الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 09 / مايو 13:02

ماذا تبقى في جعبة الرّئيس عباس؟!/ بقلم: فادي أبو بكر

كل العرب
نُشر: 17/09/15 15:16,  حُتلن: 07:23

فادي أبو بكر في مقاله :

في اعتقادي ليست هذه هي المفاجأة ولن يستقيل الرئيس عباس من منصبه حتى لو كان يتمنى ذلك في قرارة نفسه لأن القرار هذا لا يملكه وحده وإنما هناك لجنة تنفيذية ولجنة مركزية تقرر معه

لا شك بأن المفاجأة ستتضمن أفكارًا جديدة والعالم كله يترقب هذه المفاجأة فبالنسبة الرئيس عباس فقد بلغ السيل الزبى ولم تعد هناك طريقة إلا وحاول فيها مع حكومة الاحتلال من أجل إحلال السلام 

الرئيس يتحدى المستحيل في ظل أقذر الكواليس وعلى الرغم من الاعترافات الدولية بالحق الفلسطيني بقي الوضع كما هو عليه ولم يتغير سوى الشعار والمسمى من "سلطة فلسطينية إلى دولة فلسطين"

أجرى الرئيس محمود عباس اليوم لقاء مثير مع صحيفة "القدس العربي" في مقر الرئاسة في مدينة رام الله، حيث أعلن فيه على أنه سيقدم مفاجأة في خطابه القادم في الأمم المتحدة، حيث قال ((سألقي في نهاية الخطاب قنبلة. ولن أكشف عن ماهية هذه القنبلة)). فماذا تبقى في جعبة الرئيس عباس ليقدمه؟!

تأتي هذه التصريحات في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس نيته الاستقالة من منصبه وذلك بسبب الضغوط العربية والإسرائيلية والأمريكية الخانقة، ولكن في اعتقادي ليست هذه هي المفاجأة، ولن يستقيل الرئيس عباس من منصبه حتى لو كان يتمنى ذلك في قرارة نفسه، لأن القرار هذا لا يملكه وحده، وإنما هناك لجنة تنفيذية ولجنة مركزية تقرر معه.

الرئيس عباس من مواليد برج الحمل، واليوم توقعت عالمة الفلك ماغي فرح لمواليد برج الحمل بأنه "سيتحرر من قيود ويهتم بأفكار جديدة" ، فهل تصدق ماغي فرح؟

لا شك بأن المفاجأة ستتضمن أفكار جديدة والعالم كله يترقب هذه المفاجأة، فبالنسبة الرئيس عباس فقد بلغ السيل الزبى، ولم يعد هناك طريقة إلا وحاول فيها مع حكومة الاحتلال من أجل إحلال السلام وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، ولم يقم بأي خطوة إلا بما يتناسب وما يحترم قرارت الشرعية الدولية. ولم يلق الرئيس في المقابل سوى تصعيد همجي من قبل الاحتلال، فلا الأرض ولا البشر سلموا من فك المحتل المفترس.

الأقصى تنزف والقدس تُغتصب، لا ماء في الضفة ولا كهرباء في غزة، الأسرى يفقدون الأمل وقافلة الشهداء تزداد يوماً بعد يوم، فماذا سيفعل الرئيس؟

أعان الله الرئيس في هذه الأيام العصيبة، فلا شك أنه قد بلغ من اليأس والإحباط ما لم يبلغه أحد من قبل، فحتى شكل الحكومة الأمريكية القادمة لا تنذر سوى بتطرف وعنجهية أكبر وأكبر، فدونالد ترامب المرشح الأقوى لتسلم الرئاسة قال في مطلع خطابه الذي ألقاه بالأمس " نريد أن نضاعف القوة العسكرية للولايات المتحدة لنصبح أكبر قوة عسكرية على الأرض، ولكن لن يكون لنا حاجة لاستخدام تلك القوة والترسانة العسكرية الضخمة لأن امتلاكنا لقوة عسكرية عملاقة سيجعل العالم يهابنا.. ويحسب لنا ألف حساب ولن يفكر حتى ولو بالتفكير أن يدوس على طرف لنا" ، و هذا لا ينم سوى عن عنجهية كبيرة وتعزيز أكبر لسياسة القطب الواحد.

من جانب آخر فإن إسرائيل قد أفرغت اتفاق أوسلو من محتواه ، فلم يعد فيه أي شيء على أرض الواقع ، سوى التنسيق الأمني والاقتصادي لما فيه من فائدة ضخمة للاحتلال الإسرائيلي، فهل يوقف الرئيس كافة أشكال التنسيق الأمني وتكون تهديداته بإلغاء أوسلو جادة هذه المرة ويحسم هذا الملف؟ إن إسرائيل وتصريحات المسؤولين تعكس مدى تخوفهم من هذه الخطوة، حيث تقول أحدى التصريحات" لدى أبو مازن الكثير مما سيخسره، لان الفلسطينيين يتعلقون جدا بالتعاون الأمني مع إسرائيل ويعرفون جيدا أنه من دونه ستقوم حماس بإسقاطهم خلال عدة أسابيع، ولهذا فان ما يفعلونه هو استفزاز ولن يحسن من أوضاع الفلسطينيين بتاتا".

إدارة الرئيس أوباما من جانب آخر أبلغت مسؤولين في السلطة الفلسطينية بضرورة "عدم المساس بنماذج وأنظمة التنسيق الأمني المبرمة مع إسرائيل كون أن لذلك عواقب وخيمة على العلاقة الأميركية الفلسطينية". لا شك بأن إلغاء أوسلو سيكون له نتائج خطيرة، وستحارب إسرائيل وأمريكا ومن معها الرئيس عباس بشراسة ، ولكن إن تمت المصالحة الوطنية فإنها ستكون الدرع الحامي من هذه الهجمة مهما اشتدت شراستها. قبل يومين تلقى الرئيس اتصالاً هاتفياً من مشعل تباحثوا فيه حول الأقصى والمصالحة، فهل يا ترى هناك ما يلوح في الأفق؟ وهل سنشهد برنامج وطني موحد للدفاع عن الأقصى ؟

لنأمل ذلك كرمالك يا أقصى ، وإن لم يحصل ذلك فالأمل يبقى في تحقيق ما تم التصريح به سواء من قبل الرئيس أو المجلس الوطني ، حيث تمت الدعوة لهبة شعبية للدفاع عن القدس والأقصى. لا بد من الإسراع في تنفيذ برنامج شعبي مُقاوم خصوصاً في ظل الإجراءات والأحداث التي تجري الآن في القدس والأقصى، وفي ظل القرارت العنصرية التي تصادق عليها حكومة الاحتلال.

الرئيس الآن في متاهة ويحاول الخروج وإخراج شعبه منها .. متاهة بالمعنى فأمريكا منحازة للاحتلال الإسرائيلي ، والدول العربية خاضعة لتعليمات سيدتها أمريكا ، وحماس خاضعة لسيطرة رغباتها ونزواتها. الرئيس يتحدى المستحيل في ظل أقذر الكواليس ، وعلى الرغم من الاعترافات الدولية بالحق الفلسطيني بقي الوضع كما هو عليه ، ولم يتغير سوى الشعار والمسمى من "سلطة فلسطينية إلى دولة فلسطين".

راهن الرئيس كثيراً على المجتمع الدولي، ولكن لم يدعموه إلا بالكلام وأبقوا أمانيه معلقة في الهواء، فماذا تبقى في جعبة رئيسنا؟!.

الرصاصة الأخيرة التي تبقت لدى الرئيس لن يطلقها على اتفاق أوسلو فحسب، لأنها شبه ميتة أصلاً، ولكن أتوقع أن يقوم بالإعلان عن قيام دولة فلسطين كما فعلها الشهيد ياسر عرفات من قبله، ولكن هذه المرة من قلب نيويورك ، فباعتقادي إن تقديم طلب رفع العلم الفلسطيني أمام مبنى الأمم المتحدة ليس مجرد أمر رمزي، فالرئيس عباس يمتاز بشخصية عملية لا تقوم بأي خطوة عشوائياً.

سيحاول الرئيس عباس بهذه الخطوة أن يفرض وضع جديد على إسرائيل وأمريكا والمجتمع الدولي، حتى يتحرر من قيود أوسلو والمفاوضات التي كبلته طويلاً، وإن لم يتغير الوضع كثيراً فإنه لن يسوء أكثر مما هو سيء، فالحالة الفلسطينية مرهقة بشدة و لا تتحمل ما هو قائم.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة