الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 05:02

تأبين مهيب لذكرى مربي الأجيال والشخصيّة الوطنيّة عيد سويطات

كل العرب
نُشر: 28/05/15 13:50,  حُتلن: 15:29

الكاتب والأديب محمد علي طه: "تركت وراءك إرثا عريضًا"

الشاعر والأديب حنا أبو حنا: "انت صاحب الرسالة الوطنية الحقّة"

الأسير أمير مخول: "اشارككم الحزن ويعزّ عليّ أني لست معكم في وداعه" 

الكاتب والأستاذ فراس حنا مخول: "رجل المواقف والمبادئ ومؤمنا بخياراته ومحاربا دونها" 

المربّية شريفة عمري: "كان مدرسة في درب الحق والانتماء الوطني والعطاء الصادق"

الكاتب والأديب ناجي فرح: "نقف له تبجيلا واحتراما واجلالا تقديرا لعطائه"

د. سهيل أسعد: "رحل عنا فقيدنا الغالي تاركا وراءه بصماته على المجتمع الحيفاوي" 

د. توفيق الصلح: "نذر نفسه للوطن وشعبه"

الشيخ رشاد أبو الهيجاء: "اعتبر قضية الدفاع عن الأوقاف، قضية وطنية من الدرجة الأولى" 

النائب أيمن عودة: "تعلمت على يديه الانتماء والأخلاق والوطنية الصادقة" 

عروة سويطات: "نعلن تشكيل لجنة شعبية لتأسيس متحف وأرشيف الأوقاف في حيفا على اسم عيد سويطات"

غصّت قاعة مسرح الميدان يوم الجمعة الماضي، 22.05.2015 بمشاركة المئات من المجتمع العربي في حيفا والجليل والنقب من قيادات وطنية ومجتمعية وأدباء وشعراء وباحثين وفنانين ومربّين وطلاب ورفاق درب، في حفل تأبين مهيب مودّعين مربّي الأجيال والشخصية الوطنية الاجتماعية، الأستاذ عيد سويطات. وتحدّث في حفل التأبين كل من الأديب والكاتب محمد علي طه والأديب والشاعر حنا أبو حنا والكاتب فراس مخول والمربّية شريفة عمري والشيخ رشاد أبو الهيجاء والنائب أيمن عودة ومخطط المدن عروة سويطات نيابة عن العائلة، وبرقيات من الأسير أمير مخول، والكاتب والأديب ناجي فرح وصديق العائلة د.توفيق الصلح المتواجدَين في المهجر. وتولّى عرافة الحفل نائب رئيس بلدية حيفا، د. سهيل أسعد.

 

وتخلّل حفل التأبين فقرة فنية بعزف الفنان بلال بدارنة وتلو قصيدة بكلمات الشاب محمود نعامنة كتبها خصيصًا على روح المرحوم، إضافة إلى عرض فيلم مميز ومؤثر يلخص سيرة حياة الراحل المربّي الفاضل عيد سويطات، ومسيرته التربوية والنضالية المجتمعية الوطنية. وتمّ توزيع صورة عن لوحة رسمها الفنان الأستاذ كميل ضو، لجملة مقتبسة عن المرحوم "الدفاع عن الحق بوصلة الاخلاق والاخلاق جوهر الايمان والايمان بطيب الاعمال وهذا ما يبقى من الانسان"، كما وزعت أشتال من الزيتون على الحضور لغرسها على روح الفقيد لتبقى ذكراه حية وطيبة.


وافتتح عريف حفل التأبين صديق العائلة، د. سهيل أسعد، نائب رئيس بلدية حيفا، مرحبا بالحضور، قائلًا: "نجتمع اليوم في حفل تأبين فقيدنا الغالي المربّي الفاضل عيد سويطات، والذي رحل عنا تاركًا وراءه، بصماته على المجتمع الحيفاوي، على عشرات الأجيال خادما ومحبا لها.. نتذكره معا في هذه الأمسية، غائبًا بجسده وحاضرًا بروحه، ونشتاق إليه".

ثمّ تحدّث الكاتب والأديب، صديق العمر، محمد علي طه قائلًا: "غادرتنا تاركا فينا محبة، غارسا فينا ابتسامة لا تهرب ابدا من على سمرة وجهك العروبي، ورحلت عنا بعد أن أودعت فينا صداقة ووفاء مزمّرين بوثاق من حرير.. كنت صديقا صدوقا في زمن نحا الأناس الصداقة جانبا ودفعوا المصلحة للطليعة وكنت مدرسًا مربيًا مخلصًا ترى في التدريس رسالة وطنية وتغمر طالباتك وطلابك بمطر المحبة في زمن صار التدريس فيه عند الكثيرين مصدر رزق لا غير وأكل خبز. في قلبك كانت تنبض العروبة صمودًا وتحديًا وفي صدرك كانت تعشش البداوة وفاء، وعلى لسانك طهارة ونظافة. اسرعت في رحيلك ففاجأتنا واحزنتنا، وتركت وراءك إرثا عريضا، وصداقات لا تَنسى ولا تُنسى".


بعدها، تحدّث الشاعر والأديب حنا أبو حنا، الذي رافق الأستاذ عيد سويطات عندما كانا مديرين ومربيّين في ذات الفترة، الأول في الكلية العربية الأرثوذكسيّة والثاني في مدرسة مار يوحنا، وقال: "نقف عند ذكرى حياة عامرة بالعطاء، حافلة بإحكام نسيج المحبة والاخاء وفتح العيون والاذهان على المعرفة والعلم. الاستاذ عيد سويطات الانسان الانسان، عطّر أفقنا بعطر الأخوة الانسانية فالصلة الوطنية هي التي تربط ابناء شعبنا. أذكر ذاك الظرف الذي احتاجت فيه مدرسة مار يوحنا إلى مدير وكان الجدير بالمنصب الاستاذ عيد سويطات، الذي عرفت ادارة المدرسة وطلابها الاستاذ عيد وكان الاجماع عليه لهذا المنصب، لم يكن سؤال عن الانتماء الديني فنحن ابناء الشعب الواحد.. الى ذكراك معذرة فانت صاحب الرؤية الانسانية الوطنية الثاقبة وانت كما عرفناك صاحب الرسالة الوطنية".

 
وتحدّث الكاتب الأستاذ فراس حنا مخول صديق طفولة للأستاذ عيد سويطات، والذي افتتح حديثه بقراءة رسالة تعزية من أخيه الأسير أمير مخول من سجن الجلبوع وجاء فيها: "عروة الغالي.. ابعث اليكم بأحرّ التعازي ومشاعر المواساة بوفاة والدك عيد سويطات، الانسان الكريم والاخ العزيز وصديق وفيّ. أشارككم الحزن والألم ويعزّ عليّ أن لا أكون معكم في وداعه وفي محنتكم بفقدانه ولكن قلبي معكم ومع هموم العائلة الكريمة".

واستمرّ الكاتب فراس مخول في كلمته قائلا،"كان عيد الفتى الهادئ الرّصين، كان الشّاب اليافع الجاد الدمث المستقيم، الّذي –وإن لم تبادر أنت إلى احترامه- فرض احترامه عليك فرضًا. احترمته طواعيةً، وأكبرته عن قناعة، وأنزلته من نفسي منزلة الأقرَبين. فتآخينا، ووطَّدت فيما بيننا مودَّة صافية صادقة، دامت على الأيّام. كان عيد الراحل عنّا، الباقي فينا ومعنا رجل المواقف ورجل المبادئ، مؤمنا بخياراته، متمسِّكًا بها، محاربًا دونها، صامدَا أمام التّحدّيات ومحاولات كسر الشَّوكة، تاركًا البصمات النّاصعات في أكثر من مجال، وفي غير ميدان"..

وثم تحدّثت المربّية الفاضلة شريفة عمري، والتي رافقت الأستاذ عيد في التربية والتعليم في مدرسة مار يوحنا الإنجيليّ، في مسيرة عطاء استمرّت على مدار ثلاثة عقود وأكثر، صامدين مع المدرسة في وجه ضغوطات السلطة بفصلهما والتحديات الناتجة عن ذلك. قائلة :"كان مدرسة في درب الحقّ والاعتزاز العروبيّ وفي الانتماء والهويّة والكبرياء الوطنيّ والوجدان، هو رجل المواقف وصاحب المبادئ، يرفض النّفاق ويمقت الظّلم ويعشق العمل، العمل البنّاء القائم على الأمانة والإخلاص. وكان النّموذج الحيّ النّادر لرجل التّربية والتّعليم والعامل المتفاني في عمله والعطاء الصادق دون انتظار الجزاء فعلّمنا أنّ قمّة الفضائل محبّة الطلّاب ، وأنّ أبناءنا طلّابنا هم رأسمالنا الغالي وعمادنا وثروتنا".

وأبرق الكاتب والأديب ناجي فرح، صديق وزميل الاستاذ عيد سويطات في مدرسة مار يوحنا، كلمته التأبينية من المهجر في كندا ، وجاء فيها "علاقتي معه تجاوزت الزمالة الروتينية، وأضحت علاقة الصديق بالصديق والأخ بالأخ. التحق بالتعليم في مدرسة مار يوحنا، لأنه رأى أنّ لهذه المدرسة بالذات دورًا وطنيًا، ورسالةً تستحق الدعم والاسهام فيها.. كان عيد ليّن العريكة، طيّب المعشر، عزيز النفس، وقد مرّت به ظروفٌ صعبةٌ في بداية حياته المهنية، فتجاوزها بقوة إيمانه بنفسه وبمبادئه، وقد دفع ثمنًا غاليًا في سبيل ذلك.. فأبى أن يحني هامته أمام تلك الوقائع. وكان مثالا يحتذى به في سيرته وخلقه وأدائه وإخلاصه. وكان من رعيل أولئك المعلمين الذين يستحقون أن يقف الناس لهم تبجيلا واحترامًا وإجلالا تقديرًا لعطائه".

 كما وأبرق الصديق د. توفيق الصلح كلمة تأبينية من المهجر في بلاد التشيك، قائلا "رحل عنا ونحن بأشدّ الحاجة لرجال يتمتعون بالخلق النبيل، لهم رؤية واضحة يعملون عمل النحلة بعيدين عن الأضواء والمكريفونات. لقد نذر نفسه للوطن وشعبه علّم وثقّف وكان قدوة لطلابه ولمحيطه، كان يكره التحيز والتعصب على جميع انواعه، واحب السلم المجتمعي، وبحث بفتيل خافت وبسراج ساطع عن كل شعاع امل يقدمنا ولو قيد انملة الى مصاف الحضارة الأنسانية الحقّة".

وامّا الشيخ رشاد أبو الهيجاء، إمام مسجد الجرينة، الذي رافق عيد سويطات في السنوات الأخيرة في مسيرة الدفاع عن الأوقاف العربية الإسلامية في حيفا من خلال لجنة متولي وقف الاستقلال والجرينة فقال: "قدم الاستاذ عيد لنا في حيفا شيء كثير، والاثر الكبير، كان همّه كيف يحافظ ويعيد ما دمّر من الاوقاف الاسلامية في حيفا، رغم محاولات ابعاده.. عمل على ترميم واعادة اعمار الوقف والغاء مخطط هدم مسجد الجرينة والغاء مصادرة ارض تابعة لوقف الاستقلال، والتصدي لتصريحات يوليا شطرايم التي نادت بضرورة اسكات الاذان في حيفا، معتبرا القضية قضية وطنية من الدرجة الاولى وقضية العرب".

وتحدّث النائب أيمن عودة، والذي كان تلميذًا عند الاستاذ عيد سويطات قائلا: "عندما ذهبت الى مدرسة مار يوحنا في اليوم الاول علمني الاستاذ عيد سويطات، كان مدرسة في التربية، فتعلمت على يديه الانتماء والاخلاق والوطنية الصادقة، كان أبا وأخا وصديقا ومربيا صاحب رسالة داعما لطلابه ومحبًا لهم فأثر فينا. وشعبنا كله يسجل لمدارسنا الأهلية وللمربين كمربي الاجيال الاستاذ عيد ، النهضة القومية الاولى بالرغم من هجمة الوزارة البشعة عليها. ونتعهد ان نبذل كل ما في وسعنا للتصدي الى هذه الهجمة ضد تعليمنا وثقافتنا وتطورنا وسننتصر. وهذا ما تعلمته من الاستاذ عيد ونحن على أتم وفاء".

واختتم حفل التأبين، مخطط المدن والمستشار التنظيمي عروة سويطات، في كلمة رثاء لوالده الراحل، قائلا: "إنّنا نراك ماشيا منتصب القامة في كلِّ زقاق من أزقّة حيفا، ونسمع صوتك الجهور في أرجاء مدرسة "مار يوحنّا"، ونستلهم من خشوعك الصّادق في مسجد "الجرينة".. كأنّك لَم تذهبْ بعد..! نراك في الأجيال الّتي أحبّتك وأحببتها، فاحتضنتها واحتضنتنا معك. أوصيتنا بالدّفاع عن الحقّ مؤكّدًا لنا أنّه بوصلة الأخلاق وبالتّمسك بعمل الخير والعطاء، بعزّة النّفس والإبتسامة.. أوصيتنا بالاستمرار في مسيرة دفاعك عن الأوقاف وصيانة تاريخها." وأعلن سويطات وباسم لجنة متولّي الوقف وجمعية التطوير الاجتماعية، وبالتّعاونِ مع القوى الوَطنيّة والمُجتَمعيّة في حيفا، أنّهم بصدد تشكيل لجنة شعبيّة لتأسيس متحف وأرشيف الأوقاف في حيفا على اسم المرحوم عيد سويطات".

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.78
USD
4.05
EUR
4.71
GBP
243219.35
BTC
0.52
CNY