الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 13:01

ليدي- ميسون أبو ريا: تفتح أول مقهى للنساء في سخنين والمنطقة

خاص بمجلة ليدي
نُشر: 21/05/15 18:32,  حُتلن: 07:18

ميسون أبو ريا:

الفكرة لإقامة مقهى نسائي ثقافي يناسب جميع الاذواق تراودني منذ عدة سنوات، ولكن لظروف اقتصادية وعدم النضوج الكافي للدخول في عالم الاقتصاد لم يكن مجالا لطرح الفكرة. في السنة الاخيرة رأيت بانني جاهزة لمثل هذه المغامرة فقمت بعرض الفكرة امام العائلة

ليدي- التقينا بها في المقهى النسائي الخاص بها، هي سيدة صاحبة افكار جديدة قد تحير البعض ولكنها صاحبة شخصية قوية، معطاءة لبلدها، في التطوع نراها في ساحات العطاء والتطوع من سنوات، وقد تكون الفكرة الجديدة التي لبستها بافتتاحها المقهى الجديد والخاص بالنساء قد اعطاها شهرة اكبر من ذي قبل، ولكن أيضًا وجودها على رأس هرم جمعية المعيلات الوحيدات من مجموعة نساء من مدينة سخنين ممن اجبرتهم الحياة أن يكن لوحدهن من الارامل والمطلقات، فكانت المعينة لهن واستطاعت أن تضيء ولو شمعة في نفق مظلم، فكانت الاخت والزميلة للنساء وكانت الأم الرؤوم لأبناء تلك النسوة.


ميسون أبو ريا

كيف تعرف ميسون نفسها؟

انا ميسون أبو ريا أم لابنتين، سلوان بعمر 13 وآية بعمر17، اعمل مرشدة للتربية الخاصة في ماتيا ووزارة المعارف، احضر للقب الثالث في الجندر، متطوعة وناشطة جماهيرية ورئيسة لجمعية المعيلات الوحيدات وصاحبة فكرة "نسا كافيه". ارى نفسي وكيلة للتغيير الاجتماعي في مجتمعي العربي، يقلقني موضوع المرأة العربية ووضعيتها وعملها والنظرة العامة لها. اعتقد انني انسانة متعصبة في الانتماء لمجتمعي وللشريحة التي انتمى اليها.
لدي عائلة داعمة جدًا، من أب وأم وأخوة وبناتي اللاتي لولاهن لما استطعت أن اتفرغ لتحقيق طموحي الخاص والاجتماعي وأن اؤدي رسالتي الاجتماعية بهدوء.

ليدي: ما هو الدافع لإدارة مثل هذا المحل الفريد من نوعه؟

الفكرة لإقامة مقهى نسائي ثقافي يناسب جميع الاذواق تراودني منذ عدة سنوات، ولكن لظروف اقتصادية وعدم النضوج الكافي للدخول في عالم الاقتصاد لم يكن مجالا لطرح الفكرة. في السنة الاخيرة رأيت بانني جاهزة لمثل هذه المغامرة فقمت بعرض الفكرة امام العائلة، وفي البداية قوبلت بالرفض، لأن عالم المقاهي مغامرة اقتصادية، لكن عند شرح الهدف الاعلى من وراء هذه الفكرة ومدى تميزها، وافقت العائلة لأن نحول الفكرة لواقع. الدافع الرئيسي لإقامة مقهى نسائي هو تعزيز لحرية المرأة ومكانتها في المجتمع. فكرة المقهى هي مشروع اجتماعي اقتصادي يهدف إلى توفير فرص عمل نسوية لخفض نسبة بطالة النساء، اتاحة الخصوصية غير المعتادة للنساء ضمن الضوابط الاجتماعية. ولا يمكن تجاهل التصرف بحرية في جو يغلب عليه عطر النساء ورائحة الطعام الشهي، الكعك الزاكي، والأهم أنه يخلو من الضجيج والتجاوزات كما في بعض المقاهي المختلطة ومقاهي الرجال. واليوم يعد "نسا كافيه" اول مقهى نسائي –ثقافي. الفكرة لها مؤيدون ولها معارضون من الجنسين – فهناك رجال يرون بالمقهى كمكان مريح لإرسال نسائهم، اخواتهم امهاتهم، ورجال اخرون يرون به تحيز للنساء بشكل قوي ولا داعي له، خاصة وأنني ادعو للمساواة بين المرأة والرجل. لهؤلاء اقول وجود المقهى لا يتناقض مع مبدأ المساواة، وعندما نرتقي يوما بشبابنا ونمتنع عن التصرفات الطائشة، عندئذ يمكن للفتيات ريادة المقاهي دون اي رادع. اما النساء فمنهن من تعتقد أن المكان يوفر لها خدمات ويعطيها راحة اكثر من مقاهي مختلطة، وقسم قليل من النساء ترى أن مقهى نسائي خاص يحد من فرص التعارف مع الجنس الاخر.

ليدي: من هم رواده؟

رواد المقهى هم الإناث من مختلف الأجيال والأوساط بأيام محددة لهن، نساء ربات بيوت وكذلك سيدات فوق جيل ال60 تزور "نسا كافيه"، نساء متعلمات، ونساء يهوديات من البلدان المجاورة لسخنين يصلن الينا لدعم الفكرة. المقهى يستقطب اناث من مختلف المناطق لتميزه، فمن ناحية الديكور يعطي راحة نفسية لمن تدخل اليه، ففيه الكتب والزاوية التثقيفية، عدا عن الاكل الطازج والاسعار الشعبية التي تناسب جيب كل فتاة شابة، او كل سيدة عاملة. وتم اعطاء الحق للعائلات في ايام محددة. طبعًا اغلب المقاهي الموجودة توفر خدمات لكل الشرائح، ونحن اخترنا الإناث كشريحة اساسية لعدم توفر اماكن خاصة بهن. وهذا لا يمنع أن يزور المقهى عائلات في نهاية الاسبوع.

ليدي:هل تعتقدين أن مثل هذا المحل ممكن أن يتحول الى مركز ثقافي؟

عند بلورة فكرة المقهى ومشاركة العائلة والمختصين الذين رافقوا اقامته ارتفع صوت، كيف يمكن أن تلتقي امرأة وكتاب وطعام في نفس المكان؟ اجابتي كانت واضحة، المرأة هي الام، مربية الاجيال في المجتمع ويقع على عاتقها التواصل مع ابنائها ومعرفة احتياجاتهم، ويتوجب عليها في عصر العولمة والتكنولوجيا أن تكون على معرفة بأمور ومواضيع حياتية اجتماعية، اقتصادية مختلفة. من هذا المنطلق مكتبة تثقيفية واستعارة كتب في المقهى والمشاركة في الورشات التي تقام كل فترة قصيرة تكشف المرأة على ثقافة جديدة تختلف عن ثقافة فنجان القهوة في الحارة. وهذا يتماشى مع مبدأ الغذاء الروحي العقلي والجسماني المقهى تم افتتاحه بشهر كانون الثاني، وقد اقمنا حتى الآن امسية شعرية لفنانات محليات، ورشتين ترفيهيتين للنساء، وقد لاقت استحسانا وصدى ايجابيا لديهن. اعتقد بأن المشوار طويل وبحاجة لنفس عميق لكي نذوت مفهوم الكتاب والتثقيف في مقهى نسائي، خاصة مع تحدي ندبة "ستيجما " بأن النساء اذا التقت فقط للثرثرة والكلام الفارغ وسننجح بإثبات العكس.

ليدي: جمعية المعيلات الوحيدات فكرة تبلورت على ارض الواقع واصبحت ملجأ آمنًا للأمهات وابناءهن هل هذا صحيح؟

منتدى المعيلات الوحيدات جمعية نسائية، اقيمت سنة 2010 على يد مجموعة نساء مطلقات وارامل، اللواتي وضعن رؤيا واهدافا للعمل تنبع من المعاناة التي تعيشها شريحة المطلقات والارامل على حد سواء. النساء المطلقات والارامل على هامش مضاعف في المجتمع العربي لسببين، الاول وجودها ضمن شريحة الاقلية في دولة إسرائيل والثاني الاقلية في شريحة النساء. ولا يوجد اهتمام مباشر وخاص باحتياجاتها، لذلك فإن وجود جسم او مؤسسة تعنى بمساندة النساء المطلقات والارامل من ناحية نفسية معنوية، اجتماعية وفي بعض الحالات اقتصادية فهو طرح جديد وغير مألوف. اغلب النساء المعيلات الوحيدات اللواتي يترددن على الجمعية يشعرن بوجود مجموعة مساوية لهن، تفهم ما تقول وتشعر بما تشعر به المعيلة الوحيدة، تشعر بالأمان وتشعر براحة نفسية للتواصل مع شبكة المعيلات الوحيدات، تشعر أنها قوية بوجود نساء اخريات بنفس الوضعية الاجتماعية. الابناء يحاولون أيضًا الحصول على التدعيم، مثل الامهات بواسطة الفعاليات التي تقام. خاصة بمجموعات صغيرة والتدريب على الآليات والمهارات التي تعلموها بالمجموعات الكبيرة في المجتمع.

ليدي:كيف نظرة المجتمع للنساء المعيلات الوحيدات، وما هي أهم الصعوبات التي تواجههن؟

- المجتمع وما ادراك ما ظلم المجتمع. فلنبدأ من بعض الامثلة: عندما تأسست الجمعية وبدأنا نظهر في المناسبات والفعاليات الجماهيرية – سمعنا باستهزاء "حتى المطلقات والارامل صار لهن جمعيات!!!" "الافضل أن يجلسن بالبيت، شو صاير عليهن" وقبل مدة وجيزة طلبنا مؤسسة معينة لإقامة فعالية معينة، فقوبلنا باستهزاء واضح "وهل تفهم المطلقات والارامل بالموسيقى والشعر؟؟" كأنها مخلوق جامد مجرد من الاحاسيس. طبعا هذا جزء مما يراه مجتمعنا. المجتمع برجاله ونسائه لا يهتم بالمطلقات والارامل. واذا اراد التفكير بهن كشريحة يفصل بينهن: الارامل - مسكينات، هذه قسمتهن، وفاة الزوج ووجود الأطفال تلزمهن بأن يضحين لأجلهم. وتبقى نظرة الشفقة مرافقة لهذه السيدة وأولادها مدى الحياة. اما المرأة المطلقة فهي دائما السبب بفشل الحياة الزوجية، وفي قليل من الاحيان يتعاطف المجتمع ويعطي مصداقية لطلاق السيدة. اولادها دائما يعاملون بشكل سلبي. ويعتقدون أن الالتزام الاول لهذه السيدة تجاه عائلتها وزوجها .فلو كانت امرأة جيدة لحافظت على زوجها ولم يطلقها الا لكونها مصدر للمتاعب والمشاق. ونظرة سلبية اضافية موجودة من الاناث وهي الكره والابتعاد عن المطلقات والارامل خوفاً على أزواجهن. وخوفا من انتقال العدوى. وهذا يناقض نظرة الإسلام للأرامل والمطلقات فهي نظرة منصفة، لهن ما لغيرهن من الحقوق والواجبات، وقد وضع الإسلام التدابير الواقية من حدوث الطلاق وجعله أبغض الحلال إلى الله. فالإسلام امر بحسن العشرة بين الزوجين وحث على التسامح والعفو، وأوصى بالنساء خيراً، وأباح الطلاق إذا تعذر الوفاق.
في بحث الماجستير الذي اعددته في جامعة حيفا حول حياة المرأة المسلمة في اسرائيل بعد الطلاق، وجدت أن الطلاق يعد مرحلة صعبة في حياه كل سيدة بغض النظر عن الفروقات في التعلم او الوضع المادي، لكن الفروقات تظهر بعد مرور سنة حتى سنتين من الطلاق- فمن الممكن أن تعيش المرأة كل حياتها بحالة الطلاق وانها "عيب" ووصمة عار وانها غير قادرة على تدبير نفسها واطفالها وتبقى متعلقة بعائلتها، وهناك مجموعة اخرى ترى أنها تأقلمت مع الوضع الاجتماعي وانطلقت في حياتها واستطاعت العيش بشكل استقلالي . وللأسف فإن المرأة المطلقة مازالت تعاني من الكثير من المصاعب في مجتمعنا ولنذكر بعضها التضحية – على المرأة المطلقة كالأرملة أن تضحي بشبابها وحياتها اذا تطلقت لأجل اولادها .
الوضع الاقتصادي- بعد أن كانت شريكة لزوج في المدخولات والمصروفات – اصبحت هي المعيل الوحيد لأطفالها
المسكن- في حالة الطلاق تترك غالبية المطلقات بيت الزوجية وتعود لبيت الاهل بشكل مؤقت وبعد فترة تخرج للعيش مع اطفالها بشقة مستأجرة، وبعض من المطلقات تترك بلدها لتستطيع الحصول على منحة ومساعدة من وزارة الاسكان.
الوضع النفسي- المرأة المطلقة والارملة على حد سواء يشعرن بالوحدة –فلا يجدن شريك لمشاركتهن همومهن ولا صعوباتهن .الوضع الاجتماعي- بسبب الانتقال من وضعية متزوجة لوضعية ارملة او مطلقة فان هذا يلزمها على تغيير نهج حياتها وتصرفاتها لتتماشى مع توقعات المجتمع. فتجدها تحرم نفسها لإرضاء المجتمع والحفاظ على سمعة جيدة لها ولعائلتها .
النفور وعدم عرض الزواج عليهن- القسم الاكبر من المطلقات والارامل غير مرغوب بهن للزواج من طرف الرجال والنساء . في مجتمع ذكوري كمجتمعنا الشرقي يبحث الشاب المطلق او الارمل عن عروس تلائم اهواءه رغم ظرفه الاجتماعي، وبكل الحالات تقريبا يطلب فتاة عزباء، اما المرأة المطلقة والارملة فإن المجتمع حد من احتمالات ارتباطها مجددا، مع أن المرأة الأرملة والمطلقة تفوق غيرها في رجاحة عقلها وتجربتها في الحياة، فليس فيها ما يعيبها، فالسيدة زينب بنت جحش –رضي الله عنه- لما طلقها زوجها زيد بن حارثة تزوجت رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فأصبحت إحدى أمهات المؤمنين.
في خضم هذه التحديات التي تعيشها المرأة المطلقة والارملة في مجتمعنا وجدنا أن قسما كبيرا من المطلقات خصوصا يعشن ضبابية في الهوية والرؤيا المستقبلية من ناحية استقرار عائلي وعاطفي. واذا رفعت هذا الصوت وتحدثت عن نفسها كأنثى وعن حقوقها قوبلت بالرفض والنقد واعتبارها مسيئة لنفسها واهلها وبنات جنسها.

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.80
USD
4.06
EUR
4.74
GBP
241580.67
BTC
0.52
CNY