الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 23 / أبريل 16:02

أنين كرسي/ بقلم: هدى ناصر

كل العرب
نُشر: 24/08/15 14:47,  حُتلن: 10:11

مسح حبات العرق الملتصقة بعناد على جبهته .. ارخى جسده على الارض وتنهد بقوة زافرا تعبه والارهاق.. اغمض عينيه فيما تنسحب الشمس ببطء .. تناهى الى سمعه انين مكتوم، اتسعت عيناه بدهشة .. ما هذا ؟ من عساه يكون ؟
اغمض عينيه واعاد فتحهما مرارا وتكرارا حتى تأكد انه لا يتخيل.. الصوت تعالى واشتد.
قام وصاح : من هناك ؟
لا مجيب فقط صدى لصوته يتردد وفجأة توقف الانين كما بدأ.. هز رأسه بتعجب ، جر قدميه الى البيت.. كان يومه شاقا بالفعل .. اضطر للنهوض باكرا جدا والعمل بجد وبسرعة لينتهي من تنظيف القاعة .. قبل انعقاد الجلسة الطارئة والمؤتمر الصحفي لمواكبة التطورات.. والتنظيف بعدها استعدادا للغد .
كان خطاب الرئيس مجلجلا، متوعدا، مهددا وكبيرا رغم ذلك لم يكن لينطلي عليه كل هذا الزيف والخداع.. لا يعدو بضع كلمات مرصوصة ومصفوفة جاهزة لإسكات الافواه والاجهاز على الغضب وقاتلة لاي رغبة ثأر او انتقام.. خير مخدر .
في اليوم التالي عندما اراح الرئيس مؤخرته على الكرسي ، ارتفع صوت الانين يصم اذنيه تلفت ينظر حوله لكن الكل كان مشغولا جدا.. بمتابعة خطاب الرئيس الذي اخذ يشجب ويستنكر او بتحضير أوراق او جلب اشياء او التصوير والتوثيق .
لا احد انتبه سواه .. احمر وجهه خجلا.. لابد انه يهلوس او جن فكرسي يئن ووحده من يسمع ..
اشفق عليه وقرر ان يريح الكرسي الذي يئن من وطأة ثقل الرئيس و كلماته ويزيح عن كاهله الالم والتوجع..
هرع الى المخزن يبحث عن اخر يبدله به فوجد كرسيا مغبرا، كثير الاتربة، نظفه، فبدا بحال جيدة وحالما فرغت القاعة قام بنقله واعاد الاخر الى المخزن .
رجع الى بيته هانئا، مرتاح البال ..
في اليوم التالي انكسر الكرسي بالرئيس ووقع .. بينما كان يشاهد تبعات ما فعل على التلفاز ، فزع على صوت طرقات تكاد تخلع الباب .. امسك به رجال الشرطة من ذراعيه وجروه بينما قال احدهم بصوت تقريري غليظ :
- سيد عارف انت متهم بالتآمر على الرئيس و الاعتداء عليه والتسبب بأذيته وتعطيله عن عمله وتشويه صورته ..
فغر فاهه وكاد يصرخ: انه مجرد كرسي!
لكنه ارتخى .. ارتخى كثيرا ، هو يعلم ان الكرسي عاد من جديد للانين.. ذاب بين ايديهم.

الطيرة

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة