الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 26 / مايو 22:01

رقائق في دقائق (49)/ بقلم: محمود عبد السلام ياسين

كلّ العرب- النّاصرة
نُشر: 29/10/15 11:19,  حُتلن: 11:21

تنويه ..
انه من الاهمية البالغة في هذا الزمن أن نعرض الموضوعات الهامة التي تتصل بالفرد والمجتمع بكل وضوح وبدون أي رتوش . لهذا قررت أن اطلق هذه الرقائق علها تكون سبب في تغير الفرد والمجتمع سائلاً المولى عز وجل أن يجعلها خالصة لوجهه الكريم ..

كيف تكسب قلوب الناس ؟
إنه ما من أحد إلا وهو يتمنى أن يكون محبوباً بين الناس وأن يشعر بحب الناس له .. ولذلك لما جاء الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله ويقول له : دلني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس . فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس " . أسأل الله جل وعلا أن يجعلنا ممن أحبهم الله وأحبهم الناس وأن يجمعني وإياكم بهذا الحب في ظل عرش الرحمن يوم القيامة .. إنه ولي ذلك والقادر عليه .

الرفق واللين ..
لا شك أن الناس جميعاً يحبون كل من يرفق بهم ويحلم عليهم ، وينفرون من الإنسان إذا كان فضاً غليظاً ولو كان من أعبد أهل الأرض . إن الحلم والرفق من الأخلاق السامية التي يفتح الله بها القلوب ويلين بها الأفئدة .. ولذا كان ينبغي على كل مسلم أن يتحلى بهاتين الصفتين ليفتح الله به القلوب فإن قلوب العباد تميل إلى صاحب القلب الرحيم الذي يرفق بكل من حوله .. وتنأي عن صاحب القلب الغليظ الذي لا يرحم من حوله ولا يرفق بهم ولا يحلم عليهم .
في رحاب الوفاء ..
إن الوفاء نعمة جليلة يمتن الله بها على من يشاء من عباده .. فمن أوفى بعهد الله من توحيده وإخلاص العبادة له أوفى الله بعهده من توفيقه إلى الطاعات والعبادات ولذا قال رب الأرض والسموات : (وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ ) [ النحل : 91 ] . وأهل الوفاء هم أهل البر والصدق والتقوى فلقد وصف الحق سبحانه وتعالى أهل البر فكان من بين أوصافهم : (وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ ) [ البقرة : 177 ] . ثم ختم الآية بقوله : ( أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ) [ البقرة : 177 ] .

" نفسك " عالم عجيب ..!
يقول الشيخ علي الطنطاوي - رحمه الله - : ( نفسك ) عالمً عجيب يتبدل كل لحظة و يتغير ولا يستقر على حال ، تحب المرء فتراه ملكاً ثم تكره فتُبصره شيطاناً و ما كان ملكاً ولا كان شيطاناً .. و ما تبدّل و لكن تبدلت ( حالة نفسك ) ؛ و تكون في مسرة فترى الدنيا ضاحكة ثم تراها و أنت في كدر ، باكية قد فرغت في سواد الحداد ما ضحكت الدنيا قطّ ولا بكت و لكن كنت أنت: (الضاحك الباكي). 

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة