الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 20 / مايو 01:02

شعر: يبكي أيلول... ويقول/ بقلم: لمى مرجية- النّاصرة

كل العرب
نُشر: 08/09/15 23:59,  حُتلن: 10:18

لقد جاءَنا الخريفُ في أيلولْ
حاملًا معه كلَّ علاماتِ الذبولْ
فارتبكتْ الطبيعةُ
واندمجتْ الفصولْ
هطل الحزنُ مطرًا
وتحوّل الظلمُ إلى سيولْ
لم يعدْ الصيفُ صيفًا
والحرُّ انقلبَ سيفًا
يخترقُ الإنسانَ ويحوّلُهُ
إلى قاتلٍ أو مقتولْ
***
اجتاح بلادي الاصفرارْ
محطّمًا اليباسَ والخضارْ
منذرًا بعلامات الدمارْ
***
حاصَرَنا الترابْ
والشعبُ في حالةِ سكونٍ وارتقابْ
حاملًا معه دموعَ الأطفالِ
آهات النساءِ ودماءَ الشبابْ
لأوّل مرّة يتوحّد العرب... بالعقابْ
***
يبكي أيلولْ
يصرخُ ويُوَلوِل
ثمّ يرفع يديه للسماءِ ويقولْ:
حمَّلوني وزر أمانيهم
وأحلامهم
وأنا عن تحقيقها غير مسؤولْ
***
يتابعُ أيلول الحزينْ:
تعبتُ من الشوق والحنينْ
وها أنا أنتظر بفارغ الصبرِ
تسليمَ عرشي لتشرينْ
لعلّه يحوّل الخيرَ إلى يقينْ
***
أتوق للحريّة
بعيدًا عن البلاد العربيّة
ولتشرينَ بعدي حقُّ الأولويّة
كشبلٍ يستلم تاجه من أسدٍ
في البريّة...
***
غاب نزار وجبرانْ
وخلّفا لنا ألفَ دليلٍ
على قسوة الإنسانْ
منذ عشرات السنينْ
لا يزال الموتُ في بلادنا مشروعًا
والقتلُ علامةٌ على الجبينْ
تتشكّل في رحمِ المرأةِ العربية
وتتطوّر كبقيّة أعضاء الجنينْ
لا يزال الحكم في بلادنا ظالما
والشعبُ أخرس إلّا عن هزّ رأسِهِ
وقولِ كلمة "آمين"...
***
اجتاحت بلادَ العرب عاصفةُ غبارْ
فَرضًا لا اختيارْ
فالعرب شعبٌ اعتاد الإجبارْ
وفقد معه نكهةَ التصميمِ والإصرارْ
صار يقبل كلَّ شيءٍ
ويخترعُ "أفحلَ" الأعذارْ
حتى الطبيعةُ أعلنت عليه الاستعمارْ
وأظلمت له وهج النهارْ
***
قالت العاصفةُ للشعبْ:
لقد جئتُ من بلادٍ عصريّة
أعادَتها الحربُ إلى بدائيّة
بلاد تحوّلت إلى خيمٍ وقبائلْ
وحمّلتني آلاف الرسائلْ
يفوح منها عطرُ الشهداءْ
لعلّ هذا ينجحُ في أن يكونَ آخرَ نداءْ
جئتُ أذكّركم بالمحبةِ والرجاءْ
وعقوبة الامتناع عن المساعدةِ والعطاءْ
فيومًا ما سيكون اللقاءْ
في عالمٍ آخرَ أكثر عدلًا
وحينها لا مفرّ من ذلك القضاء
استفيقوا!
فلكم ربٌّ شاهدٌ على أفعالكم
في السماءْ
***
اختفى الصوتُ في الفضاءْ
حلّ صمتٌ مدوٍّ
وامتلأ المكانُ صفاءْ

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة