الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 13:01

تباً لكم ولتصاريحكم/ بقلم: فادي أبو بكر

كل العرب
نُشر: 25/06/15 11:29,  حُتلن: 07:49

 فادي أبو بكر في مقاله:

إدارة السجون تمنح الأسرى امتيازات تارة وتسحبها تارة أخرى حتى تحاول إرغام الأسير على الامتثال للقوانين التي تحددها وتروضه كما تشاء

سأبقى أرسم خارطة وطني على كفي على الورق على جدران الشوارع فلا توجد قوة في الكون تستطيع أن تتحكم في قلمي وخيالي

تحاول دولة الاحتلال صهر وعي المواطن الفلسطيني وترويضه كما تشاء، فهي تقدم تسهيلات عن طريق تصاريح دخول إلى فلسطين المحتلة وغيرها تارة، وتمنعها تارة أخرى، حتى لا يفكر الفلسطيني بأي عمل من شأنه أن يُغضب إسرائيل أو يجعلها تلوح بعقوبات لاحقة أو تسحب أي من تلك الامتيازات التي "تمننت" لنا بها.

الأمر مماثل تمامًا لما يجري في المعتقلات الصهيونية، فإدارة السجون تمنح الأسرى امتيازات تارة وتسحبها تارة أخرى حتى تحاول إرغام الأسير على الامتثال للقوانين التي تحددها وتروضه كما تشاء.

بحسب الدكتور إسماعيل الناشف فإن هذه السياسة التي تتبعها إسرائيل إزاء الأسرى الفلسطينيين تسعى إلى تفريغهم من محتواهم الفكري والوطني، وتهدف لخلق فاصل رئيسي للجسد عن تركيبته السابقة في النظام الاجتماعي والأفعال، فهي تهدف إلى فسخ ميدان الجسد كقوة وكموضوع.

لا تدري إسرائيل أننا نعيش في فلسطين المحتلة ونعود إليها في كل يوم وفي كل دقيقة ووقتما نشاء. فالفلسطيني يمتلك ذاكرة عجيبة على الرغم من أنها شحنت بالكثير من الآلام إلا أنها لم تستطع أن تحل محل ذكرياتنا الجميلة، فما زلنا في مخيلتنا كل يوم نأكل برتقال يافا ونصيد السمك في عكا ونسبح في بحيرة طبرية..

أنا عندما أرسم خارطة وطني فإنني أتنقل بحرية في كافة عناوينه بدون حواجز أو معيقات.. سأبقى أرسم خارطة وطني على كفي، على الورق، على جدران الشوارع فلا توجد قوة في الكون تستطيع أن تتحكم في قلمي وخيالي.

اليوم نعود في مخيلتنا وغدًا نعود مشيًا على أقدامنا، فكما لكل شيء بداية فإن لكل شيء نهاية، ولن تستطع دولة الاحتلال ولا أي قوة في الكون أن تجهض أمنياتنا وأحلامنا، فتبًا لكم أيها الصهاينة وتبًا لتصاريحكم.. ستبقى ثورتنا منهمرة كالسيل الدافق حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني من دنسكم.

لو قُدر لإسحاق نيوتن العيش ومعاصرة الثورة الفلسطينية، لمزق أوراق قوانينه واكتشف قانون الجاذبية الحقيقي.. جاذبية الفلسطيني بأرضه... مائة عام من النضال وما زال الفلسطيني متمسك بأرضه.. مائة عام وما زال المفتاح في جعبته.. سنعود.. حتمًا سنعود.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة