الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 19 / مايو 23:02

رحل الذي أنصفنا/ بقلم: عفيف شليوط

كل العرب
نُشر: 14/08/15 14:31

فُجع الوسط الفني وعُشّاق الفنان الكبير نور الشريف، هذا الممثل الذي حقق النجاحات المثيرة والملفتة للنظر في السينما المصرية، فأصبح جزءًا هاما ومركزيًا في تاريخ مسيرتها، وفي مسيرة الانتاج التلفزيوني، والذي ساهم أيضًا في مسيرة المسرح المصري، بنبأ وفاته يوم الثلاثاء الماضي عن عمر يناهز الـ69 عامًا، بعد صراع مرير مع المرض. رحل أحد أبرز نجوم السينما المصرية بعد أن أتحفنا بإدائه المميز في أروع أفلامه السينمائية، "عمارة يعقوبيان"، "ناجي العلي"، "اختفاء جعفر المصري"، "ليلة البيبي دول"، "دم الغزال"، "العاشقان"، "المصير"، "الهروب الى القمة"، "قصر الشوق"، "بئر الحرمان"، "مدينة الصمت"، "لا وقت للدموع"، "الصعاليك"، "نسور المجد"، "ثمن الخوف"، وغيرها عشرات الأفلام الرائعة والمثيرة.

شاءت الظروف أن يُكرّم الشعب الفلسطيني الفنان نور الشريف قبل رحيله، حيث مُنحت جائزة القدس للثقافة والابداع في العام الماضي للفنان العربي الكبير نور الشريف، وقد تسنّى لي المشاركة في حفل توزيع الجائزة في مدينة رام الله، حيث اعتذر نور الشريف عن الحضور الى رام الله بسبب حالته الصحيّة، لكنه وجّه كلمة مؤثرة عرضت خلال حفل توزيع الجائزة من خلال فيلم قصير عبّر فيه عن سعادته بتسلمه لهذه الجائزة الهامة، واعتذر عن عدم تمكنه من الحضور لمدينة رام الله لاستلام الجائزة. فوجه كلمة خاصة إلى فلسطينيي الـ48، وهذه كانت مفاجأة هذا الحدث، حيث قدّم اعتذارًا لنا على قرار خاطىء بمقاطعة فناني وأدباء فلسطينيي الـ48، قائلًا يجب تصحيح هذا الخطأ، حيث أضاف: "علينا أن نستوعب وندعم هؤلاء ونكسبهم لا أن نعاديهم". وهذا التصريح ومن قبل فنان كبير كنور الشريف يعتبر نقطة تحوّل هامة في طريقة التعامل معنا في العالم العربي، نأمل أن يكون لها ما بعدها. إن الفنان نور الشريف بهذه الكلمات يكون قد أنصفنا، ورد لنا اعتبارنا، وأشعر أننا مدينون له بذلك.

وجائزة القدس للثقافة والإبداع، هي جائزة للثقافة والابداع تُمنح سنويًا لمبدعين فلسطينيين وعرب سنويًا، إذ يتم تشكيل لجنة تضم نخبة من كبار المثقفين الفلسطينيين وتقوم هذه اللجنة باختيار الحائزين على الجوائز. جرت العادة أن تمنح جائزة في كل عام لمبدع مقدسي ومقيم في القدس، وجائزة أخرى لمبدع فلسطيني من خارج مدينة القدس، وجائزة لمبدع عربي أو عالمي تناول مدينة القدس في انتاجاته الابداعية ودافع من خلالها عن عروبة القدس، ولهذا وقع الاختيار على الفنان نور الشريف ليُمنح هذه الجائزة، فهو نصير القضية الفلسطينية وأحب مدينة القدس حبًّا جمًّا وكرّس لها مكانًا بارزًا في إنتاجاته الفنية.

وُلد نور الشريف في العام 1946 لأسرة فقيرة في محافظة المنيا في مصر، اسمه الحقيقي والكامل محمد جابر محمد عبد الله، حصل على دبلوم المعهد العالي للفنون المسرحية بتقدير امتياز، وكان الأول على دفعته عام 1967. بدأ بممارسة فن التمثيل في سن مبكرة، حيث انضم لفرقة التمثيل التابعة للمدرسة التي تعلّم فيها، وبدايته الجدية في مجال التمثيل المسرحي كانت مع الفنان سعد أردش، الذي رشحه للعمل معه، فأسند إليه دورًا صغيرًا في مسرحية "الشوارع الخلفية"، ثم اختاره المخرج كمال عيد ليمثل في مسرحية "روميو وجولييت". تزوج من الممثلة بوسي، وأنجب منها ابنتان، سارة ومي.

بالاضافة للنجاحات التي حققها نور الشريف في السينما المصرية، إلا أنه تألق أيضًا في التلفزيون المصري من خلال مسلسلاته الدرامية :"عائلة الحاج متولي"، "هارون الرشيد" و "عمر بن عبد العزيز".

كما حصل نور الشريف خلال مسيرته الفنية على العديد من الجوائز الهامة منها "جائزة أفضل ممثل" عن دوره في فيلم "ليلة ساخنة"، وعلى جائزة مهرجان نيودلهي عن اشتراكه بفيلم "سائق الأوتوبيس".

شُيّع جثمان الفنان الراحل نور الشريف يوم الاربعاء الماضي من مسجد الشرطة في مدينة 6 أكتوبر، ملفوفًا بالعلم المصري وبمشاركة عدد كبير من الفنانين وعشّاق فنه. رحل عنّا هذا النجم اللامع والفنان القدير والمثقف مُخلفًا وراءه إرثًا غنيًّا من الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية الدرامية التي كوّنت الجزء الهام والمركزي في تاريخ الفن في مصر.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة