الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 09 / مايو 09:02

من حملة بونابرت إلى حملة داعش/ بقلم: فادي أبو بكر

كل العرب
نُشر: 17/01/16 13:38,  حُتلن: 08:02

فادي أبو بكر في مقاله:

داعش أيقونة الإرهاب الدولي لا تمد بصلة لا للإسلام ولا للشرق العربي وفي قراءة من منظور آخر أرى في داعش حركة غربية وأوروبية بحتة

الصهيونية ليست غريبة عن الثورة الفرنسية فهي كانت على وفاق مع حكومات الثورة الفرنسية حينما اتفقوا على دعم وتمويل الحملة الفرنسية على مصر والمشرق العربي مادياً

الصهيونية تدعم الغرب فلماذا لا تدعم حملة داعش معادلة بسيطة وتحليل بسيط. الحملة الداعشية هي حملة نابليونية قديمة ومتجددة

تبقى "داعش" لغزاً حير كل المفكرين والكتاب والمحللين من مختلف أنحاء العالم، فكلٌ يرى داعش من زاوية معينة، ولكن بكل تأكيد فإن داعش أيقونة الإرهاب الدولي لا تمد بصلة لا للإسلام ولا للشرق العربي، وفي قراءة من منظور آخر أرى في داعش حركة غربية وأوروبية بحتة.

الثورة الفرنسية يمكن أن نقول عنها ثورة أوروبية كونها أحدثت تحولات اجتماعية وسياسية وثقافية في أوروبا بوجه عام. ثورة كان شعارها "حرية-إخاء- مساواة" ذُبح فيها أكثر من 300000 فلاح، قتلوا وذبحوا باسم الحرية و حقوق الإنسان!.
حكومات الثورة الفرنسية هي التي قامت باحتلال الجزائر والمغرب وتونس، هي التي احتلت مصر بقيادة نابليون بونابرت.

مونتسكيه الذي يعتبر أحد أئمة التشريع في الثورة الفرنسية، وأحد الفلاسفة الذين اتخذت الثورة مبادئها من أفكاره، قام بتبرير استرقاق البيض للسود في كتابه "روح القوانين"، حيث يقول مونتسكيه "لو طلب مني تبرير حقنا المكتسب في استرقاق السود لقلت إن شعوب أوروبا بعد أن أفنت سكان أمريكا الأصليين لم تر بداً من استرقاق السود في افريقيا لتسخيرهم في استغلال تلك البقاع الواسعة، ولولا استغلالهم في زراعة هذه الأرض للحصول على السكر لارتفع ثمنه". فبماذا يختلف هذا عن نهج داعش الحالي فيما يتعلق بالسبايا و اغتصاب النساء؟!.

يبدو أن الغرب اشتاق إلى نهر الدم ورائحته التي كانت تفوح من أروقة فرنسا، فأعادت صناعة داعش لعلها تساعدها على إعادة وضع أحلامها الاستعمارية على الخارطة، تلك الأحلام في غزو المشرق العربي وما تستطيع مخالبها أن تطاله. مشتاقون لدرجة أن سويسرا أصبحت تنتج ساعات تحوي نتفًا من شعر نابليون بونابرت، بونابرت الذي شن أشرس وأقوى الحملات الهمجية التي عرفتها البشرية.

الصهيونية ليست غريبة عن الثورة الفرنسية فهي كانت على وفاق مع حكومات الثورة الفرنسية حينما اتفقوا على دعم وتمويل الحملة الفرنسية على مصر والمشرق العربي مادياً مقابل وعدهم بإقامة وطن قومي لهم في فلسطين. "ثوار فرنسا" سبقوا بلفور في وعدهم للصهاينة.

روسيا اليوم لا تحارب داعش فقط، بل تحارب الغرب معها، فهي لا تنسى ذاك الغرب الذي غزا الإمبراطورية الروسية بقيادة بونابرت.
الصهيونية تدعم الغرب، فلماذا لا تدعم حملة داعش، معادلة بسيطة وتحليل بسيط. الحملة الداعشية هي حملة نابليونية قديمة ومتجددة، فهي اتخذت قناع جديد يلائم المرحلة والوضع الإقليمي الجديد.

حملة داعش هي حملة تستهدف المشرق العربي برمته، وتحاول إعادة أمجاد قوى استعمارية كان لها وزن وثقل في المنطقة، وأمريكا وإسرائيل تعملان على تعديل النظام العالمي الجديد، وإعطاء كل مستعمر متقاعد عطشان للعودة حصة له في المنطقة حتى لا تتأثر لا هي ولا طفلتها المدللة إسرائيل، وحتى تستمر في قيادة النظام العالمي وفق احتياجاتها ومتطلبات استمراريتها وبأقل التكاليف.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net
 

مقالات متعلقة