الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 15:02

يا أيها الهارب من كل شيء، تمهل!/ بقلم: جنان سجيع ابوليل

كل العرب
نُشر: 28/07/15 08:47,  حُتلن: 08:57


انت الذي تقرأ الان، انت الذي لا خيار لك سوى القراءة، لا تنتظر سوى المضمون، انت الذي تموت بين السطور لتجد لنفسك مخرجا اخر يُبعِث بك الحياة من جديد، انت الذي تلوم نفسك على أشياء فعلتها، واُخرى لم تفعلها، انت الذي تقف عند علامة التعجب، لا لتتعجب، بل لتسرح في الحياة قليلا..

الحياة، هي تلك اللعبة الخطيرة التي يجب عليك ان تفهم قوانينها جيدا، بعيدا عن القوانين الفيزيائية، يتوجب عليك دراسة قوانين البشرية لكي تستحق ان تكون بشرا .. تلك القوانين التي أضاعها الكثير من الناس، اتحدث عن قوانين الحب، الانسانية، والطبيعة..

عليك دراسة خطوتك جيدا قبل ان ترفع قدمك عن الارض، انت يا من طرت يوما في سماء اللهفة، يا من حملتك السعادة بأجنحة حالم، يا من وقفت على شفا الأمل .

انت الذي تنام بصمت، تفكر بصمت، تحلم بضجيج صامت. انت الذي تحاول قدر المستطاع ان تموت بصمت، انت الذي تبكي سرا، تموت وانت على قيد الحياة، بقلبك دفنت هموم الدنيا لتحسن ان تستمر. فتستمر... انت الذي يغرك الفرح المعلن.. تترك ماضيك للنار والاحتراق.. تحترق انت من رماد الذاكرة وتتمنى لو انك مريض فقد ذاكرته في احدى حوادث الغياب.. انت الذي تبتسم للحزن كالمنتصر في ثورة لم تحدث.. فانت اضعف من ان تثور، اضعف من ان تخرج للنور وتعترض.. انت الذي لا تفهم لماذا انت!؟ ولماذا الان!؟

تعال اخبرك عما يخطر في بالي الان، تعال افضح لك حقيقة لا يعرفها احد عن الحياة..


من قوانين الحياة الاولى ان تعيش، لا ان تبقى على قيد الحياة بل اجعل الحياة تبقى على قيدك انت. ان تؤمن بان ما تراه ليس بالضرورة ان يكون هو الحقيقة. آن الآوان لان تعرف انه لطالما دُفنت الجثث على رصيف الورق خلف الهوامش حيث لا يُكتب ولا يُقرأ، حيث يكون أغلبنا جثثا مدفونة فحسب..

يا أيها الهارب من كل شيء، تمهل! عد الى نقطة البداية حيث اتخذت قراراتك ورسمت لنفسك طرقا قد تندم عليها لاحقا.. فليكن! الندم قد يكون أفضل من الهاوية بكثير.. لا تفكر كثيرا فيما قد مضى.. دعك من كل راحل تركك خلفه ورحل.. حتى الزمن لا تنظر الى الخلف لتراه.. انظر أمامك مباشرة ستجد كل الأشياء الجميلة تنتظرك..

انت أيها المُنتظر، هناك الكثير من الاحلام ان لم تحققها جميعها في ماضيك او حاضرك لا بأس! لا بد ان المقاعد الشاغرة في الصفوف الاولى للنجاح والسعادة تنتظرك في مستقبل مزدهر اكثر...
أغمض عينيك وأحلم... لا عيب في الحلم..

فلتدفن احزانك لتستمر.. ولا عيب ان بكيت..

ناضل لان تعيش سعيدا.. إياك ان تموت وانت حزين..

ان وجدت الحب في زوايا هذه المدينة لا تتخلى.. على الأقل قبل ان تصبح النهاية واضحة أمامك!


ان وجدت السعادة في أتفه الأشياء من حولك فلا تستغرب.. فالأشياء الصغيرة التي تجعلنا سعداء اليوم هي ذاتها الأشياء الكبيرة التي سنراها غدا!!

ان ظننت يوما ان الموت هو نهاية كل شيء، فأطمئن لا نهاية لمن لم يبتدأ بعد.. لا تحزن ان أبكاك احدهم بعدم اكتراث، عليك ان تتخطى هذا ايضا.. لا تتغيب عن الفرح يوما، دائما كن حاضرا، لا تدري متى تطرق السعادة أبوابك، لذا كن أنيقا! لا تنتظر موت احدهم لتبكي عند تربته وتعترف انك تحبه جدا! لا تنتظر ان يأتي اليك الغائب لانه مشتاق، كن انت الحاضر ان كنت مشتاقا ولا تكترث! مهما قالوا عنك فاشلا ستبقى الناجح فقط لانك لم تستمع لثرثراتهم.. -وبالمناسبة مجتمعنا يثرثر كثيرا-

ان كنت عديم الثقة بالنفس ستبقى دائما في موضع الحصار، ستبقى محطما، مكسورا، منسيا في احدى ازقة الغياب. لذا ثق بنفسك قبل ان تطلب ثقة الآخرين بك..

في النهاية من كل شيء وككل شيء اخر عليك ان تختار : اما ان تعيش او ان تبقى على قيد الحياة فحسب!

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة