صحيفة لوموند الفرنسيّة:

هنالك من يرجّح استقالة عبّاس لأنّه بات مرهقًا من هذا المنصب في حين يرجّح آخرون أنّ عبّاس لم يعد يحتمل أعباء الرّئاسة

كشفت صحيفة لوموند الفرنسيّة في مقال نشرته عن الابعاد الرّئيسيّة النّاجمة عن استقالة الرّئيس الفلسطيني محمود عبّاس أبو مازن، من رئاسة منظّمة التّحرير، واعتبرت أنّ هنالك ثلاثة أهداف تقف من وراء ذلك، والتي تتمثّل بإزاحة منافسيه المحتملين وخصوصًا ياسر عبد ربّه، وتهيئة الظّروف أمام كبير المفاوضين صائب عريقات لخلافته ثمّ السّعي إلى تدعيم موقف فتح فيما يتعلّق بالمفاوضات مع إسرائيل".

من اليمين: عبّاس وعريقات في صورة من الأرشيف

وجاء في تقرير الصّحيفة الفرنسيّة أنّ "هنالك من يرجّح استقالة عبّاس لأنّه بات مرهقًا من هذا المنصب، في حين يرجّح آخرون أنّ عبّاس لم يعد يحتمل أعباء الرّئاسة". وقدّرت الصحيفة بأن هذا الإجراء الذي قام به عبّاس سيحسم عدّة قضايا، أوّلها قضيّة ياسر عبد ربه، اليساري الشهير الذي رافق الراحل ياسر عرفات في مسيرته، والذي أقيل من منصب الأمانة العامة للمنظمة أوائل تموز/ يوليو الماضي.

ويشار إلى أنّ عبّاس قدّم استقالته رئاسة منظمة التحرير الفلسطينيّة، الجمعة الموافق 21 من آب الجاري، والتي تعتبر أهم مؤسّسة في السّلطة الفلسطينيّة.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في خضم هذه التطورات، أعلنت حماس ولأول مرة وجود اتصالات مع إسرائيل حول مستقبل غزة، وهو ما أثار حفيظة عباس الذي اعتبر ذلك عقبة في مسار المصالحة الوطنية الفلسطينية، في محاولة منه للأخذ بزمام المبادرة من جديد. وبحسب الصحيفة، فان الاستقالة سيترتب عنها جلسة استثنائية للقيادة، لترتيب الأمور داخل الهيئة التنفيذية لمنظمة التحرير، إذ إنه من المنتظر أن تجرى انتخابات داخلية، قد تفضي إلى إعادة انتخاب عباس، وهو ما سيؤدي إلى تزايد نفوذ فتح وإحكام سيطرتها على منظمة التحرير الفلسطينية.