الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 18:02

نهاية ولطفية سخنيني تعودان من كندا إلى سخنين بعد 67 عامًا

أمين بشير -
نُشر: 22/05/15 11:52,  حُتلن: 15:07

نهاية ولطيفة سخنيني:

 شعرنا أن ظهرنا قوي بوجود أبناء العمومة من حولنا هنا في سخنين وكل شجرة وكل حي من أحياء سخنين لها ذكريات في حياة والدنا وشعرنا بدفء المحبة والمشاعر الجياشة من العائلة الكبيرة في سخنين

اليوم يوجد امكانيات أكثر للتواصل ونتمنى أن يعود حق العودة ويعود كل فلسطيني الى دياره ووطنه

لفلسطين بصمتها في أرجاء العالم وليست من سراب الشعب الفلسطيني لم يختفِ وهو قائم لا ينتهي ولهذا الشعب أصوله وجذوره وحنيته موجودة في الداخل مهما وصل لمراتب عالية في دولة أخرى

نهاية ولطيفة سخنيني - ولدتا في نكبة فلسطين، والدهما محمد علي ابو ريا والذي كان يقطن في عكا بعد زواجه من سيدة عكاوية، وأنجبا عشرة من الابناء، الاولى لطيفة وهي من مواليد مدينة عكا، والأخرى نهاية من مواليد مخيمات الشتات في بيروت عام 1949 ومقيمة هي وشقيقتها لطيفة اليوم في كندا، بعد ،ن طافت العائلة العديد من البلاد من لبنان والكويت غيرها واستقر بها المطاف في كندا، وقد حلتا هذا الاسبوع ضيفتين عزيزتين على مسقط رأس والدهما في سخنين، وكان لنا معهما هذا اللقاء.



لطفية سخنيني قالت:"زيارة بلدي سخنين هي الأجمل في حياتي، ففيها فاضت مشاعري عند لقاء الأهل والأحباب لأول مرة، وقد غمرونا بعطفهم وحبهم وحنانهم وضيافتهم الرائعة. عندما تركنا عكا، ذهبنا الى صيدا وبعدها في برج البراجنة ومن ثم سكنا في بيروت، أخي الكبير عمل في السعودية لمساعدة أبي، وأبي سافر الى سورية للعمل، وعندما كبرنا تشتتنا، كل واحد كان في بلد، وذلك لإعالة أفراد العائلة المتكونة من ستة شباب وثلاث بنات. عانينا كثيرًا وبعدها انتقلنا للعيش في كندا واستقرينا هناك". وأضافت:"شعرنا أن ظهرنا قوي بوجود أبناء العمومة من حولنا هنا في سخنين، وكل شجرة وكل حي من أحياء سخنين لها ذكريات في حياة والدنا وشعرنا بدفء المحبة والمشاعر الجياشة من العائلة الكبيرة في سخنين.

س. كيف تصفين لنا شعورك اليوم وانت بحضن العائلة وابناء وبنات العمومة في سخنين؟
نهاية سخنيني: "شعوري لا يوصف، مجرد أنني علمت أن أبناء عمي موجودين في سخنين، دائمًا ما يأخذني الحنين الى التعرف عليهم وعلى العائلة وأتوق لرؤية هذه البلاد، كنت في صراع مستمر إذا ما ألتقي بهم أم لا، ولكني اتخذت قراري خاصةً عند وصول ابنتي الى هنا قبل فترة وطلبت منها أن تبحث عن أبناء عمي وفعلًا وجدتهم وعرفتني عليهم عن طريق فيديو، في البداية تحدثت معهم من خلال شبكة التواصل الاجتماعي الفيسبوك، وتعرفت عليهم، وبدأت أشعر بالحنين والانتماء لهم، حقًا شعرت أني أعرفهم منذ أول يوم في عمري، فبالرغم من أني من العائلة ولكني لم اعيش معهم ولم أسمع بأسمائهم يومًا".



نهاية ولطيفة سخنيني

س. هل لازمك مشاعر واحاسيس الغربة بعيدا عن وطن الوالدين؟
نهاية سخنيني:" كنت أعلم أن لدي أهل في سخنين، ولكني لم أكن أعرفهم، وبمجرد التحدث معهم والتعرف عليهم ولو كان عن بعد، جعل قلبي يحترق شوقًا للقياهم، وشعرت بحبهم الصادق لي، وبوجوب زيارتي لهم والتعرف عليهم عن قرب والتعرف على قصتنا التي فرقتنا عن بعض، الغربة والتهجير صعب للغاية ولكن الاروع والاجمل العودة ولقاء الاحبة بعد اكثر من 6 عقود".

س. لماذا تأخرت زيارتك حتى اليوم؟
نهاية سخنيني:" قررت أن أزور العائلة منذ فترة، ولكن لم تنجح بسبب الأوضاع الأمنية في فترة الحرب على غزة، وأدت لإلغاء تذكرة الطيران، وبعد تحسن الأوضاع تواصلت مع أبناء عمي وسألتهم إن كان يناسبهم مجيئي في هذا الوقت، فأكدوا أن الجميع ينتظرون ويترقبون زيارتي وشقيقتي، فقررت أن آتي في بداية شهر أيار الى فلسطين، في الحقيقة، قبل أسبوع من مجيئي شعرت بقلق رهيب ولكني رفضت التراجع، كما وأن ابني همس لي أنك لا تعرفينهم ولا يعرفوكِ بالرغم من صلة الرحم بينكم فكيف ستتواصلون، وكانت اجابتي أنني لا أعلم ولكني حتمًا سأذهب لزيارتهم".

س. كيف وجدت ابناء العمومة والعائلة الكبيرة؟
نهاية سخنيني:" الحمد لله أنني جئت، وبمجرد مقابلتي لطفي والحجة رسمية في المطار، شعرت أنه أخي وطوال عمري أعيش معه وهجمت عليه أحضنه، وشعرت بحان العائلة وحضنت الحجة رسمية، لا شعوريًا لم ألقَ نفسي غريبةً عنهم أبدًا، وعندما وصلت بيت العائلة في سخنين وجدتني أسلم على الجميع بلهفة وبحرارة غير طبيعية".

س. هل تجولت في بلاد الآباء والأجداد ؟
نهاية سخنيني:" بلدنا هي الجنة على الأرض، زرت رام الله ونابلس وجنين، عكا وحيفا، فسعادتي لا توصف حقًا، مستمتعة كثيرًا في زيارتي الأهم في حياتي، تغربنا عن بلدنا وحتى اليوم لا نستطيع أن نقول أن بلدنا فلسطين فبنظرهم لا يوجد دولة فلسطين، ولكن أقول أنها كانت تسمى فلسطين وصارت تسمى فلسطين، فلسطين موجودة قبل أن يكون أي شيء آخر، هي أزلية لا تفنى، وإن غابت عن خارطة العالم لن تغيب عن خارطة قلوبنا".

س. هل تغرسون حب فلسطين في قلوب ابناءكم؟
نهاية سخنيني:" عندما كان ابني في التاسعة من عمره طلبت المعلمة من الطلاب أن يكتب كل شخص منهم عن بلده، فكتب ابني عن فلسطين، ولبس الحطة والعقال، والقمباز وهي من الفولكلور والزي الفلسطيني العريق، وأحضرنا له علم فلسطين لتزيين زاويته الخاصة، في المدرسة في كندا وحضرت له المسخن والكبة فهذه تعتبر أكلات فلسطينية الأصل، فقالت له المعلمة أنت لست بفلسطيني ولا يوجد شيء اسمه فلسطين، أنت كويتي كما هو مسجل بالهوية، فقال لها، لا، أنا فلسطيني بالرغم من أنني ولدت في الكويت، وعند عرض زاويته قد جاءت المعلمة هي وزوجها الى الزاوية الفلسطينية قبل أي زاوية أخرى، لتعبر عن اسفها، واظهرت اعجابها من زاويته، كما فعل جميع الناس الآخرون".
في كندا اليوم الجميع يحترم الفلسطينيين، وهناك من طلبوا مني ان اسلم على فلسطين وعلى الاقصى والناس لديها حنين وشوق غريب، وانا اسعد ايام حياتي وجودي اليوم في سخنين، وقد جبت العالم ولكن زيارتي لأهلي في سخنين امر يختلف، والحياة هنا طبيعية وغير متصنعة، وبلادنا رائعة وحياة بسيطة ووجدت ابناء العمومة والنساء والاطفال مليئين عواطف ووجدت الحنان".

س. كيف تصفين زيارتك هذه لمسقط رأس والدك، لأولادك في كندا؟
نهاية سخنيني: "ابعث رسالة لأولادي اني وصلت الى فلسطين ويا ريتكم كنتم معي ورأيتم الحياة العائلية، واليوم فقط احسست ان لدي اهل وشعرت احساس معنى الاهل وحنانهم فالإنسان يطمح ان يلتقي بأحد من اهله بعد غياب عقود، ووجدت ان عكا تختلف عن الصور التي كانت تصلني اشعر انها اروع على الطبيعة فهي مدينة والدتي ومسقط راسها، واليوم شعوري مختلف ...اروع واجمل، والفراق بعد كل هذا اللقاء سيكون اصعب..".

لحظات مؤثّرة
الحاجة رسمية آغا ابنة عم نهاية سخنيني قالت:" كلام نهاية حرق قلبي، لم أصدق زيارتها، حينما كنت أنتظر في المطار تساءلت كيف سنعرف بعضنا وقلقت فاتخذت مكاني بعيدًا، وفجأة رأيتها تهرول نحو ابن عمها، قد عرفوا بعضهم مباشرةً، أما أنا فاستوطنت الرجفة قلبي، ولم أشعر كيف هجمت عليها لأحضنها، كيف لا وأنا منذ زمن طويل أتمنى أن أعيش هذه اللحظة، إنها لحظة مميزة فعلًا، وأخيرًا التقيت ببنات عمي، وأنا بنت العائلة وحجة العائلة، في لحظة وصولهما قلت:
"وحيات رب الكون هالمحيي البصر
قلبي عليكو دوم دقاتو خطر
الله أعطاني عيون ودموع المطر
صبرت صبر أيوب تسمعت الخبر"

وتابعت:"حقًا لم تسعني الدنيا من الفرحة عندما علمت أنني سألتقي بها، وأتمنى من صميم فؤادي أن أرى اخوتها كما رأيتها وتعرفت عليها. كما أصاب عائلتنا أيضًا أصاب الكثير من عائلات الشعب الفلسطيني، ابنة عمي الأخرى كانت بلبنان وعند مجيئها ايانا كانت تلتم الحارة سعادةً لرؤيتها. الغربة صعبة علينا قبل أن تكون صعبة على المغتربين، فنحن لم نتعرف على أبناء عمنا طيلة حياتنا، ولم نسمع عنهم خبرًا، وعندما وصلتنا رسالة بأن عمي محمد علي توفى، فتحنا بيت أجر هنا في البيت، لم نقف معهم ولا شاركناهم حزنهم، ولكن الأصعب هو الفراق بعد اللقاء، كم هو مؤلم أن نفارقها مرة أخرى بعد تعرفنا عليها وتشكيل علاقة طيبة جدًا معها".

الحاج زياد آغا ابن عم نهاية سخنيني قال:"شعورنا لا يوصف، ونشكر الله الذي جمعنا ببنات عمنا، ونتأمل من الله أن يجمع الشمل ونلتقي ببقية اخوتها المغتربين".

مصطفى أبو ريا ابن عم نهاية ولطفية قال:" في خصالنا وفي جيناتنا تنبت حنية كبيرة، فنرى مسلسل ونبكي عليه، فكيف إذا سمعت أن هناك شخص من أقربائك لا تعلم عنه شيئًا، وما أصعب أن يعلم أخ أن أخيه قد توفي منذ فترة وبعد هذا يفتح له بيت للأجر، لم يستطع فعل أي شيء، ولكن الألم في هذه الحالة يكون مضاعف. اليوم يوجد امكانيات أكثر للتواصل، ونتمنى أن يعود حق العودة ويعود كل فلسطيني الى دياره ووطنه. لفلسطين بصمتها في أرجاء العالم وليست من سراب، الشعب الفلسطيني لم يختفِ، وهو قائم لا ينتهي، لهذا الشعب أصوله وجذوره وحنيته موجودة في الداخل مهما وصل لمراتب عالية في دولة أخرى، ولكن دائمًا ما يحن ويحلم بالعودة الى البلاد، فتراهم يوصون الفلسطينيين بتقبيل تراب فلسطين".
 

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.66
USD
3.96
EUR
4.63
GBP
259522.13
BTC
0.51
CNY