الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 22:01

هل يكون عريقات خليفة أبو مازن/ بقلم: د.هاني العقاد

كل العرب
نُشر: 06/07/15 12:37,  حُتلن: 07:57

د.هاني العقاد في مقاله: 

 ترتيب أوراق اللجنة التنفيذيّة جزء من المهمة التي بدأ ينفذها الرئيس أبو مازن استعدادًا للمرحلة القادمة، وأعتقد أنّ الرّئيس قد اكتشف مؤخرًا مخططات مخفيّة داخل اللجنة التنفيذية ممّا دفعه لأن يفكر في خليفته

لعل العلاقة مع إسرائيل من الاهمية التي على اساسها تم اختيار الرجل لقيادة اللجنة التنفيذية للإبقاء على الشروط الفلسطينية للتفاوض مع اسرائيل والثبات على الشروط التي حددتها القيادة الفلسطينية وعدم العمل خارجها باي شكل كان

الأسبوع الماضي في اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية اتخذ رئيس المنظمة قرارًا هامًّا بتنحية أمين سر اللجنة التنفيذيّة عن منصبه وترك اللجنة أسبوعًا لتفكر في البديل، بالطبع أمين سر اللجنة التنفيذية المنتهية صلاحياته لم يعجبه ولم يتقبل القرار برضا حقيقي، وهذا الأسبوع أصدر قرارًا بتكليف الدكتور صائب عريقات الأكثر حنكة سياسيّة وخاصة في ملف المفاوضات مع اسرائيل وهو بالفعل سياسي مخضرم يستطيع إصلاح اللجنة التنفيذية من خلال توليه أمانة سر اللجنة التنفيذيّة للمنظمة، وأعتقد أنّ الرئيس أبو مازن اليوم بدا يرتب أوراق المؤسسة التي تمثّل الكل الفلسطيني وهي الممثل الشرعي والوحيد استعدادًا لمرحلة مستقبليّة، والكل يتوقّع اليوم أن تكون هناك مرحلة مفاوضات قادمة لكن ليس المقصود أن يقوّي المفاوض الفلسطيني فحسب بل المقصود تقوية اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ودفعها لتحديد وتنفيذ برامج رعاية شؤون الشعب الفلسطيني السياسية واتخاذ القرار السياسي فيها بالإجماع وعن وعي سياسي حقيقي لا مواربة لهذا و ذاك.

ترتيب أوراق اللجنة التنفيذيّة جزء من المهمة التي بدأ ينفذها الرئيس أبو مازن استعدادًا للمرحلة القادمة، وأعتقد أنّ الرّئيس قد اكتشف مؤخرًا مخططات مخفيّة داخل اللجنة التنفيذية ممّا دفعه لأن يفكر في خليفته ويجهز كافة المسوغات لذلك، وأعتقد أنّ تكليف الدكتور صائب عريقات بتولي أمانة سر اللجنة التنفيذية تهيئة لرئاسة اللجنة التنفيذية وهو أعلى منصب تنظيمي فلسطيني سياسي في منظمة التحرير الفلسطينية والذي يؤهّله بالفعل لرئاسة السلطة الفلسطينية، ولم يكلف السيد عريقات لملء مكانة خالية أو شغال وظيفة سياسيّة ما، بل كان له ما يبرّره وهي استراتيجية مناسبة وموفقة من الرئيس أبو مازن، فالرّجل له تقديره واحترامه في الوسط السياسي الفلسطيني والدولي هذا بالإضافة إلى أنّه يعتبر الخبير الفلسطيني الوحيد في دهاليز التفاوض مع اسرائيل. ولعل المهمة التي يتولاها اليوم السيد صائب هي ترتيب وضع اللجنة التنفيذية وتفعيلها بعد فترة استرخاء طويلة بسبب حالة البرود التي كانت تمر فيها تجاه كافة القضايا السياسية الفلسطينية بدءً من الوضع الداخلي الفلسطيني واسناد الحكومة الفلسطينية ومرورًا بإصلاح كافة مؤسسات المنظمة واطرها السياسية والاعلامية والثقافية وانتهاءً باعتماد استراتيجية العمل السياسي المستقبلي للمنظمة في ظل استحداثات المواجهة مع اسرائيل، وهذا سيحدّد لنا ما إذا كان عريقات هو بالفعل خليفة الرئيس أبو مازن و قد تصدر في الأيام القادمة توصية من اللجنة التنفيذية للمجلس المركزي بتعيين الدكتور عريقات نائبا للرئيس.

نعم قد يكون للرجل خصوم داخل اللجنة التنفيذية لكن أعتقد أنّ طبيعة عمل الرجل هي التي ستقنع خصومه بالعدول عن أساليبهم لأنّ ما يسعي إليه سيكشفهم، وخاصّة إذا ما عمل الرجل على اعتماد استراتيجية فلسطينية موحدة ذات ثلاثة مسارات للتعامل مع القضايا الدولية والداخلية وقضايا الصراع مع اسرائيل، على أن تكون استراتيجية متكاملة ترسم الطريق الواضح أمام الكل الفلسطيني في المسارات الثلاثة حتى لا يأتي او يخرج علينا أحد بنوع من المبادرات الغير مقبولة أو المبادرات السريّة أو حتى السعي لإبرام اتفاقات منفردة ، ولعل مثل هذه الاستراتيجيّة من شأنها أن تجمع الكل الفلسطيني وتقنع المجتمع الدولي أنّ القرار الفلسطيني مستقيل ومبني على أسس استراتيجيّة وإجماع وطني لا يمكن الخروج عنها، وبناء استراتيجية يجب أن تكون الخطوة الاولى للتنفيذية في اجتماعها الأول على ان تستعين هذه اللجنة بالخبراء في المسارات المختلفة وخاصة في العلاقات الدولية وادارة المعركة الدبلوماسية التي سيحقق فيها الفلسطينيين ما لا يمكن ان يحققوه باي استراتيجيات اخري، بالإضافة على الابقاء على مبدأ اشراك الاخوة العرب وجامعة الدول العربية في ذلك، كما وان التنفيذية يمكنها اعتماد مرجعية عربية قانونية ذات ابعاد سياسية في أي عملية تفاوض قادمة لتقدم النصح والمشورة المطلوبة خلال مراحل العمليات التفاوضية وصولًا للاتفاق التاريخي وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

لعل العلاقة مع إسرائيل من الاهمية التي على اساسها تم اختيار الرجل لقيادة اللجنة التنفيذية للإبقاء على الشروط الفلسطينية للتفاوض مع اسرائيل والثبات على الشروط التي حددتها القيادة الفلسطينية وعدم العمل خارجها باي شكل كان ولا تحت أي ظرف من الظروف فلابد وان يقتنع الجميع بانه لا مفاوضات مع اسرائيل دون وقف الاستيطان، ولا مفاوضات مع اسرائيل دون الاقرار بإنهاء الاحتلال الاسرائيلي عبر جدول زمنى ، ولا مفاوضات مع الاحتلال إلا بإقرار الاحتلال بقبول بقرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة وقبوله بإقامة الدولة الفلسطينية و عاصمتها القدس وبالتالي من شأن اي قرارات دولية تحققها القيادة الفلسطينية في هذا الاطار ان تكون قرارات نافذة ومبنية على اساس تنفيذي بمساهمات دولية، وهذا المسار الثاني الذي يحتم على اللجنة التنفيذية وضع الخطوط العريضة للتحرك فيه وانتزاع هذا القرار الدولي بدعم عربي ودولي لإنهاء الاحتلال القذر ومنح الشعب الفلسطيني حق تقرير المصير، ولا بد وان تعمل اللجنة التنفيذية على المسار الثالث وهو المصالحة الوطنية الفلسطينية واستعادة الوحدة التي صادرها الانقسام منذ 9 سنوات وبالتالي جلب المنظمات الفلسطينية التي لازالت خارج المنظمة الى البيت الفلسطيني الكبير وهو منظمة التحرير والالتزام باستراتيجية النضال الموحد ذات المسارات الثلاثة.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 
 

مقالات متعلقة