الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 07:02

مكانة النساء/ بقلم: عمر أبو جابر

كل العرب
نُشر: 23/08/15 20:45,  حُتلن: 07:48


الحمد لله الذي خلق اللسان، فجعل فيه البيان، فدل به على النعم ، واجرى به القلم وختم، وذرأ، وبرأ، وحكم، وقضى صرف الكلام بلغات مختلفة على معاني متفرقة، الفها بالتقديم والتأخير والاشباه، والمناكير، والموافقة، وأدته الاذان الى القلوب بالإفهام ، وادته الالسن بالبيان، فاستدل به على العلم، وعبد به الرب، وابرم الامر، وعرفت به الاقدار ، وتمت به النعمة.

انه لمن المعلوم ان المرأة هي التي تبني في بيتها الرجال، وتعد لساحات الجهاد والابطال، وتساعد في صناعة الاجيال، فالمرأة هي التي تنجب الرجال، وتربيهم صغارا، وتعينهم كبارا، وليس ذلك بغريب ولا بعجيب اليست هي الام، اليست هي الابنة اليست هي الاخت اليست هي الزوجة، ولذلك فالإسلام الحنيف ينظر الى كل من الرجل والمرأة على انهما القطبان الذي بهما تتكون الانسانية دون امتياز لاحدهما على الاخر فيما لهما من قيمة انسانية.

قال تعالى: (بسم الله الرحمن الرحيم، يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير- صدق الله العظيم.) فالمقياس عند الله بالعمل الصالح ولذا ينال كل منهما ما يستحقه عند ربه من جزاء بحسب عمله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الا استوصوا بالنساء خيرا" وهذا كان من اخر ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم قبل موته.

لقد ساوى الاسلام بين الرجل والمرأة في القيمة الانسانية، والحقوق المدنية، فكل منهما محفوظ النفس، والعرض، والمال، والحرية الا بما يوجبه الشرع الحنيف عليه عند الوقوع في الخطأ والزلل ولذا فلكل منهما له دور يناط به القيام بأعبائه فقد قرر الاسلام بوضوح ما لكل واحد من الجنسين من الحقوق وما عليه من الواجبات فالمرأة شريكة الرجل في تحمل مسئولية ما يصبو اليه المجتمع الاسلامي من مكانة سامية، ومنزلة عالية وهي شريكة الرجل في تحمل مسئولية الامر بالمعروف، والنهي عن المنكر.

وهي شريكة الرجل في السعي لإقامة الصلاة وايتاء الزكاة وسائر الطاعات اذن فهي تحيا لرسالة عظمى، وغاية كبرى، وامر جليل، وخطب عظيم .


لقد كرم الاسلام المرأة وهي وليدة وناشئة واما وزوجة فتكريمها وليدة اذ حرم وأد البنات وعظم وزر من يفعل تلك الجريمة الكبرى، واكرمها ناشئة اذ حرم الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم تفضيل الذكور على الاناث في الحنان او العطايا، وامر الاسلام بحسن التأديب لهن، وإظهار الفرح والسرور عند ولادتهن، واما تكريمهن كزوجات فقد امر الله تعالى بإحسان عشرتهن ، والتغاضي عن اخطائهن ، والتجاوز عن هفواتهن، كل ذلك محافظة على كيان الاسرة .وكرم الله المرأة في دور الامومة بان جعل الجنات تحت اقدام الامهات فبرضاها عن ولدها يفوز المرء بجنة الله، واما سخطها فمجلبة لسخط الله تعالى. وبما انه يجب ان نتجاوز عن هفواتهن فذاك من الصبر، والصبر على المحن مع الشكر افضل من الصبر على الضراء فقط ، وفيه بيان ان الغضب والحزن يحمل الرجل الوقور على ترك التأني المألوف منه، وكراهة سخط النعمة، واحتقار ما انعم الله به، ولو كان قليلا، والاستغفار من وقوع ذلك، وهكذا نرى ان الاسلام كرم المرأة ايما تكريم، واعطاها حقوقا لم تكن لها من قبل، ولكي تحافظ المرأة على هذا التكريم لا بد لها من القيام بواجباتها المنوطة بها وقيامها بعبودية الله تعالى.

وان تاريخنا يزخر بمن هن قدوة كريمة الا وهن نساء اسلافنا في عصر النبوة والتابعين. ولقد كانت سيرتهن اليقين والمحبة والخشوع والخضوع والشكر في الرخاء والصبر عند البلاء والرضا بالقضاء، ميزات طيبة للنساء الطيبات. والمرأة الطيبة هي من تيسر امرا كان عسيرا وتهون موقفا يكون صعبا، وهي بمواقف لها عطرة واعمال حسنى وكلمات جميلة تجعل اسمها يدون في سجل الهمة والاباء والصبر والحمية والطهر والعفاف، وتكون لها مكانة سامية ورتبة عالية.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة