمزيد من الاستيطان والاستيلاء على الأرض، وكما كان متوقعا فإن الحكومة جاءت بلا برنامج سياسي حقيقي وهذا بعكس ما يسعي العالم إليه وهو حل الصراع بالطرق السلمية وعبر المفاوضات التي تقوم على اساس تطبيق حل الدولتين الذي بات الحل الأمثل للصراع، ولعل الحكومة الحالية ستكون من أكثر الحكومات شللا بسبب تربص الداخل في إسرائيل بها وبسبب انحيازها للاستيطان والتهويد الذي بات العالم يعتبره انتهاكا واضحا للقانون الدولي فلن تقدم الحكومة الإسرائيلية شيء للمواطن في إسرائيل ولن توفر له الإستقرار والأمن ولن تقدم شيء لمسيرة السلام لأن تشكيلتها بعكس ذلك بل ستضع الشروط التعجيزية أمام الفلسطينيين للسماح لهم بإقامة دولة مؤقته وليس دولة مستقلة واول هذه الشروط الإعتراف بيهودية إسرائيل، واليوم يأتي سؤال كبير امام كل من يراقب تحول إسرائيل عن مسيرة السلام و تنكرها لكل الاتفاقيات المبرمة مع الفلسطينيين و تنكرها لمشروع حل الدولتين والسؤال في ظل هذا كيف سيتعامل العالم مع إسرائيل وحكومتها التي لا تعترف بأي أسس بإمكانها أن تقود لحل الصراع واستقرار المنطقة؟

لم يتحدث نتنياهو أمام الكنيست عند إعلان حكومة إسرائيل الرابعة والعشرون عن أي برنامج سياسي للحكومة بل ركز على الصعوبة التي واجهها في تشكيل هذه الحكومة ليبدوا للآخرين كالبطل الذي استطاع في النهاية أن يقفز على كل الحواجز والعوائق التي نصبت امامة، وبهذا بات واضحا أن حكومة نتنياهو اليمينة لم تأتي ببرنامج سياسي وخاصة فيما يتعلق بالحل مع الفلسطينيين وجلب الأمن والإستقرار للمنطقة وما بدا واضحا أن هذه الحكومة هي حكومة تطرف واستيطان وتميز عنصري وسوف تركز على استكمال برنامج اليمين المتمثل في الاجهاز على كل أمل لدي الفلسطينيين بتطبيق حل الدولتين من خلال الاجهاز على القدس الشرقية بصفتها العاصمة الحقيقية للدولة الفلسطينية والعمل بأسرع وقت ممكن لعزل مدن الضفة الغربية بالمستوطنات والطرق العنصرية.

مع كل هذه المعطيات بات صعبا على العالم أن يتعامل مع حكومة استيطان وتهويد وتميز عنصري لا تعترف بحق الفلسطينيين في تقرير المصير ولا تتخلى عن الإحتلال كأداة لقهر الشعب الفلسطيني ولا تسمع لنصائح الحكماء بالعالم، لكن العالم سيحاول الجلوس مع نتنياهو و اقناعه بضرورة تبني استراتيجية مقبولة لحل الصراع والتخلي عن اسلوب الاحادي الجانب واسلوب الوقائع على الأرض الذي ينتهجه نتنياهو قبل أن يقول العالم كلمته، فردريكا موغريني ممثل السياسات الخارجية للاتحاد الاوروبي لم ترغب في فرض عقوبات على حكومة إسرائيل الحالية وموافقة نواب الاتحاد على سحب الجنسية من المستوطنين اليهود الذين يقيموا في مستوطنات الضفة الغربية ولم توافق على ايقاف تأشيرات الدخول لدول الإتحاد الأوروبي لقادة الإستيطان اليهودي بل ارادت العودة للمنطقة واستطلاع الموقف الإسرائيلي عن قرب من خلال لقاء نتنياهو الأسبوع القادم وامكانية قبول نتنياهو تحريك ملف المفاوضات بالتعهد رسميا بإنهاء الإحتلال كأساس لهذه المفاوضات ولكن محاولة موغريني لن تحقق نجاح لأن عصابة نتنياهو تقف له بالمرصاد داخل الحكومة وخارجها وبالتالي فإن نتنياهو لن يقدم شيء ولن يحدث أي تحريك لملف المفاوضات المتوقف بعد احباط إسرائيل لمفاوضات التسع شهور برعاية امريكا العام الماضي.

الرئيس اوباما اليوم قال أنه يستبعد أن يتوصل الفلسطينيون والاسرائيليون لإتفاق خلال العام الحالي بسبب انعدام الثقة بين الجانبين وبسبب تشكيلة حكومة نتنياهو الحالية، العالم لم يخفي خشيته من القادم والمواجهة مع إسرائيل لكم نتنياهو سوف يتبع اسلوب الحرباءة أي بالتلون فقط مع كل موقف دون أن يبدي تغير حقيقي يفضي إلى انفراجه حقيقية تمكن العالم من تطبيق حل الدولتين وسيبقي نتنياهو يعمل على الأرض بخلاف المواقف السياسية عند المواجه مع العالم و الكتل المركزية، هنا بات على العالم أن يختار اما مواصلة الصمت كما يفعل الامريكان أو الوقوف الى جانب الفلسطينيين في نضالهم الساسي والدبلوماسي امام هيئات المجتمع الدولي، والوقوف هنا يتوقع أن لا يكون بقول كلمة نعم أم لا في مجلس الأمن بل قد يسارع العالم الى فرض عقوبات اقتصادية كبيرة على إسرائيل وحكومتها وسوف تشعر إسرائيل حينها بالعزلة الدولية لعدم سيرها مع الطموح الدولي بأنهاء الصراع بطرق سلمية وكلما مارست حكومة نتنياهو القادمة مزيدا من الاستيطان والتميز العنصري والتهويد والهدم الترحيل وشن مزيد من الحروب على غزة التي تموت بفعل الحصار والانقسام كلما كان هذا ايجابيا باتجاه اعتماد اسلوب العقاب السياسي والإقتصادي لدولة الكيان حتى تعود عن مخططاتها العنصرية وكلما وفر مزيد من الدعم السياسي الرسمي والشعبي للمقاومة الشعبية الفلسطينية على الأرض والمقاومة الدبلوماسية في اروقة الهيئات الاممية.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة