الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 19:01

الابرتهايد/ بقلم: عزت فرح

كل العرب
نُشر: 22/05/15 08:02,  حُتلن: 11:43

عزت فرح في مقاله:

لسنا بحاجة أن نستعرض الخلفية التاريخية لهذه السياسة الكريهة ولكن اود أن أذكر بإختصار شديد الاسس التي استند عليها هذا النظام العنصري

 سياسة اسرائيل في المناطق الفلسطينية المحتلة تشبه الى حد كبير نظام الابرتهايد ولا ابالغ اذا قلت إن سياسة اسرائيل في فلسطين المحتلة اسواّ بكثير

الابرتهايد: هو نظام الفصل العنصري الذي حكمت من خلاله الاقلية البيضاء في جنوب افريقيا من عام 1948 حتى تم الغاء النظام بين عامي 1990-1994. قامت قوانين الابرتهايد بتقسيم الافراد الى مجموعات عرقية كانت اهمها السود. البض ، الماونون ، والاوين المكونة من هنود وباكستانيين اعتبر هذا النظام البغيض افراد الاغلبية السوداء، مواطني باستونات ( اوطان) ذات سيادة اسمية لكن كانت اشبه بمحميات الهنود الحمر في الولايات المتحدة الامريكية.

عمليًا، منع هذا النظام الافراد غير البيض – حتى لو اقاموا في جنوب افريقيا البيضاء- من ان يكون لهم الحق في الاقتراع، ثم فصل اجهزة التعليم، الصحة والخدمات الاجتماعية ومعارضة هذه السياسة من قبل غالبية دول العالم ادت الى انهيار هذه السياسة العنصرية.

لسنا بحاجة أن نستعرض الخلفية التاريخية لهذه السياسة الكريهة، ولكن اود أن أذكر بإختصار شديد الاسس التي استند عليها هذا النظام العنصري:
1-  نشاط استيطاني ضمن مشروع كولونيالي انفصل عن الدول الاستعمارية
2-  من خلال هذا الاستيطان تتشكل جماعة قومية من خلال هذا الاستيطان تؤكد على تميزها الارقى عن السكان الاصليين اهل البلاد الحقيقيين
3-  نظام حقوقي من الفصل العنصري يبقي العرق الادنى في نطاق الدولة، ولكنه يحرمه من حرية التنقل ومن حق الاقتراع فسكان الاصل هم مواطنون ولكنهم رعايا الدولة خاضعون لها والدولة ليست تعبيرا عن تطلعاتهم بل هي اداة لسيطرة العرق الارقى عليهم
4-  سيطرة نخب العرق الارقى على مقدرات البلاد الاقتصادية وثرواتها بما في ذلك الارض اثمن الثروات اطلاقا
5-  ثقافة سياسية ودينية منتشرة ترتكز على نظريات عرقية تتبناها الدولة والكنيسة، وتشكل تبريرا نظريا واخلاقيا لنظام الفصل الغنصري.

بناءً على ما تقدم، نستنتج أن سياسة اسرائيل في المناطق الفلسطينية المحتلة تشبه الى حد كبير نظام الابرتهايد، ولا ابالغ اذا قلت إن سياسة اسرائيل في فلسطين المحتلة اسواّ بكثير، فيما يأتي:

هدم المنازل والاراضي والمباني التابعة للسكان الاصليين تهدم او تصادر بقوانين مستندة الى نظام الغاب، عدم اعطاء تراخيص عمار بحجج واهيّة، عدم توسيع مسطحات القرى والبلدات العربية وفرض مخالفات باهظة لا يتحملها الناس الكادحين، ملاحقة السكان الفلسطينيين وسجنهم، معاملة المساجين معاملة يندى لها الجبين، قتل الناس بالرصاص المطاطي والحي وهدم بيوت المسجونين وبيوت اقاربهم، قمع المظاهرات بقوة الحديد والنار، عدم المساواة والاجحاف في الوظائف الا اذا اخضعوا الشخص الى ترتيبات جهنمية مثل الشاباك وغيره من المخابرات الكريهة، محاولة الضغط على المجموعات لفرض الخدمة المدنية الخاضعة للجيش او الخدمة العسكرية تحت مسميات وضغوط من رجال دين وغيرهم، إن لم ينفع الترغيب فليكن الترهيب والاغراء.
وما تقرر مؤخرا من الفصل العنصري في الحافلات والباصات والزام العمال عدم الاختلاط بالسكان اليهود بحجج عنصرية اكثر من الفصل بحجج سافلة مثل روائح الفلسطينيين الكريهة والتحرش الجنسي، نريد أن نذكر بالفضائح الجنسية لدى اعلى درجات الجيش والشرطة والحكام والوزراء والرؤساء وما دراك من السفالات التي تنشر عنها وسائل الاعلام من كل حدب وصوب.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة