الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 19 / مايو 18:02

نخلة العطاء/ بقلم: نجاح نجم

كل العرب
نُشر: 24/02/16 16:14,  حُتلن: 07:37

نخلة العطاء ما زالت قائمة...
والبنيان بالصرح مازال شاهدا...
أنت أستاذنا الكبير ونموذجنا العظيم في المثابرة والمواظبة والثبات على الايمان بالله وبالحق والعدل!
أنت من جعل وجودنا الذاتي ووجودنا للآخر متحدَّان...
فكيف بالكيف والكم إذ يتحدان في هوية واحدة...؟
وكيف إذ يترسخ الحق ويثبت قلب الإنسان على الإيمان بالله الواحد الأحد إذْ لمثلث الوجود الكيفي ثلاثة أضلاع متساوية:
1- الضلع الأول: الوجود الخالص.
2- الضلع الثاني: العدم الخالص.
3- الضلع الثالث: الصيرورة.
كنت أنت بهم دائم العطاء والخضرة والصيرورة كشجرة سرِّ الميلاد المجيد والتنوب والسرو المتجدِّد مع بداية كل عيد ميلاد مجيد للمسيح عليه السلام وولادة عامٍ جديد مع نهاية دورة الأرض حول الشمس ثلاث مائة وخمس وستون يومًا!
حقًا إن من البيان لسحرا... يا أستاذنا الجليل العظيم ومعلمنا الكبير... هل كنا حقًا في الوجود الخالص غير المتعيِّن من مثلث الوجود الكبير لديك؟ وصرنا اليوم في الوجود المتعين الفعلي ولدينا فكرة شاملة عن المصير؟
- بتنا على رسم مثلث قائم البنيان وبالرحمة والحق والتقدير ثابت... على كل ضلع كان في الوجود والدنيا كان الله قائم، وللقيامة من العدم والموت كان الله به قائم وقاهر وفاعل وحكيم رحيم وجبَّار غير زائل!
- سارت الشمس إلى المغيب فباتت تقرصنا من الجبين، في خاصرة الوقت من العصر خمس أيام فقط مضرّ على ولادة العام الجديد وكنَّابه نسير طائعين صاغرين مستسلمين ليد الله الواحد الأحد الأحد الحي القيوم الذي "لاتأخذه سنة ولا نوم" "آية الكرسي" "سورة البقرة".
2
أفي ظلال نخل العطاء والنحل من الطالبات كان طائر...
بين الأزاهير والورود والرياحين والمواضيع في المدارس والمراتب لها مصائر ولها طائر ولها صائر!
أطار بنا ذاك الزمان حقا سريعا سريعا سريعا...
منذ كتابة على المقاعد للدراسة نستمع ونصغي جميعا لفيفا...!
كم من رحيق الزهر نقلت شفاهك وعقلك وفكرك وعلمك لنفوسّنا التواقة للمعرفة والعلم وكان به الله في قلبك حقا قائم!
حتى غدت المعادلات والرياضيات والمنطق الجدلي والرمزي لها أعمدة ولها زوايا في المثلثات المثبتة الاضلاع في الزمان والمكان والإنسان وقد غدا وله بنا كيانا جميلاً! وبداخلنا لها وجودًا متحيِّنا وفعليًا دقيقًا!
3

