الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 12:01

محوريتان للجسر السعودي - المصري/ بقلم: راجح الخوري

كل العرب
نُشر: 05/08/15 08:09,  حُتلن: 08:11

راجح الخوري في مقاله:

السعودية ومصر دولتان كبيرتان تمثلان قاعدتي الجسر الإستراتيجي العربي الذي يفترض ان يعمل على إنتشال المنطقة المتخبطة في الفوضى من اليمن الى تونس مروراً بالعراق وسوريا وليبيا

"إعلان القاهرة" وجه صفعة الى الذين هللوا لزيارة خالد مشعل ورفاقه للسعودية مفترضين انها مؤشّر لانهيار العلاقة بين السعودية ومصر التي تتهم "حماس" بالضلوع في الأعمال الإرهابية في سيناء

يشكّل "اعلان القاهرة" محطة مهمة في عملية اعادة التوازن ومواجهة التحديات الخطيرة التي تعصف في المنطقة العربية من المحيط الى الخليج، سواء جاءت عبر التدخلات الإقليمية وأبرزها الإيرانية التي وصلت الى حد إعلان طهران سيطرتها على أربع عواصم عربية، أو جاءت عبر "داعش" والحركات الإرهابية التي تنبت مثل الفطر الأسود في المنطقة.

ليس خافياً ان السعودية ومصر دولتان كبيرتان تمثلان قاعدتي الجسر الإستراتيجي العربي، الذي يفترض ان يعمل على إنتشال المنطقة المتخبطة في الفوضى من اليمن الى تونس مروراً بالعراق وسوريا وليبيا، وفي هذا السياق دور السعودية محوري في منطقة الخليج والدور المصري محوري من باب المندب الى موريتانيا، ولهذا يمكن ترجمة أمينة لمندرجات "إعلان القاهرة" ان تنقل الوضع العربي من حال الإنحدار الى حال المنعة والقوة ومواجهة الأخطار وكبح كل التدخلات!

هكذا كان من الطبيعي ان يحظى"إعلان القاهرة" باهتمام كبير على المستويين الإقليمي والدولي، لأنه يمثل انطلاقاً لمرحلة جديدة من العمل الممنهج والرؤية الموحدة لأكبر قوتين عربيتين "في مواجهة كل محاولات التدخل في الدول العربية أياً كانت مصادرها، وذلك حفاظاً على النظام العربي وترميمه وتقويته في مواجهة محاولات اختراقه وإضعافه"، كما أعلن الناطق باسم الرئاسة المصرية.

الإعلان تضمّن ستة بنود تناولت الآليات التنفيذية لمسار التكامل المصري - السعودي، الذي يفترض ان يحسّن قوة الردع لمواجهة الأخطار الإرهابية والتدخلات الإقليمية، ويوفّر بالتالي رافعة قوية للوضع العربي، لكن البند الأول يكتسب أهمية متقدمة لأنه ينصّ على "تطوير التعاون العسكري والعمل على إنشاء القوة العربية المشتركة".

ذلك ان السعودية التي أعلنت "عاصفة الحزم" لإسقاط الإنقلاب الحوثي الذي تدعمه طهران في سعي واضح للسيطرة على باب المندب بما يوفّر لها كماشة حول السعودية وخنقاً لقناة السويس، والتي تشن حرباً لا هوادة فيها على "القاعدة" و"داعش"، وتعمل لوقف المذبحة في سوريا وخصوصاً بعدما صار الشعب السوري بين نارين نار النظام ونار الإرهابيين، تتلاقى على جبهة واحدة مع مصر التي تشنّ حرباً لا هوادة فيها على الإرهابيين الناشطين في الداخل وعلى "الدواعش" في سيناء كما انها تواجه خطر الفوضى الإرهابية في ليبيا، ولهذا فإن التعاون العسكري بين البلدين ضروري لدعم الدور المحوري لكل منهما في محيطه.

"إعلان القاهرة" وجه صفعة الى الذين هللوا لزيارة خالد مشعل ورفاقه للسعودية مفترضين انها مؤشّر لانهيار العلاقة بين السعودية ومصر التي تتهم "حماس" بالضلوع في الأعمال الإرهابية في سيناء، ولهذا جاء بيان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير سريعاً في تأكيده انها زيارة دينية لأداء مناسك العمرة وان الموقف من "حماس" التي تسبح في مياه ايرانية لم يتغيّر.

نقلاً عن النهار

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة