الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 12:02

ليدي- مرشدة الصم والبكم نور مرعي من قلنسوة: من حقّنا أن نكون في المركز

خاص بمجلة ليدي
نُشر: 06/08/15 14:39,  حُتلن: 20:01

نور مرعي مرشدة الصم والبكم لمجلة ليدي:

صحيح اننا من شريحة الصم والبكم لكن في نفس الوقت لدينا قدرات وكفاءات عالية لأن نقف امام أيّ مشروع يتعلق بعملنا

انا احب بلدي واهلها ومعالمها لكن قلنسوة لا تزال جريحة وينقصها الكثير من مرافق عامّة وأطرًا كثيرة لدمج الاجيال المختلفة فيها

ليدي- اختتمت مؤخرًا في نادي الصم في مدينة قلنسوة، دورة لغة الاشارة للصم، التي تنظم للمرّة الأولى، والتي تلقى خلالها المشاركون من مدينتي قلنسوة والطيبة، إرشادات أساسيّة في لغة الاشارة، ذلك من أجل تلقين افراد المجتمع لغة الاشارة الخاصّة بالصم، بهدف منحهم فرصة أوسع للتواصل مع المجتمع. وقد تمّ طرح المضامين للمشاركين من قبل المرشدتين، نور مرعي وفاتن جمل، عضوا نادي الصم في قلنسوة، حيث أشاد بأدائهما المشتركون لمهارتهن في تمرير الدورة التي اتسمت بقدرة ذوي احتياجات خاصة على تعليم لغة يعجز عنها الاخر.
مراسلة مجلة ليدي تحدثت مع المرشدة نور مرعي وكان بيننا هذا الحديث.


نور مرعي

ليدي: هل لك أن تعطينا فكرة عن دورة لغة الاشارات؟
نور: الدورة نظمت بمبادرة من الناشط الاجتماعي نواف زميرو وكانت مجانية، وتألفت من سبع لقاءات، تعلم من خلالها المشاركون أسس لغة الإشارات، والحروف والكلمات والمصطلحات العامة. بعد دراسة الأمر جيّدًا قررنا افتتاح الدورة واخراجها إلى حيّز التنفيذ.

ليدي: كيف كان الاقبال على الدورة؟
نور: في بداية المشوار انتابنا نوع من الخوف والقلق من الفشل، لكننا فوجئنا من الاقبال الواسع وعدد الاشخاص الذي انتسبوا للدورة، من الرجال والنساء والطلبة، ولمسنا منذ اللحظة الاولى تعطش المشاركين لتعلم لغة الاشارة.

ليدي: ما هي الاساليب التي استخدمتموها لإنجاح الدورة كما يجب؟
نور: صحيح اننا من شريحة الصم والبكم، لكن في نفس الوقت لدينا قدرات وكفاءات عالية لأن نقف أمام أيّ مشروع يتعلق بعملنا، والعمل على تطويره وانجاحه. قبل البدء بالدورة، قمنا بإعداد برنامج عمل حتّى يكون أسلوبنا في التعليم مقبول ومفهوم على الجميع، والحمد لله رب العالمين اننا ادينا رسالتنا على احسن وجه، ورأينا نتائج ايجابية على أرض الواقع.

ليدي: ما هي الصعوبات التي واجهتكم في بداية مشواركم؟

نور: كانت لدينا تخوفات من اندماج المشاركين بالدورة ومدى استيعابهم للمواد التعليمية، لكننا لمسنا مدى تعطش الآخرين لدراسة لغة الإشارة، وهذا ما شجعنا على كسر الحواجز والعقبات والنهوض نحو الأفضل.

ليدي: كيف ينظر المجتمع لشريحة الصم والبكم؟
نور: مع الاسف الشديد هنالك من يعتقد أنّ شريحة الصم والبكم يجب أن تبقى في الزاوية وعدم اشراكها في صياغة وصنع القرار. أقول لهؤلاء انه صحيح بأنّنا صم وبكم لكننا نستطيع أن نؤثّر على كافّة الاصعدة، دون خوف أو تردد، وأنا واثقة من الانجازات التي سنحققها، ويمكننا أن نقوم بأيّة خطوة كالآخرين واحيانا حتى نكون افضل.

ليدي: دعينا نتكلم عن امكانيّة إغلاق نادي الصم والبكم، ماذا ستفعلون في هذه القضية؟
نور: صحيح كنا سعداء لافتتاح الدورة، والجميع اعرب عن فرحته لهذه الخطوة السامية، لكن في نفس الوقت شعرنا بالحزن والألم عندما علمنا بأنّ هنالك محاولات جدية لإغلاق نادي الصم والبكم الذي اصبح بالنسبة لنا بيتنا الثاني. إنّ هذه المحاولات تدل وتشير الى مدى استهتار جهات رسمية بشريحة الصم والبكم الامر الذي نرفضه جملة وتفصيلا.

ليدي: ما هي الخطوات التي يمكن القيام بها لمواجهة اغلاق النادي؟
نور: مع كل ما نواجهه من صعوبات، لن نقف مكتوفي الايدي، بل سنناضل للمحافظة على النادي. رسالتنا يجب أن تصل لكل من يهمه الأمر، وهي اننا لن نتنازل عن حقوقنا. من حقنا أن نحظى بتعامل وحقوق مثل أيّ مواطن في هذه الدولة. لن نسمح بأيّ تمييز، وجميعا سنتكاتف حتى نضل للهدف المنشود.

ليدي: كيف كانت ردود فعل المنتسبين للدورة وللمرشدات؟
نور: المشاركون رائعون ومتفهمون لظروفنا، شعرنا بمدى انتمائهم للنادي وتعلقهم به، وكم سعدت عندما استمعت اليهم وهم يقولون "هذا النادي يجب أن يبقى وجميعنا سنناضل بهدف المحافظة عليه". عندما نسمع هذه الكلمات والدعم المعنوي نشعر بالارتياح وهنالك جهات يهمها أمرنا وأمر الآخرين. هذا التكاتف سيدعم مسيرتنا وسيحقق طموحاتنا التي طالما حلمنا بها.

ليدي: كيف تشعرين في بلدك قلنسوة؟

نور: أنا أحب بلدي واهلها ومعالمها، لكن قلنسوة لا تزال جريحة وينقصها الكثير من مرافق عامّة وأطر كثيرة لدمج الاجيال المختلفة فيها. صحيح أنّ البلدة تمر بظروف صعبة وقاسية، لكن علينا أن نجد أطرًا بديلة كي نندمج بها لخلق اجواء تعليميّة وثقافيّة وترفيهيّة، لا أن نبقى متقوقعين في نفس الدائرة الضيقة. 
 

مقالات متعلقة