أمن خارج الجدران المحيطة بالرياض والمعابد والهياكل وبالكم والكيف والقدر، وبالوجود الايمان بالله قائم... وبالوجود بالإيمان بالله قائم ... دارت بنا كؤوس السنين أربعين سنة وأحد عشر يومًا منذ كان لنا معًا عيد ميلاد مجيد للسيد المسيح عليه السلام!
وكان ذلك عام 1975-1976 ميلادي، رغم اتحاد الزمان والمكان وثلاثة أبعاد الظهور الإلهي لدينا. غطسنا وغصنا في بحور الزمان والمكان والمعمودية بالطقس والطراز إلينا! قادم الينا!
سرنا على طرقات الميلاد بخطوات سراع وبشراع.. له في القلب والعقل والفكر ولدنا الربِّ، كلام الربِّ، ألفا سنة من الأبعاد الثلاثية الله بها قائم في بحور الزمان والمكان والحياة الانسانية الله بها قائم ...! الفا سنة وخمسة عشر عامًا وخمسة أيام منذ حدث الميلاد، ميلاد السيد المسيح عليه الصلاة والسلام ... ألفا سنة ميلادية سارت بأستقامه الربُّ أقام بها ملائكة أبرار صالحين وللرب مقام مقدس الله به قائم!
طفنا وسرنا وعمنا وقفزنا وعدونا وبكينا وحفظنا كل الحقائق في المكان والزمان والتاريخ وعلم الإجتماع!
ورغم آلآف الصفحات المكتوبة في وصف القهر والظلم والألم المبرح العطشان ما زال ذاك الحسِّ بالشوق لصدق القول والعمل والفكر والعاطفة والطيران بالوجد له ذات المذاق، مذاق معرفة الإيمان بالربِّ إذْ نحتكم لضمائرنا ونحن نصغي إليك! فكيف نعيد لذلك الزمان والمكان الثابت بقلوبنا وعقولنا ونفوسنا ذلك اللون البهيج وذلك اللون الجديد اللذيذ الطعم!
كيف نعود لذلك الزمان والمكان الثابت بقلوبنا وعقولنا ونفوسنا ولذلك اللون الاخضر اللذيذ الطعم وكان فراق!
حمتنا إذْ بعدنا رعاية الربِّ وعناية المولى ومحبة لأهل والمدينة والوطن والصحب إذْ كنا صغار...
فبات ما نكتب من مطرزات الوصف والرسم والرواية والشعر والقصص لذات الصرح نقاط صغار!
قطرات دمع وبسمات ورد لها القسمات تجّلي الملامح إذه هي تسري ...
بنظرات وجد وصفاء فكر وثبات حسِّ وعواطف حازمة الرفق بشفاعة الربِّ!
يا أستاذنا الكبير ومعلمنا الجليل لك الرحمة والخلود لدن الربِّ!
(استراحة اولى الساعة العاشرة ليلاً توقيت شتوي!)
4
من خارج الجدران المحيطة بالرياض والمعابد والهياكل والمساجد والكنائس وفي داخلها الله تعالى وحده قائم!
دارت بنا السنون وبنا دار الزمان أربعة عقود وأحد عشر يومًا... منذ كنا لديك في المدرسة وفي الصف ... يا أستاذنا الكبير! ذاك هو آخر عيد ميلاد للسيد المسيح عليه السلام ... قد جمعنا!
- جعلت من الظلام الدامس وغياهب الخوف والقلق مظلات حسٍّ، وتركت لعاطفة الوفاء والإخلاص والتفاني بالعمل مجسات صمت ...
مزجت التواضع والمحبة والإصغاء والنصح والأخلاق والأدب والعلم بهيكل إنسان واحد ... وبنيت بنا أعمدة الهياكل بالعقل والفكر والوجدان والقلب... والإيمان بالله قائم ودائم!
فبدأت نواميس العبادة والدراسة والإجتهاد في النفوس تنمو وتغدو ... وكنت أنت أسطورة العطاء ونحن لديك بالصف ولديك كنا جلوس!
جلسنا قبالك نسمع دروس التاريخ والرياضيات والمنطق والجدل والفكر ونصمت...
وعقلك وفكرك وقلبك يرشدنا ونحن لك مجسمات حسِّ!
كأنك بالمثلثات والمعادلات وبالوقائع وبالحوادث ومنطقها وأنت ترشدنا.... رسَّخْتَ بنا وبي وبعقلي وقلبي وفكري اليوم كما كنت منذ ذلك ومن قبل في الصف لديك أذكرها! ما زلت أذكرها ... تلك اللحظات!
هنأت بعملك على تربية أجيال وأجيال من الشبان والشابات في الناصرة وفي مجتمعنا العربي...
ورغم مرور أعوام وأعوام وأربع عقود وأحد عشر يومًا على آخر عيد ميلاد للسيد المسيح عليه السلام إذْ كان يجمعنا. عام 1975 – 1976 م... !
ما زال حبك لنا وإخلاصك ودفء صوتك في الدم والعقل يجري ويجري وهو يثري في الثبات على الصدق والحق والإيمان بالربِّ!
5
- هذي هي حاضرة المدن الناصرة تزهو بك وبالعلم والبيان مجدًا وفخرًا وحسن ضياء....
أمن خارج الجدران المحيطة بالرياض والمعابد والهياكل والكنائس والمساجد سؤال إلهي وحسن جواب!
دارت بنا السنون وبالكؤوس أربعة عقود فلاَّ ووردا وشمس دفء منذ كنا لديك في المدرسة وفي الصف نجوماً وشدواً ونجوى إفتداء إفتداء!
هل كان لاتحاد الزمان والمكان وثلاثة أبعاد الظهور الالهي طرز إيمان إذْ غطسنا وإذْ غدونا في بحور الشعر والوزن والقافية وبها لنا ولها اشتياق؟
هل هوة الزمان البعيد الشاسع الفاصل مابيننا لها ذات العبير والرحيق ومن خارج الجدران المحيطة بالرياض والمعابد والهياكل والمساجد والكنائس لها صدى قريب بعيد؟
كم كنا لديك في المدرسة وفي الصفين الثانويين الحادي عشر والثاني عشر ورد شوق وسنابل قمح وطموح مجد؟
دارت بنا السنون عنك بعيدًا بعيدًا وبمعمودية الطقس وفي الغروب والشروق أنوار ضياء / الشمس والليل كانابنا وبالاعياد يومياً إذْ الناصرة كانت بك تجمعنا!
يا قمة في العطاء والتواضع والتسامح والوجد إذْ الله كان في الناصرة بك يجمعنا... ها هي البحور والأنهار والوديان والسيول والدموع تحمل اسمك بالمسك والبخور والعنبر وتذكِّرْنا! بميلاد السيد المسيح عليه السلام وبرحيلك عن عالمنا ... درس آخر من دروس الجدل والنقاش... ألفناه لديك لديك ...
إذْ جعلت من لحظات الدرس والنقاش والجدل في الصف ولك ألف محضر والف حضور... دفق شعور وحسٍّ نبيل نبيه كريم لطيف الروح وبالعفة!
ها هي الناصرة في قمة التألق والميلاد وبالضياء تودِّعك وتشفعك وتنصرك وتصهرك في بوتقة الحب والخلود الأبدي في جنائن الربِّ الرحيم العليم...
وبشفاعة ربِّ كريم ...
وربِّ رحيم...
ويسوع – المسيح عليه السلام الناصري... في قمة ذكرى ميلاده للسنة الحالية ...
بك الناصرة وبه تذكرِّنا .... وتذكرنا ... وباسم الرب – الاله الذي يحفظنا ويحفظها ويرحمك ويرحمنا !
الناصرة تودعك بالميلاد وبعد دخول السنة الجديدة إلى عالمنا... وزينة العيد المجيد ما زالت متلألئة بالأنوار تكشف مجد الربِّ لدينا...!
وهي تصهرنا بالحب والمودة وبدفء الحق والإيمان بالله وبالملائكة الأبرار بالناصرة وبيت لحم وفي الميلاد والقدس الله يجمعنا!
ويرحم جميع المخلوقات، يرحمك ويرحمنا ويرحم كافة خلقه!
إلى جنة الخلد يا أستاذ الجليل المتواضع القلب المستقيم!

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة