الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 23:01

أردوغان يؤكّد إذ ينفي!/ بقلم: عدنان حسين

كل العرب
نُشر: 29/06/15 07:55,  حُتلن: 07:57

عدنان حسين في مقاله:

حدود تركيا خصوصاً مع سوريا والعراق مُراقبة على مدار الساعة وترابط على طولها قوات تركية منذ أربعين سنة

أردوغان يكشف عن سرّ التواطؤ فالواضح ان القوات التركية المرابطة على الحدود قد تركت قوات داعش تمرّ من دون اعتراض

لم يُفلح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هذه المرة أيضاً في تبرئة نفسه وحكومته من التواطؤ من جديد مع تنظيم داعش في الهجوم الذي شنّه التنظيم الإرهابي على مدينة كوباني الكردية السورية الخميس الماضي.

أردوغان بدا عصبياً وهو يتحدث في حفل الافطار الذي نظّمه الهلال الأحمر التركي في مركز "الخليج" للمؤتمرات بمدينة إسطنبول مساء الجمعة، متهماً الذين تحدثوا عن التواطؤ التركي مع داعش بان لديهم "نوايا خبيثة". لكنّ الذين تحدّثوا لم يكونوا في الغالب سوى شهود عيان من السكان والناشطين المحليين ممن اتصلت بهم قنوات فضائية مختلفة الجنسيات والتوجهات لينقلوا إليها ما شاهدوا، وهم شاهدوا وصول قوات داعش من جهة الحدود التركية. والمعلوم ان حدود تركيا، خصوصاً مع سوريا والعراق، مُراقبة على مدار الساعة وترابط على طولها قوات تركية منذ أربعين سنة، فضلاً عن ان بعضها مسوّر بجدار مزدوج من الأسلاك الشائكة وبحقول من الألغام.

وعدا عن عصبيته في الحديث، فإن الرئيس أردوغان قال في تلك الكلمة بلهجة حادة أيضاً " لن نسمح أبداً بإنشاء دولة كردية في سوريا، على حدودنا الجنوبية، وسيستمر كفاحنا في هذا السبيل مهما كانت التكلفة"... هنا يكشف أردوغان عن سرّ التواطؤ، فالواضح ان القوات التركية المرابطة على الحدود قد تركت قوات داعش تمرّ من دون اعتراض.

يتعب الرئيس أردوغان كثيراً وهو يحاول إقناعنا بان نظامه "لا يمكن أن يكون في صف أي تنظيم إرهابي"، كما قال في كلمته تلك، فهو رفض الانضمام الى التحالف الدولي المناهض لداعش، والمنطق يقول ان داعش ما كان له أن يكون بهذه القوّة والمنعة لو لم تسهّل السلطات التركية لعشرات الآلاف من عناصر التنظيم عبور الاراضي التركية الى سوريا ثم العراق. وفي وقت سابق قدّمت هيئة الاذاعة البريطانية دليلاً قاطعاً على ذلك حينما تنكّر أحد مراسليها في هيئة أحد الراغبين بالالتحاق بالتنظيم، فقد مكّنه ذلك من الوقوف بنفسه على التسهيلات اللوجستية المقدّمة من تركيا للتنظيم الإرهابي للتزود بالمقاتلين.

وكان أردوغان قد أعرب علناً منذ أيام عن "قلقه" من تقدّم قوات حماية الشعب الكردية نحو منطقة تل أبيض في شمال سورية، واصفاً هذا التطور بأنه تهديد لأمن تركيا، فعلى متن طائرته الرئاسية العائدة به من أذربيجان في 14 الشهر الحالي أبلغ صحفيين أتراكاً مرافقين له بانه قلق من أن تؤدي التطورات الأخيرة إلى إنشاء "كيان" يهدّد حدود تركيا!

من الطبيعي، والحال هذه، أن يسمح أردوغان لداعش بالقيام بكل ما من شأنه منع الكرد من إقامة الكيان الذي في رأس الرئيس التركي، ولابدّ أنه يتصور أن كوباني هي من القواعد المفترضة للكيان الذي يُقلق أردوغان المصمّم على عدم السماح "أبداً" بإنشاء دولة كردية في سوريا أو في غيرها.

نقلاً عن المدى

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة